فاز فيلم "رقص خارج القانون" للمخرج المغربي محمد العبودي المقيم في فنلندا بالجائزة الكبرى للملتقى الدولي للفيلم الوثائقي الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الأحد بمدينة كلميم. وقد تنافس هذا الفيلم على هذه الجائزة مع تسعة أفلام وثائقية لمخرجين مغاربة وأجانب شاركت في المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة التي نظمها مركز الجنوب للفن السابع على مدى ثلاثة أيام تحت شعار " السينما الوثائقية رافعة للحقوق والحريات " . ويحكي الشريط الوثائقي "رقص خارج القانون" قصة فتاة تعرضت للاغتصاب في سن مبكرة ، حيث أكملت طريقها بين دروب الضياع والتيه و بين عوالم الرقص بحثا عن عالم الأمومة والعيش الكريم بعد حرمانها من أوراق هوية تثبت أنها مواطنة مغربية. وبالنسبة لجائزة أحسن اخراج ضمن المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة فقد عادت لفيلم " مأساة العائلة الواحدة " للمخرج المغربي هشام عيد ، بينما نال فيلم "أمل دنقل " للمخرج المصري مصطفى محمود جائزة لجنة التحكيم فيما حظي فيلم " نساء من مصر" للمخرجة المصرية نيفين شلبي بجائزة الجمهور. وتميز الحفل الختامي لهذا الملتقى الذي حمل اسم الكاتبة والممثلة والمخرجة "بشرى ايجورك " بتوقيع اتفاقيتين للشراكة تهدف الأولى إلى تبادل الخبرات والأفلام والمعلومات حول ورشات التكوين بين مركز الجنوب للفن السابع ومهرجان بصمات لسينما الإبداع بالرباط فيما تروم الثانية مد جسور التعاون بين الإبداع السينمائي المصري والمغربي وإيجاد قواعد مشتركة للتعاون الثقافي بين مركز الجنوب للفن السابع بكلميم وشركة انتاج مصرية. وبموازاة مع العروض السينمائية الرسمية استمتع جمهور الفن السابع بمدينة كلميم بمشاهدة 11 فيلما بانوراميا لمخرجين من دول مصر وفلسطين وفرنسا والجزائر بالإضافة إلى المغرب. وتضمن برنامج هذه الدورة أيضا تنظيم ندوة حول موضوع " صورة المرأة في السينما " وورشات تكوينية في مجال تقنيات وطرق إنجاز الفيلم الوثائقي وتوقيع كتابين الأول يحمل عنوان " أوائل وغرائب السينما المصرية " لمحمد الغريسي والثاني تحت عنوان "الوثائقي أصل السينما " لبوشعيب المسعودي واقامة معرض للفنون التشكيلية ضم ابداعات الفنانة امينة زركان. للإشارة فإن هذا الملتقى، المنظم بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يشكل محطة سنوية لاشاعة الثقافة السينمائية بمدينة كلميم والتعريف بالفيلم الوثائقي، وتوظيفه كأداة للتواصل وتبادل الخبرات والتجارب مع المهتمين بمجال التمثيل والسينما والإخراج واقتسام انشغالات التفكير في الموضوع وتشجيع الاهتمام بالثقافة السمعية البصرية والاهتمام بثقافة الصورة والصوت بشكل عام وما يرتبط بالفيلم بشكل خاص كأداة للتربية والحوار. كما تتوخى هذه التظاهرة، المساهمة في التعريف بالإبداعات والترويج للأفلام الوثائقية ونشرها ودعمها وتشجيعها، خصوصا منها التي تخدم القضايا الإنسانية بشكل عام وتوثيق الذاكرة العربية ورموزها، بحثا وتصويرا وعرضا ومناقشة لهاته الأعمال الفنية وتكريما لأصحابها.