احتضنت قاعة الندوات بالخزانة متعددة الوسائط التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء يوم الجمعة 14 يناير الجاري أطوار لقاء طبي أطره الدكتور صادق بلوصيف رئيس مجلس التوجيه في مجال الطب البيولوجي بوكالة فرنسية تمنح الترخيص لزرع الأعضاء، فضلا عن كونه خبير لدى مجلس الدولة في فرنسا ومسؤول عن مصلحة التخدير والإنعاش. وقد افتتح اللقاء السيد بوشعيب فوقار، محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني، الذي ذكر بالأجندة الثقافية والعلمية المسطرة خلال هذه السنة المقسمة إلى أربعة فصول كل واحد منها مدته 3 أشهر، والتي ستعرف تنظيم 15 محاضرة إضافة على معرض للفنون التشكيلية. قبل أن يتناول ضيف المؤسسة الكلمة التي تطرق من خلالها إلى احتمال وقوع المخاطر الطبية خلال المزاولة المهنية للمنتمين لقطاع الصحة، مؤكدا على أنه رغم التطور العلمي والثورة الطبية التي يشهدها العالم والتي مكنت من القضاء على العديد من الأمراض التي كانت سببا في عدد من الوفيات لسنوات عدة، فإن الجزم بأنه ليست هناك من مخاطر ليس بالأمر الصحيح وإن بدت أنها جملة صحيحة رياضيا، لكن الأمر يتغير من الزاوية الإنسانية والسيكولوجية، معتبرا أن هذا الاحتمال هو مقبول بالنسبة للعديد من الأشخاص، وبالتالي فإن الجملة الصحيحة في الحوار مع المريض يجب أن تتجه نحو طمأنته بأن الطبيب سيعمل ما بوسعه لتمر الأمور في أحسن الأحوال، على اعتبار أن الطبيب هو معني بتقديم الرعاية والعناية بالمرضى. وتطرق الدكتور صادق إلى حجم المخاطر التي تسببت على سبيل المثال في الولاياتالمتحدةالأمريكية انطلاقا من بحث أجري حول هذا الموضوع في وفاة 100 ألف شخص، مشيرا إلى أن المخاطر هي قدرية بالنظر إلى تغير دور ووظيفة الطبيب عبر مر التاريخ، الذي انتقل من كاهن إلى فني ومهندس ففيلسوف وإنسان، مركزا على دوره الوقائي المتمثل في درء المخاطر عبر اعتماد منظومة الاحتراز، دون إغفال العلاقة بين الطب والأخلاقيات والحقوق والقانون. وفي السياق ذاته شدد الدكتور بلوصيف على إلزامية التحدث بلغة واضحة بين المريض والطبيب عند تشخيص المرض، وتعميق التواصل فيما بين الطرفين وذلك لتفادي أية مخاطر محتملة قد تقع عن تجاهل لجزئية قد تبدو ثانوية لكن في مرحلة التدخل العلاجي أو الجراحي يتضح أنها بالغة الأهمية، مشيرا في الجانب المتعلق بالمخاطر إلى إمكانية حدوثها نتيجة لعوامل متعددة تتباين درجة حضورها. وفي تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» اعتبر الدكتور صادق في جواب له على أن التواصل في مرحلة الفحص السريري ما قبل التبنيج وقبل إجراء التدخل الجراحي هو أمر أساسي بالنظر إلى عدد من الأخطاء التي ارتكبت بفعل السهو أو عدم إيلاء بعض الجزئيات كثير عناية واهتمام، مشيرا إلى أنه في الوضع الحالي لايمكن الحديث عن نقص أو سوء تكوين، وإنما يتعلق الأمر بطريقة تفعيل ما تلقنه المهني في قطاع الصحة عند مباشرته للتدخل والكيفية التي يترجم بها ما خضع له من تكوين. وعن سؤال للجريدة حول موضوع «عدوى المستشفيات» التي تتواجد بمستشفيات العالم بأسره والتي تعد وجها من أوجه وقوع المخاطر التي لادخل للمرضى فيها ولايشكل خلالها التواصل بين المريض أو الطبيب عاملا لتفاديها، شدد صادق بلوصيف على ضرورة تحمل العاملين في قطاع الصحة لمسؤولياتهم والتعامل مع المواطن بما يستحق، وعدم الاستهتار بعمليات من قبيل غسل اليدين وتعقيم الآليات الطبية، أو أي أمر آخر من شأنه تجنيب المرضى لأية أضرار محتملة.