مازال العديد من المغاربة الذين نزحوا من اليمن إلى المملكة العربية السعودية، عالقين بأحد الفنادق بجدة. وحسب مصادر من هذه الفئة لجريدة الاتحاد الاشتراكي، فإن ما يقارب 60 مغربيا ومغربية مازالوا هناك منذ 14 أبريل من الشهر الماضي، حينما حلوا بأحد الفنادق هناك بالمملكة العربية السعودية، في حين تم تنقيل 90 مغربيا ومغربية عبر الخطوط الجوية الملكية عبر دفعات كان آخرها يوم السبت الماضي. معاناة هؤلاء المغاربة كما يرويها المعنيون »ل"الاتحاد الاشتراكي"« ،بدأت منذ اليوم الأول من وصولهم إلى الحدود اليمنية السعودية أي يوم 12 أبريل 2015، وما أن وصلوا بمعية جنسيات مختلفة أخرى لم يجدوا أي أحد في انتظارهم. وبعد مرور 18 ساعة، جاءهم أحد المكلفين من طرف القنصلية المغربية الذي ما أن اجتمع بهم حتى أخبرهم بأن السفارة المغربية لن تتكلف بإطعامهم أو إيوائهم، الشيء الذي دفع المغاربة إلى التهديد بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة المغربية بالعربية السعودية، قبل أن يتم نقلهم إلى جدة، حيث تم توفير الاقامة لهم مع إطعامهم. وأوضحت مصادرنا المعاناة النفسية التي سببتها هذه المعاملة للمسؤولين هناك، ففي الوقت الذي أقدمت كل الدول على ترحيل، بما فيها تقول هذه المصادر دولة الصومال، »مازال العديد من المغاربة عالقين بأرض المملكة العربية السعودية. وتضيف ذات المصادر" إننا لسنا ضد التحقيقات التي أجريت معنا، لكن أن تتم بطريقة مستفزة ومتكررة، الشيء الذي ضاعف من معاناتهم، إذ تركزت هذه الأسئلة على الاسم الكامل، ولماذا تريدن الذهاب إلى المغرب وهل تنوون العودة إلى اليمن؟... إلى غير ذلك من الأسئلة التي لم يستثن منها حتى الأطفال البالغون سن 13 سنة وما فوق، حيث تولى هذا الاستنطاق 14 شخصا في المرحلة الأولى و4 أشخاص جاؤوا من المغرب في المرحلة الثانية، في حين تم أخذ جوازات سفرهم وهناك تقول هذه المصادر من المسؤولين من استفزهم أمام الاحتجاجات التي كانت من طرفهم، حيث خاطب مسؤول كبير أحد المغاربة هناك القادم من اليمن بالقول:" »نغبرك ورا الشمس". « ذات المصادر أوضحت للجريدة أن هناك غياب تنظيم محكم من طرف المسؤولين بالسفارة والقنصلية المغربية بالمملكة العربية السعودية، فعوض أن يتم تخصيص طائرة ووضع حد لهذه المعاناة، يتم إعطاء الوعود تلو الوعود وتسفير البعض دون أن يشمل ذلك العائلة الواحدة عبر تخصيص المقاعد الفارغة بالطائرة المتوجهة إلى المغرب بالخطوط الملكية المغربية. ويطالب المغاربة العالقون هناك الحكومة المغربية، وعلى رأس ذلك وزارتا الهجرة والخارجية، بالتدخل العاجل ووضع حل نهائي لهذه المأساة. وفي تصريح لجريدة »الاتحاد الاشتراكي« أكد أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة "»إننا نشتغل في هذا الملف وهناك العديد من هؤلاء المغاربة الذين تم تنقيلهم إلى بلدهم. وقد وفرنا كل الامكانيات الخاصة بالإيواء والطعام لهم حيث أعطينا كل الامكانيات المادية للقنصلية المغربية للقيام بما يتطلبه الأمر". وعلى مستوى المواجهة مع الحوثيين،استأنف التحالف الذي تقوده السعودية غاراته في مدينة عدن بجنوب اليمن خلال الليل بعد انتهاء هدنة استمرت خمسة أيام. وقد سُمع دوي انفجارات قرب مطار عدن ومنطقتي خور مكسر وكريتر، وانتهت الهدنة الإنسانية يوم الأحد. وقال