محمد الرفاعي فنان مغربي شاب سطع نجمه في سماء الأغنية المغربية، ومن خلال أغنية «أنت باغية واحد» التي أداها سعد لمجرد، و «اعطيني صاكي» للشابة زينة الداودية وغيرهما من الأغاني المغربية الناجحة، بمعية أعمال أخرى لشباب طموح، استطاعت الأغنية المغربية أن تلج البيوت العربية، وبذلك تمكن من كسر كل الحواجز أمام اللهجة المغربية التي عرفت انحصاراً إلى عهد قريب. محمد الرفاعي فنان جمع بين الحسنيين، حسن اللحن الجميل والشعر الغنائي الناعم، يشق طريقه بإصرار وبتواضع الكبار. الانتقادات التي وجهت إلى عمله «باغية صاكي» لم يعرها اهتماماً، بل كانت شهادة لصالحه كي يواصل مشواره الفني بثبات وبثقة زائدة في موهبته الإبداعية. كل ذلك جعل مشاهير الفنانين العرب يدقون بابه من أجل التعامل معه، وهي إضافة ومكسب للأغنية المغربية. في هذا الحوار، يسلط الفنان الرفاعي الضوء على مسؤولية الدولة والنقابات المهنية في الاهتمام بالأغنية، إلى غير ذلك من المواضيع التي أثارتها جريدة «الاتحاد الاشتراكي». لنبدأ بجديد الملحن محمد الرفاعي؟ هناك العديد من الأعمال الفنية مع الفنانة أسماء لمنور وهناك عمل وطني مع الفنانة دنيا باطما من توزيع الشرادي وكلمات محمد الادريسي وعمل ثالث مع حياة حجي ملكة جمال الشرق الأوسط وعمل آخر مع الفنان اللبناني آدم شحادة وحاتم إيدار من خلال عمل سيرى النور قريبا. عرفت أغنية »أنت باغية واحد« التي قمت بتلحينها وأداها الفنان سعد لمجرد، انتشارا ونجاحا كبيرا مغربيا وعربيا، بل وصل صداها خارج هذه الحدود، في نظرك ماهي الأسباب التي كانت وراء هذا النجاح، وهل الأمر مرتبط بالدرجة الأولى بصوت وحضور سعد لمجرد، أم موضوع الأغنية أم اللحن، أم هذه العناصر كاملة؟ أولا، صوت سعد لمجرد، لأنه صوت قوي لا نقاش في ذلك، لكن لا يمكن أن نحكم على نجاح هذه الأغنية من خلال صوت سعد لمجرد فقط، إذ كانت هناك أغاني قد أداها قبل ذلك، لكن لم تعرف نفس النجاح الذي عرفته أغنية »أنت باغية واحد« وأظن أن سبب النجاح يتمثل في هذه العناصر الثلاثة كاملة. أولها الصوت ثم الموضوع فاللحن، خاصة حينما نجد أن الصينيين واليابانيين أدوا هذه الأغنية، بمعنى أن اللحن وصل إلى هؤلاء، وصعب أنهم فهموا كلمات الأغنية فكل هذه العوامل بالاضافة إلى التوزيع وغيرها ساهمت في نجاح هذه الأغنية. أغنية »عطيني صاكي« التي أدتها الشابة زينة الداودية هي من ألحانك أيضا، وقد أثارت انتقادات من طرف المتأسلمين إلى درجة تم اتهامكم بنشر الرذيلة، إلى أي حد أثرت هذه الانتقادات على نفسيتكم، وهل يمكن أن تنتجوا أغان في ذات المنحى مستقبلا؟ بصراحة أنه مباشرة بعد أغنية »عطيني صاكي« اتصل بي العديد من الفنانات والفنانين الكبار، وطلبوا مني أغاني مثل »عطيني صاكي،« ونفس الصيغة بالنسبة للكلمات. وهناك العشرات من الأغاني المغربية التي تنتج سنويا، لكن يكتب النجاح لأغنية أو أغنيتين والحمد لله، أن هذه الأغنية عرفت نجاحا كبيرا، أما الاتهامات الموجهة إلينا بأننا ننشر الرذيلة ونحرض على التحرش، فحينما أسمع مثل هذه الاتهامات أرى أن هؤلاء وأمثالهم مصابون بالانفصام في الشخصية، إذ نجدهم يسمعون «شوفي الواوا» لهيفاء وهبي بدون حرج، لكن حينما جاءت أغنية »عطيني صاكي« يتم اتهامنا بنشر الرذيلة، وتناسوا تراثنا المغربي الذي يحتوي على أغاني أكثر جرأة من هذه الأغنية، منها أغاني الحاجة الحمداوية وغيرها. وأنا مؤمن ومتيقن أن الأعمال التي نقدمها هي أعمال ناجحة ونسير في الخط الصحيح والصائب. ألا ترى معي أن أغنية «عطيني صاكي» التي أثارت حفيظة المحافظين بالمقابل جعلت مفكرين ومثقفين ورجال دين واعلاميين وحتى فنانين يخرجون من صمتهم ودافعوا عن الأغنية من باب حرية التعبير والفن، وبالتالي ساهمتم في إخراج هذا الصراع الدفين بين القوى المحافظة والقوى الحداثية إلى العلن داخل المجتمع المغربي؟ الأغنية طبعا أخذت أبعادا كبيرة لم تكن تتوقعها في البلدان المتقدمة الأخرى، هذا النقاش غير وارد وغير حاضر البتة، لكن للأسف في المغرب هذا المشكل قائم ومن باب انفصام الشخصية نجد البعض ينتقد هذه الأغنية في الصباح وفي الليل نجده في العلب الليلية، وهذا وقفنا عليه بالحجة والدليل. الانتشار التي حققته الأغاني المغربية الجديدة إن صح التعبير من خلالكم ومن خلال العديد من الأسماء الشابة الأخرى، مغربيا وعربيا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف مستوياته، ماهي الأسباب في نظرك، وهل كنت شخصيا على وعي مسبق أن هذه الأعمال ستحقق ما حقتته من نجاحات، أو بمعنى آخر هل الأمر كان مخططا له؟ وماهي المواصفات التي ترى أنها كفيلة بأن يكون العمل ناجحا؟ هناك أعمال كثيرة التي عرفت نجاحا سواء كانت أعمالي وأعمال أخرى لأسماء ساهمت في تطوير الأغنية المغربية، مثل الأستاذ جلال الحمداوي. الذي منه نستفيد. أما بالنسبة لأعمالي، فأنا شخصياً أشدد على أن يكون اللحن بسيطاً، واستعمال الكلام المتداول، ويحتوي على رسائل فنية، وإخراج الأغنية المغربية من النمطية التي كانت تعيش فيها والمواضيع المتداولة مثل السهر، الجرح، الليل وغيره، كموضوعات كانت هي الأساس التي تتكىء عليها الأغنية المغربية. والحمد لله، تفوقنا نحن مجموعة من الفنانين الشباب في هذا المجال، و »لهجتنا البيضاء« أصبح الكل خارج المغرب يريد أن يتغنى بها، رغم أنه في السابق، لم يكن أحد خارج المغاربة يفهم دارجتنا. هل كنت على علم ودراية أن أعمالك ستحقق ما حققته من انتشار؟ بمعنى، هل كان الأمر مخططاً له ومفكراً فيه؟ طبعاً، نخطط لكل شيء، لكن يبقى الخطر دائماً غير مستبعد، لكن نضع الشروط الأساسية من أجل إنجاح عمل معين، من خلال الأداء و اللحن والكلمات والتوزيع، لكن الكمال يبقى لله. وننتظر ردود فعل الجمهور. وبالفعل، كنا ننتظر من أغان أن تعرف نجاحات، لكن لم يحصل ذلك، والعكس صحيح مثل »أغنية اعطيني صاكي«، لم نكن ننتظر أن تعرف هذا النجاح الكبير، بل وأنا وزينة الداودية كنا ننتظر أن تعرف أغنية »شدي ولدك عليا« أن يكتب لها النجاح الباهر. لكن »اعطيني صاكي«، الحمد لله، هي التي نالت هذا النجاح. لكن مع ذلك، »فقد وصلت أغنية »شدي ولدك عليا« 7,5 مليون مشاهدة في اليوتوب، واعطيني »صاكي« فاقت 16 مليون مشاهدة. هذا السؤال يحيلنا على سؤال آخر، مفاده أن محمد الرفاعي وغيره استغلوا هذا الفراغ وانحصار الأغنية المغربية التقليدية إن صح التعبير، واعتماد أسلوب جديد عصري. هل هذا هو السبب في نظرك في هذا الانتشار؟ لا أظن ذلك. بل هناك ملحنون كثيرون مثلي وأحسن مني، لكن الفراغ كان حاصلا في «»الستيل»( الطريقة)«، وكانت الأغاني تخرج بنفس الوتيرة. المشكل هو كيف تتبنى لحناً وإيقاعاً يجمع عليه المغاربة والعرب معاً، ويجعلهم يطربون به. هذا ما كان ينقصنا في السابق. وهذا ما عملت عليه العديد من الأسماء المغربية، وهو ما جعل التجاوب مع هذه الأغاني يكون بشكل سريع. ماذا ننتظر من هذه التجربة؟ أطمح من وراء ذلك، أن تتبوأ الأغنية المغربية المكانة اللائقة بها وسط الأغنية العربية، وتتصدر المرتبة الأولى من حيث الإقبال والقبول، وكذلك أن يستفيد كل متدخل من كامل حقوقه. وأطمح أن يتم تقنين هذه المهنة، كما هو حاصل في مصر. لذلك، نجد أن كاتب الكلمات والملحن والمغني والموزع يستفيدون من كامل الحقوق وفي وضعية مادية مريحة، بخلاف ما هو واقع في المغرب. لكن ماذا عن مسؤوليات النقابات الفنية في هذا المجال. فهذا من اختصاصهم، أي أنه على عاتقهم العمل من أجل الدفاع عن هذه الحقوق وعن هذا التقنين. كما أنه من مسؤولية الحكومة أو الدولة المغربية بشكل عام؟ منذ أن ولجت هذا المجال، لم يسبق لي أن توصلت حتى برسالة شكر، سواء من طرف المسؤولين في الحكومة أو في النقابة، علما أن الأعمال الفنية التي قمت بها شرفت المغرب والمغاربة، ووصلت إلى الجميع، لم يسبق مثلا لوزارة الثقافة المفروض فيها أن تكون مهتمة بهذا المجال، أن اتصلت بي، وهذا عادي جداً، لأنها أصلا لا تشتغل، وأدعو إلى تغيير العقليات والرؤية في المغرب. إذ يجب أن نبتعد عن تلك النظرة التقليدية التي تفيد أنه إذا أردنا إصلاح البلاد، فيجب أن نبدأ بمحاربة الفقر مثلا، فمحاربة الفقر أو محاربة البطالة، يجب أن تكون النظرة شمولية وليست تجزيئية، وهنا نجد وزارة التشغيل هي المختصة في المجال، أما وزارة الثقافة فتعنى بكل ما هو ثقافي وفني بطبيعة الحال. فالفن ثقافة، وعليها الاهتمام بهذا الموضوع. وعلى كل مسؤول أن يهتم بمجاله. ألا ترى معي بالإضافة إلى المسؤولية الحكومية، هناك مسؤولية النقابات المهنية. إذ نجد المسؤولين عليها ينتمون إلى جيل آخر غير جيلكم، ويتبنون منهجاً آخر، على اعتبار أنهم بنوا مجدهم على الأغنية المغربية «»التقليدية»«، إن صح التعبير، وبالتالي هناك نظرة عدائية للجيل الجديد؟ ألا يحفزكم ذلك على إنشاء إطار جديد خاص بكم؟ ولو تم إنشاء نقابة جديدة خاصة بالجيل الجديد، الحرب ضدنا ستبقى دائماً قائمة، ويبقى هدفنا هو خدمة الأغنية المغربية وتبويئها المكانة اللائقة بها عربياً. والفنانون من الجيل القديم هم أساتذتنا، لكن فمثلا نجد الفنانين الذين نجحوا في مساراتهم، كالفنان عمرو دياب، فكان نجاحه بأغانيه المتجددة، وليس بأداء أغاني أم كلثوم، وكذلك الفنانة جنات مهيد، حينما ذهبت إلى مصر، فنجحت بأغانيها الجديدة وليس بالأغاني الكلاسيكية. وحتى المسؤولين على النقابة في مصر من أجيال قديمة، ولكن لهم احترامهم الخاص لأنهم يدافعون عن الفنان، وعن التجارب الجديدة أيضا، «فكل وقت وقتو» أما في المغرب يريدون منا أن نرقص دائما على أغنية «بارد وسخون» و«سولت عليك العود والناي»، هذه الأغاني حفظناها وأطربتنا في وقتها لكن الآن «لله يجعل البركة». الملاحظ، أن الهجمة التي تعرضت لها بصحبة الشابة زينة الداودية وكل من كان وراء أغنية «عطيني صاكي» لم يسجل أي دفاع لصالحكم من طرف أية نقابة فنية، بخلاف الفنان مولاى أحمد العلوي بصفته الشخصية و ليست النقابية، وسميرة سعيد ومثقفين ورجال دين؟ هذا هو المشكل القائم في المغرب، هو التهرب من المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين، وأؤكد أنني شخصيا لا علاقة لي بأية نقابة، ولم يسبق أن تواصلوا معي أو تواصلت معهم، سواء نقابة السي العلوي أو السي محمود الإدريسي. وأتمنى أن يكون هناك احترام للفنان. نلاحظ أن هناك ! إقبالا من طرف فنانين عربا على الأغنية المغربية، ما هي الأسباب في نظرك، وهل الأمر مرتبط بالبحث عن آفاق جديدة وعن جمهور جديد، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون »موضة فقط؟ لن تعمر طويلا، وتعود الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل؟ هناك عوامل عديدة، أولها أن المغرب يحتضن أكبر مهرجان فني في الوطن العربي، ألا وهو مهرجان موازين، ثانيا هناك ما يزيد عن 34 مليون مغربي حسب آخر إحصاء للمندوبية السامية للتخطيط، وأن المغاربة يقبلون بشكل كبير على استعمال الأنترنيت، ويتتبعون الأغاني والتجارب العربية عبر »اليوتوب« أكثر من نظرائهم في العالم العربي، فمثلا أغنية »انت باغية واحد« لو لم تنجح ويطلع عليها المغاربة، فلن يكتب لها النجاح على المستوى العربي، وثالث سبب أن اللهجة المغربية لها إقبال من طرف الآخر، بحكم أنها مازالت عذراء وغير مستهلكة. كما أن كل الفنانين الذين غنوا باللهجة المغربية نجد أن أغانيهم عرفت نجاحا مثل مريم فارس التي غنت »تلاح تلاح« إلى غير ذلك. ألا ترى معي أن هذه التجارب الجديدة. أو المدرسة الجديدة في الأغنية المغربية شكلت قطيعة مع أغاني عبد الوهاب الدكالي، محمد الحياني، عبد الهادي بلخياط، فويتح، نعيمة سميح ولطيفة رأفت وغيرهم. لا أظن ذلك، وأنا أنصت الى الأغنية القديمة وأحفظ عن ظهر قلب هذه الأغاني، لكن لن أستنسخ نفس التجربة. ألا تغريك، أم تعتبر أنها استنفدت كل إمكانياتها؟ إذا أنتجت مثل أغاني عبد الوهاب الدكالي وغيره من الأساتذة الكبار، الذين نقدرهم ونبجلهم أنا متأكد أن 15% فقط من المغاربة هم من سيستمعون إلي. إذ سيقولون إذا كان لابد من ذلك، فمن الأفضل أن يستمعوا مباشرة إلى أغاني الموسيقار عبد الوهاب الدكالي وهذا ما جعلني مضطرا إلى إدخال »ستيل« جديد وإيقاعات جديدة/. وحتى لا أتطفل على تجارب الرواد. هل الفن يمكن أن يغني صاحبه عن الحاجة، أقصد الجانب المادي وأتحدث عن حالتك الشخصية؟ أنا الحمد لله، لحد الآن »راضي عن ما عطاني سيدي ربي،« لكن حينما نتحدث بشكل عام، فالمجال بدأ يعرف تطورا وتغييرا، على الأقل أحسن بكثير من بعض الدول العربية. دائما بخصوص الجانب المادي، هل تفضل أن تتعامل مع فنان مغربي أم أجنبي من الخليج أو لبنان؟ ماديا، أفضل أن أتعامل مع فنان خليجي، و بعيدا عن هذا الجانب أفضل ولد بلادي. نلاحظ في أعمالك، هناك تجديد في اللحن واعتماد جمل موسيقية غربية، وتوظيفها في انتاج الأغنية المغربية، هل بهذه المواصفات يمكن الحديث عن أغنية مغربية أو بتعبير أدق ألم تفقد الأغنية المغربية هويتها بهذا التجديد؟ بالعكس، هي أغنية مغربية وستبقى كذلك، بالإضافة إلى أن الكلمات المستعملة هي اللهجة المغربية وليست لغة هجينة، أي بكلمات غريبة عنها وأي أغنية أنتجها، أحرص على أن تكون مغربية قحة، بكلام مغربي مفهوم ولا أحاول »تبييضها بزاف« حتى لا يكون هناك التباس لدى الجمهور المغربي، وإذا أراد الآخر الأجنبي يمكن أن يطلع على الكلمات وفهمها، وهذا ما حدث مع أغنيتي «أنت باغية واحد». المتتبعون والعديد من الفنانين المغاربة والعرب ممن التقيت بهم، كانوا دائما يرجعون عدم انتشار الأغنية المغربية وانحصارها إلى غياب صناعة بالإضافة إلى صعوبة اللهجة المغربية، هذا الطرح نرى أنه لم يقف حاجزا أمامكم أنتم الجيل الجديد.. كيف تنظر الى هذه القراءة؟ أولا، لا يمكن أن ندعي أن اللهجة المغربية صعبة، ونجعل من ذلك مبررا، إذ نجد اللهجة اللبنانية أصعب، لكنها منتشرة، ونفهمها، بحكم إعلامهم الفني القوي الذي عمل على تسويق هذه الأغنية، وإذا ما تحججنا بذلك فلن نقوم بأي خطوات عملية لصالح الأغنية المغربية، ونجد الجمهور الخليجي أصبح يعرف لهجتنا من خلال الأغاني المغربية. فحينما زرت لبنان مؤخرا، كان التواصل مع اللبنانيين »بلهجتنا البيضاء« حتى الفنانين العرب الذين التقيت بهم يصرون على التعامل معهم فنيا، باستعمال اللهجة المغربية القحة. ألا ترى معي أن الأوضاع التي تعيشها العديد من الدول العربية من أزمات بسبب ما يسمى بالربيع العربي، جعل الأنظار تتجه إلى السوق المغربية والانفتاح على جمهور جديد. في بلد يعرف الاستقرار مقارنة مع دول أخرى؟ وهذا المعطى لعب لصالحكم ونشر أعمالكم؟ بصراحة، هذه الثورات لعبت دورا كبيرا. رغم أن إنتاجاتهم سواء في مصر وغيرها لم تعرف انخفاضا. لكن بالمقابل هناك دول مثل الجزائر وغيرها لم تعرف ثورات لكن لم تعرف هذه القفزة النوعية في أغانيها. لكن في المغرب، هناك مجموعة من الفنانين الشباب اجتهدوا من باب الغيرة، مما جعل الآخرين ينفتحون علينا مشاركتك في برنامج x factor هناك بعض الانتقادات التي وجهت إليك هل. مشاركتك مرتبطة بصفقة« ما أي الغاية من وراء هذا هو إبرام اتفاق مع الفنان راغب علامة الذي هو عضو لجنة تحكيم هذا البرنامج. أم أن محمد الرفاعي الذي كان وراء نجاح العديد من الاغاني يرى أنه من واجبه المشاركة في هذا البرنامج حتى يبين للجمهور العربي. أنه هو من وراء صناعة هذه النجاحات؟ هذا الأمر صحيح، في البداية كان لدي عمل مع الفنانة نانسي عجرم، وحينما جاءتني الدعوة من البرنامج لأشارك فيه، قلت مع نفسي عوض أن أسافر إلى لبنان على حسابي الشخصي وأحجز الفندق لمدة شهر وارتفاع المعيشة هناك. تكفل البرنامج بكل شيء؟ لذلك قبلت الدعوة. زيادة على أنني نلت جائزة أحسن صوت صاعد مغربي وعربي سنة 2011 وأعرف جيدا مقومات صوتي.وحينما أديت اغنية »أنت باغية واحد كان لي هدف آخر من وراء ذلك وهم يعرفون أنني أنا ملحنها. وكان الفنان راغب علامة قبل ذلك تحدث معي بخصوص تلحين أغنية مغربية يؤديها، وكذلك لأفند معطى كان لدى جمهور عربي واسع. الذي كان يظن أن ملحن انت باغية واحد هو محمد الرفاعي المصري وليس أنا، وكانت أحسن فكرة لتوضيح هذه الأشياء هو المشاركة في x factor والحمد لله توفقت في هذه المشاركة. ولم أعد إلى البرنامج بعد المرحلة الأولى . رغم مروري إلى المرحلة الثانية. وعدت إلى المغرب. لأنني لم أوقع على العقدة التي تجبرني على ألا يكون اسمي مقرونا بأي منتوج فني لمدة سنة. وهذا لا يمكن، لأنه تربطني عقود عمل مع العديد من الفنانين. ومؤمن بأن المسابقات لن تخلق نجوما وفنانين تكتب لهم الاستمرارية .. هل يمكن أن تقرب جمهورك من لحظات الإبداع سواء في الكتابة أو اللحن. أي ما هي طقوس محمد الرفاعي؟ ضروري من الإلهام. وأنا شخصيا أعزف على القيثارة. وأحاول خلق حالة الإبداع بيني وبين نفسي، ومن خلال هذه العملية تأتي الفكرة المناسبة، التي تستغرق علىِ أكبر تقدير أسبوعا، وأحرص على أن يكون الفضاء الذي أشتغل فيه هادئا كما أقوم بإطفاء جهاز التلفاز والقهوة ضرورية. وإذا كانت لدي الكلمات. أضعها أمامي وبحكم أنني أصلا أغني أحاول أن أضع شكل اللحن من خلال إحساسي هناك العديد من الأسماء المغربية التي لها انتشار في العالم العربي، ألم تفكر في التعامل معها مثل سميرة سعيد، جنات، مهيد، فدوى المالكي؟ فدوى المالكي صديقة، لم تسنح الفرصة بعد للتعامل معها، الاستاذة سميرة سعيدة فنانة كبيرة ويشرفني التعامل معها، وإن شاءا لله أتمنى أن يكون هناك عمل بيننا في القريب العاجل، بالنسبة لجنات أتواصل معها عبر الفيسبوك وتحدثت معها، وأنا بصدد القيام بعمل لتغنيه بصوتها وأتمنى لها التوفيق. كلمة أخيرة، وما هي الرسالة التي تود إيصالها للجمهور؟ أشكرك على هذا الحوار، وأقول لمن «يعيرونا ويسبوننا»، أنهم لا يعرفوننا عن قرب، وأقول للفنان نعمان لحلو وغيره، إننا قادمون. ومهما انتقدتنا فإننا نصر على الإبداع. وستضطر الى مطالبتنا بالتعامل معك، لكن سأرفض الأمر، وأقول لك بصراحة، لن يشرفني ذلك، وأدعو كل من له موهبة وطاقة أن يشتغل، فأكيد سيصل إلى الهدف المرصود، فأنا انطلقت من لاشيء، والحمد لله توفقت، إذ كان طموحي كبيرا والحمد لله توفقت في هذا المسار.