دخلت الجزائر ،أمس، مرحلة من التصعيد الدبلوماسي مع جارتها موريتانيا، حيث أبلغت السكرتير الاول بالسفارة الموريتانية بالجزائر بأنه شخص غير مرغوب فيه، وتم إبلاغه بطرده من الجزائر دون إعطائه توضيحات حول أسباب القرار. ويأتي التصعيد بعد إفشال موريتانيا محاولة جزائرية لضرب العلاقات المغربية الموريتانية، كان يقودها دبلوماسي جزائري من داخل نواكشوط، وهي القضية التي مازالت التحقيقات فيها جارية بعد الاستماع الى صحفي موريتاني كان يتعامل مع المستشار الدبلوماسي الجزائري، وأفرج عنه بكفالة. وكانت إحدى الجرائد الموريتانية كتبت مقالا ادعت فيه أن موريتانيا تقدمت رسميا بشكوى إلى الأممالمتحدة ضد الحكومة المغربية، تتهمها بإغراق الحدود الموريتانية مع المغرب بالمخدرات التي يتم تهريبها عبر الأراضي الموريتانية إلى الجماعات الإرهابية في شمال مالي، والتي تمول أنشطة هذه الجماعات، والحقيقة أن التقرير يتضمن شكوى من موريتانيا ضد انتشار المخدرات ولم تذكر المغرب بالاسم على اعتبار أن تجارة المخدرات أضحت عابرة للقارات. وبعد كشف المؤامرة تلقت الدبلوماسية الجزائرية ًضربة موجعة من الخارجية الموريتانية بعدما أمرت الأخيرة المستشار الأول بالسفارة بلقاسم الشرواطي بمغادرة البلاد الخميس الماضي. وكانت موريتانيا قد رفضت سياسة الجزائر في ليبيا بعدم التدخل العسكري، وطالبت بالتدخل العسكري في ليبيا للقضاء على الإرهاب. واتهمت صحافة الجزائرنواكشوط بالتنسيق مع دول غربية مثل فرنسا وعربية مثل مصر لفرض التدخل العسكري في ليبيا. في الوقت ذاته، عمدت موريتانيا خلال فبراير من السنة الماضية الى تهميش الجزائر بعدما أسست تجمع دول الساحل المشكل من موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي وتشاد والنجير. وتعمل الدبلوماسية الجزائرية على تعقب خطوات المغرب خارجيا في محاولة للإساءة إليه بذريعة حماية الشعب الصحراوي ودعمها لاقتطاع الصحراء المغربية ومنحها له لإنشاء دولة، وكانت تقارير عدة كشفت أن الجزائر تصرف ملايير الدولارات لرعاية كيان وهمي تحتضنه فوق ترابها. وسعت الجزائر إلى خلق مشاكل للديبلوماسية المغربية، عبر تبنيها لكل ماهو معاذ للمغرب من أجل النيل من وحدته الترابية، والدفاع عن أطروحة الانفصال، حتى أن المعارضة الجزائرية اتهمت النظام بتبذير ملايير الدولارات المستخلصة من بيع الغاز في أمور لا يستفيد منها الشعب الجزائري، بل تذهب إلى مخيمات نصبتها الجزائر فوق ترابها لا يعرف بالضبط من يقطنها من غير الصحراويين المغرر بهم، حيث تحولت المخيمات الممنوعة من الإحصاء بقرار جزائري إلى ملتقى للإرهابيين وتجار المخدرات ومهربي البشر.