اختتمت مساء السبت بالناظور فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بتتويج الفيلمين السويسري «البساط الأحمر» في صنف الأفلام الطويلة، والرواندي «مكان للجميع» في صنف الأفلام الوثائقية. يحكي الفيلم السويسري «البساط الأحمر» لمخرجه فريد بايليف عن مجموعة من الشباب يراودهم حلم إنجاز فيلم. وبعد أن ساعدهم أحد المربين على كتابة سيناريو فيلم قصير، ذهب بهم إلى مهرجان «كان» للسينما بحثا عن منتج . ويسرد الفيلم عددا من الوقائع والأحداث بشكل مثير وفي إطار كوميدي . أما الفيلم الرواندي « مكان للجميع « للمخرجين أنجيلوس راليس وهانس إلرايش غوسل ، فيسلط الضوء على الإبادة الجماعية التي تعرض لها التوتسي عام 1994 برواندا والتي راح ضحيتها نحو مليون شخص. ويحكي الفيلم عن كيفية تعايش الشباب مع مصالحة هشة في أسسها داخل مجتمع لم يتخلص بعد من جراح الماضي. وفاز بالجائزة العلمية مناصفة الفيلم الرواندي «مكان للجميع» والفيلم المغربي «الريف 1959 تكسير حاجز الصمت» للمخرج طارق الإدريسي، والذي حصل كذلك على جائزة البحث الوثائقي. وعادت جائزة أحسن سيناريو للفيلم الجزائري «السطوح» لمخرجه مرزاق علواش، وجائزة أحسن دور نسائي لرين كوليبالي في فيلم « أركض» للمخرج فيليب لاكوت . أما جائزة أحسن دور رجالي فمنحت لجميع الممثلين الذين شاركوا في فيلم «البساط الأحمر« . وتميز الحفل الختامي للدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة كذلك بتكريم الفنان محمد الشوبي ، والفنانة سناء موزيان ، وصاحب «سينما الخميس» علي حسن ، وطاقم المسلسل الناطق بالريفية «ميمونت « . كما كان للفنان العربي مارسيل خليفة حضور قوي خلال الحفل الختامي ، حيث اختار تقديم أغنيتي «ريتا» و»منتصب القامة أمشي « اللتين تفاعل معهما الحضور بشكل كبير ورددهما مع المغني. هذا وكان المهرجان قد انطلقت فعالياته مساء الاثنين بالناظور ما قبل الماضي بتكريم الفنان العربي مارسيل خليفة والمخرج المغربي سعد الشرايبي . واستهدفت الدورة الرابعة للمهرجان، التي نظمها مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم تحت شعار « إفريقيا والمتوسط .. ذاكرة الامتداد والمشترك « ، الاحتفاء بالسينما الإفريقية والمتوسطية وإلقاء المزيد من الضوء ، عبرها ، على الذاكرة المشتركة والآفاق المستقبلية للبلدان المكونة لهذا الفضاء الجغرافي من خلال العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي استمرت لعدة قرون وتضمن برنامج هذه التظاهرة ، عرض أحد عشر فيلما وثائقيا وتسعة أفلام طويلة، نذكر من بينها «أركض .. الهرب من الماضي» يحكي فيه مخرج الفيلم فيليب لاكوت، قصة ?ران?، الذي يحاول الهرب من ماضيه، الى حياة جديدة، لكن الحظ يوقعه في كل مرة في مواقف جديدة، خاصة مع الاضطرابات السياسية والعسكرية التي تشهدها ساحل العاج بعد اغتيال رئيس الوزراء، وفق ما يحكي الفيلم المنتج سنة 2014. وفيلم «الزيارة .. ذاكرة مفقودة» للمخرج التونسي نوفل صاحب الطابع. ويحكي الفيلم قصة يوسف الذي فقد ذاكرته عندما حدثت مأساة عائلية، صار بموجبها يتيما، ممزقاً بين البحث عن ذاكرته المفقودة، وواقعه اليومي العصيب. والفيلم الفرنسي البوركينابي «شموس .. علاقات افريقيا بأوروبا» من توقيع اوليفي ديلاهاي وداني كوياتي. يجسد الفيلم رحلة عبر الزمان والمكان، يعاد فيه النظر في العلاقات الأفريقية الأوروبية. والفيلم السويسري»البساط الأحمر». وفيلم «بطالة تحت ظل القصب» لدافيد كونستانتين، ويحكي قصة شباب يجدون أنفسهم معطلين عن العمل بعد أن أُغلق مصنع السكر حيث يعملون، استعداداً لهدمه لبناء ملعب غولف وفيلات فاخرة. وفيلم «بيلا .. مناضلة ضد التقاليد» و يحكي قصة الشابة ?بيلا? التي تجد نفسها ممزقة بين اكراهات الحياة التقليدية والأدوار الجديدة المنوطة بالفتيات في ملاوي، وهو ما يجعلها تحاول التوفيق من أجل تجاوز مجموعة من المعيقات. وفيلم «سطوح مذهلة» من الجزائر، لمرزاق علواش، ويحكي الفيلم تجمع حشود مذهلة من الجزائريين فوق السطوح، من الفجر الى الليل. وتجسد هذه السطوح مرايا تعكس على الهواء الطلق التناقضات والعنف والتعصب. وفيلم «حياة في القمامة» يعالج فيه المخرج نيكولا صاوالوسيسي، من السينغال، قضية أكبر مطرح للنفايات في داكار. والفيلم المغربي «إطار الليل .. من الأطلس الى كوردستان» ل طالا حديد ويحكي قصة عائشة، وهي شابة عُثر عليها في غابات جبال الأطلس، وتم بيعها، لتجد نفسها رفقة ثلاثة أشخاص، في رحلة طويلة تقودها الى اسطنبول وجبال كوردستان العراق. .... وموازاة مع عروض الأفلام تم تنظيم موائد مستديرة حول « الدرس التونسي» و» الأمن والديمقراطية في إفريقيا « و» إفريقيا .. حصيلة الإرث الاستعماري والآفاق «، وماستر كلاس حول « السينما والقيم والمجتمع» ، فضلا عن ورشة عمل حول « التعاون السينمائي جنوب ?جنوب «. كما نظمت عدة أنشطة موازية من قبيل ورشات عمل مخصصة لكتابة السيناريو والإخراج ، ومعرض للفنون التشكيلية وآخر للتصوير الفوتوغرافي، وأمسية شعرية ينشطها شعراء من إفريقيا والمتوسط . وترأس الكاتب والمفكر محمد الطوزي لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، فيما ترأس المخرج المغربي علي الصافي لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية . أما اللجنة العلمية، فترأسها الصحفي والباحث السوداني طلحة جبريل. وكانت الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة قد نظمت في ماي 2014 تحت شعار « أسئلة المتوسط «.