بعد إغلاق الملعب البلدي بالقنيطرة من أجل إعادة تعشيبه، اضطر فريق المدينة الأول الكاك للاستقبال بملعب أبو بكر عمار بسلا. وفعلا كانت أول مباراة للفريق القنيطري في هذه الظروف الصعبة أمام فريق أولمبيك خريبكة، الذي يتنافس مع الوداد البيضاوي على لقب بطولة الموسم. وصعوبة اللقاء، الذي جاء بمناسبة الدورة 28 من الدوري الاحترافي المغربي، في نسخته الرابعة، تتجلى أيضا في كون الفريق الخريبكي يعلم مسبقا نتيجة مباراة الوداد وأولمبيك آسفي، التي جرت يوم السبت، وانتهت بفوز أصدقاء إيفونا بهدفين دون مقابل، مما سيفرض عليه الصراع من أجل كسب نقاط المقابلة، حتى يستمر في المنافسة. وبالمقابل فالفريق القنيطري، الذي يصارع لكن على واجهة مختلفة، وهي الفرار من منطقة الخطر، فطن للضغط الذي يعاني منه خصمه، مما جعله يستغل هذه الظرفية التي فرضتها هذه الدورة، وظهر ذلك من خلال الضغط المبكر الذي مارسه أشبال المدرب سمير يعيش، مما أعطاهم زاويتين منذ الدقيقة الثانية لم تأتيا بالجديد. زملاء العميد المتميز رشيد برواس واصلوا ضغطهم أمام انكماش مفاجئ للزوار، الذين لم يكونوا على ما يبدو ينتظرون هذا السيناريو، مما فسح للاعبي الكاك لمتابعة هجوماتهم على مرمى الحارس الخريبكي، محمد أمين البورقادي، الذي لم يحرك ساكنا في د 19 وهو يرى رأسية عادل المسكيني تصطدم بالعارضة، ولا في د45 بعد تسديدة نصف هوائية للمهاجم الشاب للكاك حمزة الغطاس، الذي كان أفضل عنصر من بين الاثنين والعشرون لاعبا من المجموعتين. وبعد هذه المحاولة أعلن الحكم عن نهاية الجولة الأولى بنتيجة البياض رغم سيطرة المحليين. ومع بداية الجولة الثانية كاد المهاجم الخريبكي إبراهيم البزغودي أن يفاجئ الجميع، بعدما بقي وجها لوجه مع الحارس لحواصلي، الذي أنقذ مرماه بعد تدخل انتحاري مما أعطى شحنة إضافية من الثقة لزملائه، الذين والوا هجوماتهم وضغطهم مما أعطاهم الفرصة للحصول على ضربة جزاء مشروعة بعد إسقاط المهاجم حمزة الغطاس داخل المنطقة المحرمة. رضوان الكروي الذي أعطيت له تعليمات مدربه بالتنفيذ لم يخيب الآمال، وهزم الحارس البورقادي في د 60. بعد هذا الهدف لعب المدربان بكافة أوراقهم الاحتياطية مما أعطى للقاء صراعا تكتيكيا، جعل كل المحاولات تولد وتموت في وسط الملعب، مع الاعتماد بين الفينة والأخرى على المحاولات المرتدة، التي أعطت إحداها الهدف الثاني للفريق القنيطري، بعد توغل جيد للمدافع الأيمن للكاك محمد مراد الناجي، أنهاه بتمريرة على المقاس لزميله بدر كشاني، الذي أضاف هدف الأمان لفريقه في الدقيقة الثانية من الوقت البدل الضائع من اللقاء. وبهذه النتيجة يكون النادي القنيطري قد أمن بقاءه ضمن حظيرة أندية الصفوة، في حين ضيع الأولمبيك فرصة كبيرة في مواصلة المنافسة على اللقب. تحكيم المباراة كان جيدا للسيد الداكي الرداد، بمساعدة خليفة الناهي وعبد الكريم معاش. أما التنظيم فكان لا بأس به، رغم أنه كان النقطة السوداء في هذه المواجهة، وتجلى ذلك خاصة في منع رجال الأمن الإخوة الصحفيين من ولوج جنبات الملعب لأخذ التصريحات، بعد صفارة الحكم النهائية.