في خطوة قد تؤدي إلى تشكل أكبر تجمع لصناعة الإسمنت في العالم، أعلنت شركتا «لافارج» و»هولسيم» عن نيتهما الاندماج من أجل مواجهة الظرفية التي يعيشها قطاع الإسمنت حاليا. وأصدرت الشركتان بيانا أعلنتا فيه أنهما في محادثات متقدمة للاندماج، وهي صفقة ستساعد الشركتين على تقليص التكاليف والديون وتحسين تكيفهما مع ارتفاع أسعار الطاقة وتراجع الطلب، الذي أثر على قطاع الإسمنت منذ بداية الأزمة الاقتصادية سنة 2008. وسيؤدي الاندماج، إذا ما نجحت المفاوضات بين الطرفين، إلى خلق شركة تصل قيمة أسهمها في السوق إلى نحو 55 مليار دولار. وحسب «لوفيغارو»، فإن الصفقة ستشهد طرح «هولسيم» عرضا لتملك «لافارج» يمكن دفعه بأكمله على شكل أسهم. وفي حالة نجاح ذلك سيكون مقر الشركة الجديدةسويسرا، ولكن سيكون لها مقر رئيسي للعمليات في كل من سويسرا وفرنسا. وسيعزز الاندماج موقع الشركتين في المغرب، خاصة أن نتائجهما المالية خلال السنوات الأخيرة لم تكن في مستوى التطلعات. حيث سجل رقم معاملات «هولسيم» انخفاضا ملموسا بنسبة 6.5 في المائة، ليبلغ 3 ملايير و68 مليون درهم، نتيجة التراجع الملحوظ الذي لحق السوق الوطني لمادة الإسمنت. وبررت الشركة تراجع نتائجها في المغرب بغلاء كلفة المحروقات التي تشكل مادة حيوية في تكلفة الإنتاج بنسبة 23 في المائة، وكذا ما خلفه الارتفاع الذي طرأ على التكاليف المادية والناتجة أساسا عن الرصيد المخصص لإعادة هيكلة المنجم، وهو ما أدى إلى انخفاض الأرباح بحوالي 20 في المائة. يشار إلى أن مجموعة (هولسيم المغرب) تتوفر على ثلاثة مصانع للاسمنت في كل من وجدة٬ وفاس وسطات٬ ومركز للطحن والتعبئة والتوزيع بالناظور٬ وآخر للتعبئة والتوزيع بالدارالبيضاء. بالمقابل، سجلت مجموعة «لافارج المغرب» تراجعا، خلال 2012، في مبيعاتها من الإسمنت، وذلك بناقص 6.8 في المائة، بالمقارنة مع النتائج المسجلة، خلال السنة التي قبلها. وأرجع سعيد الصبار، المدير العام لشركة «لافارج المغرب» هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل، من أهمها المنافسة القوية بعد فتح عدد من مصانع إنتاج الإسمنت، ما ساهم في زيادة العروض، موازاة مع ذلك سجل الطلب تراجعا بسبب الأزمة التي يعرفها قطاع العقار والبناء والأشغال العمومية، خاصة في بعض المدن التي تمثل القسط الأكبر من الطلب على الإسمنت مثل الدارالبيضاء التي انخفض بها استهلاك الإسمنت بناقص 12.4 في المائة، ومكناس التي تراجع فيها الطلب على الإسمنت بناقص 9.6 في المائة، والمنطقة الجنوبية بناقص 4.9 في المائة، والجهة الشرقية، إذ تراجع استهلاك الإسمنت بتازة بناقص 22.2 في المائة.