ستتميز الدورة الرابعة ، بتنظيم مسابقتين رسميتين، واحدة خاصة بالفيلم الطويل سيترأس لجنتها الباحث محمد الطوزي بمعية مفكرين وسينمائيين وسياسيين وفنانين من العالمين الإفريقي والأوروبي، في حين سيترأس المخرج المغربي على الصافي لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، كما سيترأس اللجنة العلمية الصحفي طلحة جبريل بمعية نخبة من المفكرين والمهتمين بالموضوع . وستحتفي الدورة الرابعة للمهرجان بالسينما الإفريقية والمتوسطية، حيث أكد المنظمون على كون الهدف عبر ذلك، هو إلقاء المزيد من الضوء على الذاكرة المشتركة والآفاق المستقبلية للبلدان المكونة لهذا الفضاء الجغرافي، من خلال العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي استمرت لعدة قرون. وسيكرم المهرجان في حفله الافتتاحي، كلا من الفنان مارسيل خليفة ، لارتباطه المبدئي بثقافة السلام وعمله على إعلاء ثقافة التعايش بين الناس ، والفنانة المصرية نبيلة عبيد لعملها على الرقي بالفن السابع، والمخرج المغربي سعد الشرايبي لنضاله الفني من أجل المساواة والحرية، وكل الفنانين الذين اشتغلوا على مسلسل «تاميمونت» الأمازيغي، من التقنيين والممثلين، والمنتجين والمخرجين وغيرهم، لنضالهم من أجل التعبير المتعدد وإعلائهم للغة والثقافة الامازيغية. كما أعلن المهرجان، عن تكريم كل من الممثل محمد الشوبي لعمله الدؤوب على إعطاء الثقافة السينمائية كل أبعادها ، ولوكريسيا كاردوسو، رئيسة المعهد الوطني للسينما والفنون السمعية البصرية بدولة الأرجنتين، وهي المؤسسة الرسمية المشرفة على الصناعة السينمائية والفنون السمعية البصرية، لعملها الدائم على المساهمة في انفتاح السينما العالمية وعلى التقارب بين الشعوب، وخاصة منها شعوب الجنوب، وكذا صاحب برنامج «سينما الخميس» علي حسن، لبصمته الفريدة على الثقافة السينمائية المغربية. كما قرر المنظمون لهذه الدورة في نسختها الرابعة ، أن تكون العروض بفضاءين رسميين، حيث سيحتضن المركب الثقافي العروض الرسمية، فيما ستحتضن قاعة وزارة الشبيبة و الرياضة العروض الخاصة بالنساء والأطفال. وستعرف مدينة الناظور، طيلة أيام المهرجان الست ، برمجة ندوات دولية كبرى سيشارك فيها مجموعة من الخبراء والأكاديميين، حيث ستفتتح الأنشطة الموازية للمهرجان الذي ستكون تونس ضيفته الشرفية، بندوة حول «الدرس التونسي» ، سيشارك فيها خبراء من تونس والعالم، ومن المنتظر أن تحضر إليها وزير الثقافة التونسية وإلى جانبها العديد من السياسيين والحقوقيين والأكاديميين والفنانين التونسيين. وبالنظر إلى موضوع الدورة، ستعرف فضاءات المهرجان ندوة في موضوع «الأمن والديمقراطية في إفريقيا» ، سيشارك فيها خبراء من المركز الدولي للعدالة الانتقالية، والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي، بالإضافة لخبراء مغاربة، وذلك ل «لبحث عن صيغ العلاقة بين إقامة الأمن في إفريقيا والبناء الديمقراطي بها، على إيقاع بحث عدد من الدول الإفريقية للإنهاء مع الإرث الاستعماري» .. وبالنظر، إلى النقاش العميق الذي تعرفه المجتمعات المعاصرة، ومكانة الحوار حول دور السينما في تطوير قيم المجتمعات الحديثة، وانفتاحها على القيم الإنسانية التي تجعل الحرية العمود الفقري لكل اشتغال ثقافي، أعلن المنظمون على تنظيم ندوة علمية في موضوع «السينما والمجتمع»، سيشارك فيها رؤساء لجن التحكيم الثلاث. وستختتم الأنشطة الثقافية والفكرية بلقاء بين السينمائيين المشاركين حول البحث عن صيغ التعاون جنوب جنوب بين كل المتدخلين في المجال السينمائي في دول الجنوب، حيث أعلن المهرجان عن توجيه الدعوة لبعض المسؤولين في بعض الدول الإفريقية والأمريكية اللاتينية للمشاركة في اللقاء الذي ينتظر أن ينتهي بتوصيات في مجال التعاون جنوب جنوب بين مختلف المتدخلين في المجالات السينمائية، مع تنظيم ورشات تكوين لفائدة أبناء المنطقة. وعرفت دورة السنة الماضية تتويج فيلم «وداعا كارمن « للمخرج المغربي محمد أمين بنعمراوي بثلاث جوائز، ويتعلق الأمر بالجائزة الكبرى في صنف الأفلام الطويلة، وجائزة اللجنة العلمية، فضلا عن جائزة أحسن دور رجالي التي فاز بها الممثل سعيد مارسي مناصفة مع الممثل المصري عمرو وأكد عن دوره في فيلم «الشتا اللي فات». كما فاز بالجائزة الكبرى في صنف الأفلام الوثائقية الفيلم الفرنسي «على حافة العالم « للمخرج كلاوس دريكسيل، فيما عادت جائزة البحث الوثائقي للفيلم اليوناني «الفاشية شركة مجهولة الاسم « لمخرجه أريس شاتزيستيفانو. أما باقي الجوائز فتوزعت على الفيلم التركي «الشاحنة الزرقاء « الذي حصل على جائزتي لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، وأحسن دور نسائي الذي عاد للممثلة إزغي سيليك، فيما حصل الفيلم المصري « الشتا اللي فات» على تنويه من اللجنة العلمية. وفضلا عن توزيع الجوائز، تميزت الدورة الثلاثة بتكريم عدد من الفنانين، وهم غرار السعدية أزكون، وأسماء الخمليشي، والفنانة التشكيلية نجاة الباز، فضلا عن تكريم سلسلة «راس المحاين» للمخرج هشام الجباري. كما عرفت الدورة، توقيع اتفاقية بين مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم ونقابة المهن التمثيلية في مصر تنص أساسا على تعميق البحث والنقاش حول قضايا الذاكرة المشتركة ، والتعاون الثقافي والفني والدعم الكامل لتدريب ورفع كفاءة الشباب المبدعين للتعبير عن هذه القضايا ، وتحديد جوائز خاصة للأعمال السينمائية الناتجة عن هذا التعاون . وشارك في الدورة الثالثة التي اختير لها شعار «أسئلة المتوسط « ، سينمائيون من مختلف البلدان المتوسطية منها المغرب والجزائر وتونس ومصر ولبنان و فلسطين والأردن وسوريا وتركيا وكرواتيا وإيطاليا والبوسنة وإسبانيا وفرنسا والبرتغال، ضيفة شرف الدورة .