متحدث باسم الجيش اليمني في بيان نشرته في ساعة متأخرة من مساء الأحد إن الجيش اليمني رحب بطلب مبعوث الأممالمتحدة في اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد بتمديد الهدنة للسماح بوصول مزيد من المساعدات للبلاد. ونقلت سبأ عن الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن شرف غالب لقمان ترحيبه "بالدعوة التي أطلقها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بخصوص تمديد الهدنة وإشارته إلى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين". وأضاف لقمان "نعلن هذا الموقف رغم الانتهاكات المستمرة من قبل قوات العدوان منذ الساعة الأولى للهدنة." وشدد لقمان على الوضع المتردي في اليمن، وقال "رغم المناشدات اليومية من المؤسسات الصحية والمستشفيات حول كارثية الوضع الصحي وعدم وجود أدوية إلا أننا لم نجد أي استجابة خلال أيام الهدنة ولم تصل الأدوية المطلوبة." وكان الموريتاني ولد الشيخ أحمد قد وجه هذا النداء خلال افتتاح مؤتمر للأحزاب اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض لبحث سبل إنهاء الاضطراب السياسي باليمن. ومنذ الثلاثاء التزمت القوات التي تقودها السعودية والمقاتلون الحوثيون الى حد كبير بوقف إطلاق النار الذي يهدف الى توصيل الغذاء والوقود والمؤن الطبية لملايين اليمنيين المحاصرين في الصراع منذ بدأ التحالف ضرباته الجوية في 26 مارس. لكن اشتباكات متقطعة استمرت وقال سكان إن 15 على الأقل قتلوا ليل السبت في مدينتي تعز والضالع. وتقول جماعات إغاثة إن خمسة أيام لا تكفي لإدخال مساعدات كافية لسكان البلاد البالغ عددهم 25 مليونا. ويعيش اليمن الآن كارثة انسانية فقد نزح 300 الف شخص من جراء الصراع بينما يواجه 12 مليونا نقصا في الغذاء. وقال ولد الشيخ احمد للصحفيين على هامش الاجتماع الذي حضره الرئيس عبدربه منصور هادي "لدي أمل" في تمديد الهدنة. وأضاف "كل اتصالاتي الأولية تشير الى أن لدينا فرصة لكنني أدعو كافة الأطراف بالفعل الى تمديدها (الهدنة) بحد أدنى خمسة ايام." وكانت السعودية قالت إن تمديد الهدنة يتوقف على التزام الحوثيين المتحالفين مع ايران والرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف معهم بها. واتهمت السعودية الحوثيين بانتهاك الهدنة لكنها قالت إنها ستمارس ضبط النفس حتى يتسنى توصيل المساعدات اللازمة لليمنيين. وقال نائب الرئيس اليمني خالد بحاح الذي يرأس ايضا الحكومة في الخارج إن إدارته تؤيد تمديد الهدنة لكن القرار يتوقف على الوضع على الأرض. وقال في الرياض إن هناك حاجة لأن تستمر الهدنة لفترة أطول وليس فقط لبضعة أيام ولكن الأمر يعتمد على الوضع على الأرض. وأضاف أن جهودا تبذل من أجل التمديد موضحا أن رغبة الحكومة اليمنية هي تمديد الهدنة. وفي كلمته امام المؤتمر طالب هادي بأن ينسحب الحوثيون من المدن التي يسيطرون عليها منذ استولوا على صنعاء ونحوا حكومته جانبا في سبتمبر العام الماضي. وقال إنه يجب الا يسمح لهم باستغلال الهدنة للتوسع وقتل المدنيين. ورفض الحوثيون والمقاتلون الموالون لصالح المؤتمر وهو ما يعني أنه لن يوفر فرصة لإجراء محادثات سلام. لكن بعض الشخصيات البارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح سافرت الى الرياض وأعلنت ولاءها لحكومة هادي.