تنطلق اليوم في مكناس أكبر سوق للآليات الفلاحية بالمغرب على هامس الملتقى الدولي للفلاحة، الذي يدخل دورته العاشرة هذه السنة. فخلال الأيام الستة التي سيستمرها الملتقى ستتم في أروقته صفقات تعادل نصف مبيعات قطاع الآليات الفلاحية في المغرب، إذ أصبح الملتقى موعدا منتظرا من طرف المهنيين والفلاحين على السواء. وينتظر الملتقى هذه السنة زهاء مليون زائر، سيتنافس 1200 عارض من 55 دولة على شد اهتمامهم وإبرام صفقات معهم. وأكد جواد الشامي المندوب العام للملتقى، أن حوالي 1500 جرار ستعرف طريقها إلى الحقول خلال المدة التي يستمرها المعرض. وأشار إلى أن سجلات تسجيل الجرارات الجديدة في المغرب تشير إلى أن نصف الجرارات يتم شراؤها سنويا خلال فترة انعقاد الملتقى. كما يشكل الملتقى حسب الشامي أكبر سوق للمنتجات المحلية المغربية. وقال »ستعرف هذه الدورة مشاركة 360 تعاونية وجمعية تم انتقاؤها على أساس معايير صارمة في مجال جودة المنتجات وقابليتها للتسويق في الأسواق المحلية والدولية«. وأضاف: »في الدورة الأولى من الملتقى وجدنا صعوبة كبيرة في العثور على 20 تعاونية كي تشارك في المعرض، وكانت مشاركتها ضعيفة جدا وبسيطة، لكننا اليوم أمام جيل جديد من التعاونيات التي استفادت من المجهودات الجبارة التي بدلها المغرب من أجل النهوض بالاقتصاد الاجتماعي وترقية العمل التعاوني، ودعم وتطوير المنتجات المحلية في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر. فاليوم أصبحت لدينا تعاونيات قادرة على خوض غمار المنافسة الدولية والتوجه إلى أسواق التصدير«. ويشكل قطب تربية المواشي أكبر الفضاءات وأكثرها جاذبية للزوار إذ تعرض فيه أجود أنواع من العجول والأغنام والماعز والخيل والإبل وغيرها من المواشي التي برع الكسابة المغاربة في تطويرها، والتي تثير إعجاب الزوار بأحجامها غير المألوفة وجماليتها. أما القطب الدولي فلا يكاد يمر يوم من أيام الملتقى دون أن يشهد توقيع اتفاقيات وشراكات والإعلان عن استثمارات دولية جديدة في القطاع الفلاحي واستغلال المستثمرين الدوليين للفرص التي تتيحها الدعامة الأولى لمخطط المغرب الأخضر والتي تهدف إلى تطوير ضيعات ومشاريع زراعية عصرية ذات قيمة مضافة عالية. وينظم الملتقى على مساحة 170 ألف هكتار منها 90 ألف هكتار مغطاة. وتتوزع أروقته بين تسعة أقطاب، منها قطب الآليات وقطب المنتجات وقطب التعاونيات والمنتجات المحلية وقطب تربية المواشي والقطب الدولي وقطب الطبيعة والحياة وقطب المؤسسات والرعاة وقطب الجهات. ويتخذ المعرض شكل خيام ضخمة، تضم كل واحدة منها قطبا موضوعاتيا. وحول اختيار المنظمين لهذه الصيغة يقول الشامي "اخترنا صيغة الخيام لأنها تعطينا مرونة كبيرة في التنظيم والتأقلم مع التطورات والمستجدات التي تطرأ كل سنة. والخيام تمنحنا فرصة الظهور كل عام في مظهر جديد وبشكل مختلف". وسيتم خلال هذه التظاهرة، التي يتوقع أن تستقبل أزيد من 800 ألف زائر، عرض حوالي 2100 رأس من مختلف أصناف الحيوانات وتوسيع المساحة المخصصة لقطب المنتوجات الفلاحية لتصل إلى أربعة آلاف متر مربع وذلك من أجل منح العارضين فرصة أكبر للتعريف بمنتوجاتهم وترويجها. ويتضمن برنامج الدورة العاشرة تنظيم محاضرات وندوات وورشات عمل تتمحور حول عدة مواضيع منها »إنتاج الزيتون بالمغرب .. ماهي مكانة القطاع مستقبلا في سوق زيت الزيتون وزيت المائدة «، و«الحليب .. مكون أساسي في التغذية«، و«معايير السلامة الصحية وتنظيم السلاسل الدولية .. سلسلة الفواكه والخضر بالمغرب نموذجا«، و«قطاع الصناعات الغذائية بالمنطقة الأورو-متوسطية .. تحديات ورهانات«، إضافة إلى عقد لقاءات ومنتديات تهم »تمويل الفلاحة بإفريقيا .. الأنظمة الغذائية نموذجا« و«تخليد الذكرى 70 للمنظمة العالمية للتغذية«، فضلا عن عقد مسابقات تربية المواشي، وتوزيع جوائز، وتنظيم أيام مهنية، إضافة إلى تنظيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة الفلاحية في نسختها الثانية والتي تم إطلاقها بمبادرة من وزارة الفلاحة والصيد البحري.