عن مطبعة انفو برانت صدرت مجموعة قصصية للإعلامية سلمى الغزاوي تحت عنوان مقامات مخملية مستوحاة من مجموعة من القطع الزجلية للشاعر الغنائي لراحل علي لحداني تلك القصائد التي أبدع في تلحينها مجموعة من الملحنين المغاربة الذين بصموا الأغنية المغربية العصرية بطابع مغربي صرف مستوحى من أصول الأهازيج الشعبية التي يزخر بها الربرتوار الموسيقي الشعبي في الجبال الأطلسية وتخوم الصحراء إلى جانب ما يزخر به فن الملحون والموسيقى الأندلسية . وقد تناولت سلمى الغزاوي عشرة قطع لتستوحي منها قصصا بأسلوب بديع وخيال متدفق يجعل القارئ منجذبا نحو أبطال تلك القصص الرومانسية التي تحيله أنغامها والأصوات الرخيمة التي أدتها إلى الزمن الجميل حيث كانت المشاعر فياضة والأحاسيس متدفقة مما جعل الموسيقى المغربية العصرية في تلك الحقبة تعيش أبهى عصورها بعيدة عن الرداءة والانحطاط اللغوي . وقد تناولت الإعلامية سلمى الغزاوي في كتابها الذي صمم صورة غلافه الفنان توفيق الوطني أغنية جريت وجاريت وهي المقام الأول من المقامات العشر، هذه الأغنية التي أدتها المطربة نعيمة سميح ذات الصوت الرخيم وقام بتلحينها المبدع الفنان عبد القادر وهبي وقد صاغت الإعلامية سلمى الغزاوي حول هذه القطعة قصة فارس الأحلام الذي فارق الحياة حيث كان أفراد أسرتها يمنعونها من زيارة قبره وان تحاول إعادة تأهيل حياتها ومحاولة النسيان غير أن الجرح الغائر الذي تركه في قلبها هو من سيكون قاتلها . المقام الثاني كيف يدير أسيدي التي تغنى بها عبد الهادي بن الخياط قي هذه القصة تتحدث الكاتبة عن فارس الاحتلام الذي تسلل إلى قلبها حيث اعترفت بعشقها له لكنه تملص منها ولفظ حبها ليتركها محطمة الجوانح فاقدة لكل أمل في عودة حبيبها . وفي المقام الثالث ياك الجرح برا هذه القصيدة الجميلة التي تغنى به الراحل محمد الحياني وصاغ ألحانها حسن القدميري ، وهي قصة قريبة إلى الواقع الملموس أبى بطل القصة أن يغدر بحبيبته ويتخلى عنها ليعانق عشيقة أخرى لكن بطلتنا استطاعت التغلب على هذا الحب الفاشل . أما المقام الرابع ماكين باس التي انشدها محمد الحياني ولحنها حسن القدميري أيضا فقد نقلت فيه سلمى بخيالها الدافق قصة حب كان بطلها مصور فوتوغرافي سافر إلى سوريا لالتقاط صور لمعاناة الشعب السوري من ويلات الحرب الأهلية فلقي حتفه في إحدى المعارك الضارية تاركا حبيبته غارقة في بحر الأحزان . المقام الخامس الغربة والعشق الكادي من أداء محمد الغاوي والحان محمد بلخياط وهي قصة جمعت بين فتاة مغربية سافرت إلى ايطاليا في رحلة دراسية وعاشت قصة حب عنيف بطلها نحات ايطالي قرر الزواج بها غيران الاختلاف الديني فرق بينهما خاصة وان أسرتها غارقة في التقاليد . المقام السادس اليوم الأول والتي مطلعها رحل عن قلبي ومكاني ... نساني ونسى عنواني من أداء ليلى غفران والحان مولاي احمد العلوي وهي قصة حب بين طبيب ومريضة ارتبطت به أملا في الحياة لتكتشف بعد شفائها أن ما كان بينهما مجرد أوهام . المقام السابع ... اللة عليها زيارة من الحان محمد بنعد السلام و أداء الفنانة غيثة بنعبد السلام وهي قصة مطربة في أوج عطائها الفني عاشت قصة حب جارف مع ملحن أغانيها وعن طريق الصدفة تزوجت بسياسي ثري غير أنها لم تستطع الابتعاد عن المجال الفني كما لم تستطع نسيان حبيبها الذي فجاءها بعودته ليقدم لها هذه القصيدة ويعتذر عما بدر منه ،فكانت العودة للعواطف وللحب الذي كاد أن يضيع . المقام التاسع حتى فات الفوت عاد سولت كيف بقيت التي أدتها الراحلة ماجدة عبد الوهاب وكأنها عاشت ما جاشت به قريحة علي الحداني الذي يقول في احد مقاطع القصيدة كلشي كيرحل ويموت ياللي حتى فات الفوت ... عاد سولت كيف بقيت وقد استطاعت سلمى الغزاوي ان تحيل القصيدة إلى قصة قد تكون واقعية ذلك أن البطلة كاتبة مشهورة حكم القدر عليها بان تستأصل ثديها فلما علم زوجها بذلك طلقها وارتمى في أحضان امرأة أخرى ،ولما شفيت وعادت لمزاولة نشاطها الإبداعي ،ولما كانت توقع كتابها حول تجربتها مع المرض الخبيث فاجاءها طليقها بزيارته ووعدها بان يعود إليها ،سرت بموقفه لأنها لا تستطيع الحياة بدونه .. المقام العاشر جا فالميعاد أنيق جميل بحال ديما ،في هذه القصة تتحدث سلمى الغزاوي عن حبيبها الشاعر الفوضوي الذي خاصمته لأنه لا يلتزم بالمواعيد والذي كان يردد دائما سأرحل بدون مقدمات ذات يوم ،المسكينة لم تستطع التحرر من شرنقة حبها واتصلت به مرارا فلبى دعوتها وجاء في الموعد المحدد لأنه هو الأخر وقع في حبال غرامها . وجملة القول .. إن القارئ الذي تقع بين يديه هذه المقامات لايستطيع آن يتخلص منها إلا عندما يلتهم أخر قصة من القصص الجميلة التي صاغتها الإعلامية سلمى الغزاوي بأسلوب يكاد أن يكون شاعريا. .