قال أنور بنعزوز المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة إن إجمالي مبيعات الشركة من التذاكر خلال 2014 ، بلغ أزيد من 2.3 مليار درهم مسجلا بذلك نموا بنسبة ٪2.2 ، مقارنة مع مبيعات 2013 . وعلى الرغم من تحسن الأداء المالي للشركة الوطنية للطرق السيارة بعد الارتفاع الملحوظ في حركة المرور بعدد من المقاطع المستغلة حديثا إلا أن ذلك لم يمنع بعد من تخفيف نسبة العجز الذي بلغ مع متم العام الماضي حوالي 1.11 مليار درهم ، والناجم أساسا عن ارتفاع نفقات فوائد الدين المتراكم على هذه الشركة التي تعد من بين أكثر المؤسسات العمومية مديونية بالمغرب. وأوضح بنعزوز، خلال مؤتمر صحفي عقد أول أمس بالدارالبيضاء، أن ديون الشركة اليالغة في المجموع حوالي 37 مليار درهم ، متحكم فيها جيدا ويتم تصريفها بشكل منهجي، وبتناسق مع استكمال عقد البرنامج الذوي وقعته الشركة مع الدولة والقاضي بتسليم 1800 كلم من الطرق السيارة في غضون العام القادم. وقد عانت مالية الشركة الوطنية للطرق السيارة خلال العام الماضي من عبء فوائد القروض التي تعاقدت عليها لتطوير شبكة الطرق السيارة والتي تصل إلى 1.52 مليار درهم سنة 2014 ، بالإضافة إلى مصاريف مخاطر صرف العملات الأجنبية المرتبطة بهذه القروض والتي بلغت بدورها 568 مليون درهم. وهكذا فإن النتيجة الصافية لموسم 2014 سجلت خسارة قدرها 1.114 مليون درهم مقابل - 148 مليون درهم لسنة 2013 . كما بلغت الاستثمارات على الطرق السيارة دون احتساب الأشغال الجارية، 2.400 مليون درهم. ويرى بنعزوز أن ديون الشركة وإن بدت ضخمة فإنها مع ذلك ليس لها أي انعكاس سلبي على التوازنات المالية للشركة, ما دام أنها مبرمجة مسبقا ضمن المخطط الاقتصادي للشركة التي من المفترض حسب عقد البرنامج الذي يربطها مع الدولة, أن تتحرر من مديونيتها في غضون 2030. وفي هذا الصدد, يعتبر المدير العام للشركة أن ما ينفق حاليا في إطار توسيع الشبكة الوطنية للطرق السيارة ، يعد صفقة مربحة على المدى الطويل ، مؤكدا أنه لا ينبغي النظر فقط الى الربح المالي بل كذلك إلى الهدف الأساسي من هذه الاستثمارات الضخمة والمتمثل في التنمية السوسيو اقتصادية للمناطق التي تمتد اليها شبكة الطرق السيارة، وهو ربح وإن كان لا يظهر في الحسابات المالية للشركة إلا أن أثره مع ذلك يوازي أضعاف ما تم استثماره في هذه البنى التحتية. ومن بين الانجازات التي قامت بها الشركة خلال سنة 2014 ، استكمالها أشغال تعزيز الشطر الأخير من الطريق السيار الذي يدخل في برنامج 2013 المتعلق بالصيانة الدورية لقارعة الطريق. يتعلق الأمر بأشغال تعزيز مقطع محطة النسيم بدّال حد السوالم وكذا إعادة تشكيل قارعة مدخل أزبان بكلفة إجمالية قدرها 41.32 مليون درهم دون احتساب الرسوم، و قد شملت هذه الأشغال أيضا عملية صيانة مقطع صغير بمحاذاة بدال اثنين اشتوكة. كما واصلت الشركة أشغال معالجة عدم ثبات القاعدة الأرضية الذي تعرفه الطرق السيارة. وهي همت العديد من المقاطع الطرقية بكلفة إجمالية تناهز 337 مليون درهم تهيئة 9 بدّالات جديدة على مجموعة من الطرق السيارة. من جهة أخرى أبرز المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة أن استغلال الشبكة يعرف سنويا تطورا ملحوظا ، ويتأثر بشكل أو بأخر بالدينامية الاقتصادية التي تعرفها البلاد ومعدلات النمو التي يتم تسجيلها ، وهذا ما يجعل الاقبال على استعمال الشبكة يتأثر بمجموعة من العوامل السوسيو اقتصادية. لذلك مازالت هناك محاور «دينامية» تشهد حركة مرور قياسية كالدارالبيضاء الرباط ومحور القنيطرةطنجة ...في المقابل مازالت بعض المحاور تنتظر انتعاش الحركة الاقتصادية بها ، كما هو الشأن بالنسبة لمقطع فاسوجدة الذي يمثل طوله حوالي 25 في المائة من الشبكة غير أن نسبة استغلاله ما زالت ضعيفة ، وهو أمر –يضيف بنعزوز – مرهون باقبال الفاعلين الاقتصاديين على هذه الوجهة ، كما أنه قد يعرف تحولا جذريا في حالة ما إذا فتحت الحدود بين المغرب والجزائر.