قال أنور بنعزوز المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة, إن مديونية الشركة وصلت حاليا الى 37 مليار درهم، مؤكدا أن هذا المبلغ وإن بدا ضخما ليس له أي انعكاس سلبي على التوازنات المالية للشركة, ما دام أنه مبرمج مسبقا في المخطط الاقتصادي للشركة التي من المفترض حسب عقد البرنامج الذي يربطها مع الدولة, أن تتحرر من مديونيتها في غضون 2030. وأوضح بنعزوز خلال لقاء صحفي عقد أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء أن مجموع استثمارات الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب بلغ خلال النصف الأول من سنة 2014 ما قدره 45 مليار درهم، و سيصل هذا المبلغ الى 57 مليار درهم في غضون عام 2016، و ذلك بعد انتهاء مدة عقدي البرنامج المبرمين بين الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب و الدولة. وقد بلغ مستوى الدين الخارجي للشركة خلال النصف الأول من سنة 2014 مبلغ 37 مليار درهم و هو رقم كبير جدا, إذ سيكون على الشركة في السنوات القادمة دفع مبالغ مالية لتسديد ديونها بمعدل سنوي يقدر ب 2.8 مليار درهم, في حين أن رقم معاملاتها يفوق بقليل 2 مليار درهم. وهو ما يجعل الدول تتدخل حاليا لتمويل الفارق بين نفقات الدين و مستوى المداخيل. وفي هذا الصدد, قال أنور بنعزوز الذي عين على رأس الشركة في يناير الماضي، إن ما ينفق حاليا في إطار توسيع الشبكة الوطنية للطرق السيارة ، يعد صفقة مربحة على المدى الطويل ، مؤكدا أنه لا ينبغي النظر فقط الى الربح المالي والى الهدف الأساسي من هذه الاستثمارات الضخمة والتنمية السوسيو اقتصادية للمناطق التي تمتد اليها شبكة الطرق السيارة، وهو ربح وإن كان لا يظهر في الحسابات المالية للشركة إلا أن أثره مع ذلك يوازي أضعاف ما تم استثماره في هذه البنى التحتية. من جهة أخرى ,كشف بنعزوز أن مبالغ الأداء التي حصلتها الشركة خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري بمختلف محطات الشبكة الطرقية بلغت ما مجموعه 1105مليون درهم , أي بارتفاع ناهز %2.3 مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2013 و قد ارتفعت مداخيل العربات الثقيلة بنسبة 4.6% مقابل.1،3% بالنسبة للعربات الخفيفة . ويذكر أنه لكي تمول الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب إنشاء الطرق السيارة و صيانتها و تسييرها، فهي لا تمتلك سوى مداخيل رسوم المرور بوصفها الوسيلة الأساسية لتمويل المشاريع الكبرى التي تسهم في تعزيز البنى التحتية للطرق. ونبه بنعزوز الى خطورة ظاهرة عبور الطريق من طرف الراجلين على الرغم من تواجد الجسور و أكد أن الحوادث التي يكون أغلبها مميتا ارتفعت وتيرتها في مقطع الدارالبيضاء -الرباط الذي شهد في الآونة الأخيرة عمليات توسعة بغرض تثليث ممراته وهو ما يجعل عملية عبور الراجلين محفوفة بالمخاطر خصوصا أثناء الليل ، ومع ذلك فقد واصلت مؤشرات السلامة خلال الستة الأشهر الأولى من سنة 2014 تحسنها المسجل منذ الخمس السنوات الأخيرة, لكي تصل إلى نسب جد مشجعة، فقد انخفض عدد القتلى مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2013 ب 14،5% حيث تم تسجيل 505 حادثة جسمانية 71 منها كانت قاتلة كما خلفت 188 جريحا في حالة خطيرة و71 قتيلا بينهم 21 راجلا.