اهتز العالم الأحد على خبر غرق قارب في البحر الأبيض المتوسط يقل مهاجرين سريين قرابة السواحل الليبية، مخلفا ما يقارب 700 غريق في أسوأ حادث من نوعه بمياه المتوسط. وتعالت الأصوات من مختلف الدول والمواقع مطالبة بوضع حد لهذه المأساة المتواصلة، خصوصا أنه لم تمر سوى أيام قليلة على حادث مماثل خلف قرابة 450 ضحية. وفي كلتا الحالتين كان المهاجرون السريون، أغلبهم من إفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط، يحاولون الوصول إلى السواحل الإيطالية القريبة من ليبيا. وتزايدت محاولات الهجرة السرية انطلاقا من ليبيا بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، حيث يستغل المتاجرون في البشر حالة الانفلات الأمني في هذا البلد الممزق، غير عابئين بأرواح المئات من الباحثين عن الحلم الاوربي ومن بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال. وفي الوقت الذي شنت المنظمات الحقوقية والهيئات المدافعة عن حقوق المهاجرين حملة على قادة أوروبا وسياسة القارة العجوز إزاء ظاهرة الهجرة السرية، يسعى المسؤولون الأوروبيون إلى امتصاص غضب الرأي العام الدولي عبر الإعلان عن عدة اجتماعات على أعلى مستوى لاتخاذ ما يلزم من قرارات . وفي هذا الإطار شهدت لوكسمبورغ أمس الاثنين اجتماعا طارئا لوزراء الداخلية والخارجية الأوروبيين . وكان المفوض الأوروبي المكلف بالهجرة ديمتريس افراموبولوس ألغى بعض أنشطته للتوجه الى لوكسمبورغ، حيث التقى وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موغريني. ويعد افراموبولوس «استراتيجية» جديدة للاتحاد الأوروبي حول الهجرة من المفترض أن يتم تقديمها في أواسط ماي المقبل. وكان رئيس مجلس أوروبا دونالد توسك أعلن، مساء الأحد، أنه يتشاور مع القادة الأوروبيين من أجل تنظيم قمة بحضور رؤساء الدول والحكومات تخصص لهذه المسألة، وذلك بعد الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي، والمتوقع انعقادها هذا الأسبوع. من جهته دعا الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاحد، الاسرة الدولية الى تقاسم أعباء اللاجئين بعد هذا الحادث المأساوي.واعرب الأأمين العام الأممي في بيان للمتحدث باسمه عن «صدمته وحزنه العميق». وحسب المفوضية العليا للاجئين، فإن أغلب ركاب القارب البالغ طوله 20 مترا، المنكوب، قضوا غرقا في مياه المتوسط، ولم يتمكن حرس السواحل الايطالية إلا من إنقاذ 28 شخصا. وكانت البحرية المالطية صرحت أنها تلقت إشعارا عن قارب يواجه مشكلة عند منتصف ليلة السبت الأحد. وكان القارب على بعد 177 كلم جنوب جزيرة لامبيدوزا الايطالية عندما أصدر نداء استغاثة، بحسب حرس السواحل الايطالي. وعلى إثر ذلك طلب حرس السواحل الايطالي من سفينة شحن برتغالية قريبة من القارب التوجه إلى موقعه للمساعدة. وعندما وصلت السفينة الى الموقع كان قارب الصيد قد انقلب. ويرجح أن يكون السبب في ذلك تجمع كل ركاب القارب في جهة واحدة رغبة منهم في مغادرته عندما شاهدوا السفينة البرتغالية .