استهدفت الغارات القصر الرئاسي الذي يسيطر عليه الحوثيون في منطقة وسط المدينة وكذلك مجموعات من المقاتلين على الأطراف الغربية والشرقية للمدينة إلى جانب المطار الدولي الذي يتنازع الحوثيون ومسلحون محليون السيطرة عليه. من جهته، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبد الله إن التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية استأنف غاراته على اليمن، اليوم الاثنين، بعد أن أوقفها خمسة أيام لأغراض إنسانية، مشيرا إلى أن الحوثيين وحلفاءهم انتهكوا الهدنة. وقال عبد الله في اتصال هاتفي إن التحالف لا ينظر حاليا في أي عرض لوقف إطلاق النار رغم مناشدة من الأممالمتحدة لتمديد الهدنة. وأضاف إن الغارات الجوية الجديدة ستتجنب مطار صنعاء وميناءي عدن والحديدة لإفساح المجال أمام وصول المساعدات. ودعا مبعوث الأممالمتحدة في اليمن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية وخصومه إلى تمديد هدنة إنسانية من المقرر أن تنتهي في 2000 بتوقيت غرينتش يوم الأحد حتى يتسنى إدخال المساعدات الإنسانية. ووجه الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد هذا النداء في افتتاح مؤتمر للأحزاب اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض لبحث سبل إنهاء الاضطراب السياسي باليمن. ومنذ الثلاثاء التزمت القوات التي تقودها السعودية والمقاتلون الحوثيون إلى حد كبير بوقف إطلاق النار الذي يهدف إلى توصيل الغذاء والوقود والمؤن الطبية لملايين اليمنيين المحاصرين في الصراع، منذ بدأ التحالف ضرباته الجوية في 26 مارس. لكن اشتباكات متقطعة استمرت وقال سكان إن 15 على الأقل قتلوا ليل السبت في مدينتي تعز والضالع. وتقول جماعات إغاثة إن خمسة أيام لا تكفي لإدخال مساعدات كافية لسكان البلاد البالغ عددهم 25 مليونا. ويعيش اليمن الآن كارثة إنسانية فقد نزح 300 إلف شخص من جراء الصراع بينما يواجه 12 مليونا نقصا في الغذاء. وقال ولد الشيخ احمد للصحافيين على هامش الاجتماع الذي حضره الرئيس عبد ربه منصور هادي "لدي أمل" في تمديد الهدنة. وأضاف "كل اتصالاتي الأولية تشير إلى أن لدينا فرصة لكنني أدعو كافة الأطراف بالفعل إلى تمديدها (الهدنة) بحد أدنى خمسة أيام". وكانت السعودية قالت إن تمديد الهدنة يتوقف على التزام الحوثيين المتحالفين مع إيران والرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف معهم بها. واتهمت السعودية الحوثيين بانتهاك الهدنة لكنها قالت إنها ستمارس ضبط النفس حتى يتسنى توصيل المساعدات اللازمة لليمنيين. وقال نائب الرئيس اليمني خالد بحاح الذي يرأس أيضا الحكومة في الخارج إن إدارته تؤيد تمديد الهدنة، لكن القرار يتوقف على الوضع على الأرض. وقال لرويترز في الرياض إن هناك حاجة لأن تستمر الهدنة لفترة أطول وليس فقط لبضعة أيام ولكن الأمر يعتمد على الوضع على الأرض. وأضاف أن جهودا تبذل من أجل التمديد موضحا أن رغبة الحكومة اليمنية هي تمديد الهدنة. وفي كلمته أمام المؤتمر طالب هادي بأن ينسحب الحوثيون من المدن التي يسيطرون عليها منذ استولوا على صنعاء بالقوة وأسقطوا الشرعية، ونحوا حكومته جانبا في شتنبر من العام الماضي. وقال إنه يجب ألا يسمح لهم باستغلال الهدنة للتوسع وقتل المدنيين. ورفض الحوثيون والمقاتلون الموالون لصالح المؤتمر، وهو ما يعني أنه لن يوفر فرصة لإجراء محادثات سلام. لكن بعض الشخصيات البارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح سافرت إلى الرياض وأعلنت ولاءها لحكومة هادي. وقال ولد الشيخ احمد إن الأممالمتحدة التي رعت محادثات يمنية سابقة لبحث سبل إنهاء الأزمة قبل بدء التدخل العسكري بقيادة السعودية تتطلع إلى استئناف المحادثات في جنيف بنهاية الشهر الحالي.