أسدل الستار مساء الأحد الماضي عن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان مرزوكة الدولي لموسيقى العالم ،على إيقاع عروض موسيقية غنائية قدمتها عدة مجموعات، منها مجموعة «زكازيك الفرنسية» التي تتحف ب: «طام طام»، ورجال كناوة من منطقة خملية المجاورة. إلا أن أهم هذه العروض، حسب الجمهور الذي صفق طويلا لها، هي تلك اللوحات من الرقص الشرقي العربي التي قدمتها «فتيات تلال الصحراء» من اسبانيا بالزي الشرقي العربي. وتابع الجمهور في منصة مفتوحة على تلال مرزوكة الساحرة عروضا لمجموعة «ايمودا» التي تعيد أداء أغاني فرقة "تيناريوين" الشهيرة بإيقاعات الطوارق، وكذا مولود المسكاوي رائد الأغنية الإفريقانية بالمغرب والذي كان متألقا حتى أن الجمهور طالبه غير ما مرة بالمزيد. وكانت أخر فقرات المهرجان الذي اتخذ هذا العام شعار «احترام وحماية»، فرقة ازنزارن بقيادة عبد الهادي يكوت الذي أطرب الحاضرين بأغانيه القديمة، حتى ساعة متأخرة من الليل . ليودع بعد ذلك جمهور حاشد من ساكنة المنطقة وزوارها المغاربة والأجانب أوفى بوعد التنوع في الإيقاعات والتعبيرات الفنية والثقافية.وجسدت الأمسية الختامية للمهرجان الذي نظمته الجمعية الصحراوية للتنمية السياحية والثقافية هوية مهرجان يراهن على الحوار بين الألوان الفنية والثقافية المختلفة.. وشاركت في فعاليات مهرجان مرزوكة موسيقى العالم في دورته الثالثة ، فرق فنية من إسبانيا وفرنسا، ودول افريقية كالسنغال بالإضافة إلى ألوان موسيقية مختلفة من المغرب. وذلك لربط حاضر المنطقة الثقافي بماضيه العريق و الزاخر بالثقافات و التقاليد والفنون عبر عصور غابرة، وكذا باعتبار المنطقة طريقا للقوافل التي كانت تربط الجنوب بالشمال . عرف المهرجان كذلك تنظيم ندوة في موضوع "تاريخ سجلماسة " سلط من خلالها المحاضرون، الضوء على العمق التاريخي للمنطقة الذي ينبغي تثمينه والعناية به أكثر. كما شهدت رحاب التلال الرملية الذهبية ومسالكها الوعرة ، تنظيم ماراتون مرزوكة، شارك فيه مجموعة متنوعة من مغاربة وأجانب، جسد من خلاله المتسابقون قيم التسامح والتعايش والسلام... وصرح مدير المهرجان (ناصر م.) للجريدة، بأن المهرجان مر في ظروف جد ملائمة وبدون حوادث ،رغم العواصف الرملية، وتعهد بالعمل على مواصلة تطوير مهرجان موسيقى العالم في اتجاه جعله موعد استقطاب وتشجيع للسياحة الثقافية والصحراوية في منطقة تتفرد بمشاهد طبيعية ساحرة.