يخلّد المغرب ،كما هو الشأن بالنسبة لمختلف دول العالم، غدا الثلاثاء 5 ماي ، فعاليات اليوم العالمي لمكافحة مرض الربو، الذي خصصت له المنظمة العالمية للصحة يوما يتمثل في يوم الثلاثاء الأول من شهر ماي لكل سنة، بالنظر إلى أهمية هذا المرض الذي تتعدد عوامل الإصابة به، وارتفاع أعداد المرضى الذين تفيد آخر إحصائيات المنظمة العالمية بأن عددهم يفوق 235 مليون مريض بالعالم يعانون من مرض الربو، بمن في ذلك الأطفال الصغار، إذ يعدّ هذا الداء من أكثر الأمراض المزمنة شيوعا بين فئة الصغار. عن هذا المرض أجرينا الحوار التالي مع البروفسور نجيب الجيلالي أستاذ في كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي. { ما المقصود بمرض الربو؟ الربو هو مرض مزمن ويعد الداء الأكثر انتشارا في صفوف الأطفال، والسبب الأول والرئيسي لخضوعهم للفحص والتشخيص بالمستعجلات. ويتم تعريف الربو وتحديده عند الطفل الأقل من 36 شهرا، من خلال تكرار حالات الصفير وضيق في التنفس، وذلك لثلاث مرات على الأقل بعد الولادة، وهي الأزمات التي تقع غالبا خلال فترة الليل حيث تكون صعبة وتتميز بسعال، تنفس سريع، صعوبة في استنشاق الهواء، وفي الحالات الأكثر صعوبة تكون هناك إصابة بالزراق بسبب نقص الأوكسجين. وتكون نوبات الربو شائعة عند وجود أمراض فيروسية في جهاز التنفس وفي فصول معينة، خصوصا الخريف، وفي الربيع بالنسبة لنوع معين من المرضى، كما أن هناك أيضا عدة محفزات لهذا المرض التي تؤدي لوقوع نوبات فورية مثل الإجهاد البدني، الهواء البارد، أو التعرض لعوامل الحساسية. { هل الحساسية للقرضيات أو غيرها تعني الإصابة بالربو أم أن هناك اختلافا؟ الحساسية لاتعني الإصابة بمرض الربو، وخلافا لذلك يمكن للربو أن يكون حساسا، ومن أجل التوضيح فإن الحساسية تعني انعدام التوازن المناعي في اللحظة نتيجة لمادة معروفة أو وجب تحديدها، وقد تترجم على شكل حكة/اكزيما، أو على مستوى الأنف من خلال العطس، أو العين، وهي العلامات وردود الفعل التي تظهر كلما كان الطفل عرضة للتفاعل مع مواد مسببة للحساسية. وتتعدد العوامل المسببة للحساسية التي قد تكون مرتبطة بالقرضيات المتواجدة في الأفرشة والزرابي، أو تلك المرتبطة بحيوانات كالقطط والكلاب، أو التي تتسبب فيها بعض أنواع الأزهار والأغراس كالزيتون، وأخرى تكون ذات طبيعة دوائية، وما إلى ذلك. { ما الذي يجب القيام به لتفادي تطور المرض؟ + إن النوبات التي تصيب الرضع والأطفال والتي تمت الإشارة إليها آنفا، تتطلب وبشكل مستعجل تدخل الطبيب، لأن التأخر يعني تعريض حياة الطفل للخطر وجعله عرضة لمضاعفات وتداعيات أكبر وأخطر، وكلما كان التدخل متأخرا كان التعاطي مع الحالة المرضية للطفل يتطلب مزيدا من الوقت والجهد، تتضاعف خلالها حدة أزمة الربو، لهذا وجب على الأمهات والآباء عند وقوع حالات مماثلة لأطفالهم اعتماد الرزانة عوض الاستسلام للذعر، لأن ذلك يطرح المزيد من الصعوبات، خاصة وأن التوتر الذي يعيشونه ينتقل إلى الأطفال المرضى مما قد يرفع من حدة الأزمة على اعتبار أن القلق من العوامل المحرضة لمرض الربو. { ماهي النصائح والخطوات الوقائية التي يجب اتباعها؟ أولا يجب أن أؤكد على أن الطفل يمكنه أن يتشافى من المرض، وذلك بناء على تدرّج عمري عبر استعمال الدواء الموصى به من طرف الطبيب بكيفية منتظمة، إن على مستوى المقادير أو التوقيت، وبالتالي يمكن للطفل أثناء ذلك أن يحيا حياة طبيعية والقيام بكل الأنشطة الرياضية منها وغيرها بكيفية عادية وتفادي الأزمات الصحية. وعلى مستوى النصائح أركز على ضرورة التواصل الجيد مع الطبيب، والعمل على تفادي التلوث الذي هو من مسببات المرض، خاصة على مستوى المنزل وتفادي المهيّجات، من قبيل التدخين، والحرص على التهوية الجيدة، مع التخلي عن الأثاث والفراش الزائد وعدم استعمال الزرابي والستائر وغيرها من المواد التي تعد بمثابة مشتل للقرضيات ولتجمع الغبار، إذ تتمثل أقوى عوامل الاختطار للإصابة بالربو في استنشاق المواد المهيجية للمسالك التنفسية، كما نستطيع كما قلت مكافحة الربو بالأدوية، بالإضافة إلى أن الوقاية من مهيجاته تساهم في التخفيف من حدته والتمتع بحياة أفضل. على أنه يجب الوعي بأن مراحل المرض ودرجاته هي تختلف من مريض إلى آخر، ففي الوقت الذي نجد على أنه عند جزء كبير من المرضى تختفي نوبات ضيق التنفس في فترة الطفولة ولا تتكرر، نجد بالمقابل أن فئة أخرى تصاب في فترة عمرية متقدمة، في حين أن هناك فئة يظل المرض ملازما لها لسنوات عديدة وقد يرافق المرضى طيلة حياتهم. من جهة أخرى من المهم جدا أن نعرف بأنه يمكن الاستفادة من جرعات إضافية من الفيتامين «د» وتمكين الطفل المريض منها، وذلك بعد تشاور مع الطبيب، لأنه علميا وطبيا ثبت أن توفر الجسم على هذا النوع من الفيتامينات يمنح توازنا لحالات الربو الحادة، وتساهم في تقوية الجهاز المناعي بشكل عام، إذ تقل حالات التعفنات ،وبالتالي تكون هناك نوبات أقل.