أعلن الحسين الوردي، صباح أمس الأربعاء، من مقر عمالة قلعة السراغنة عن نتائج الدراسة التي أجرتها وزارة الصحة لتشخيص إشكالية المرضى المصابين بأمراض نفسية بضريح بويا عمر، مبرزا أن 60 في المئة من النزلاء تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 49 سنة، 97 في المئة منهم رجال بمعدل 692 نزيلا مقابل 19 امرأة، 86 في المائة منهم عزاب، 7 في المائة، متزوجون، و 5.4 في المائة مطلقون، في حين أكدت الدراسة التي تم إجراؤها من طرف لجنة تنسيق متعددة القطاعات تضم 20 طبيبا نفسانيا، أن 36 في المئة من النزلاء لهم تعليم ابتدائي، 31 في المئة تعليمهم إعدادي، 17 في المئة ثانوي، و 5 في المئة جامعي، بينما 12 في المئة هم بدون مستوى تعليمي. خارطة نزلاء «بويا عمر» أوضحت أن 154 نزيلا هم من الدارالبيضاء، 72 من جهة طنجةتطوان، 64 من الجهة الشرقية، 61 ينحدرون من تادلة، بينما هناك 54 نزيلا من الرباط ونفس العدد بالنسبة لمراكش، 44 من الشاوية، بينما تذيلت القائمة العيون بخمسة نزلاء ونزيل واحد من وادي الذهب. وقد تبين أن 88.5 في المئة من النزلاء كانوا مدمنين على التبغ قبل حلولهم بالضريح، و 54 في المئة على القنب الهندي، 42 في المئة على الكحول، في حين أن 16 في المئة من النزلاء كانوا يستعملون أدوية الأمراض النفسية بطريقة غير طبية، 10.5 في المئة مدمنون على المذيبات، 5 في المئة على الكوكايين، و 4 في المئة على الهيرويين. وزير الصحة وفي معرض عرضه وقف عند المعاناة النفسية التي يتكبدها نزلاء «بويا عمر»، مبرزا أن 88 في المئة من المرضى/النزلاء يعانون من الاضطرابات الذهانية، 99 في المئة منهم مرضى بالفصام، 9.40 يعانون من الاضطرابات المزاجية، و 2.90 في المئة من اضطرابات شخصية، موضحا أن 70 في المئة من حالات الإيواء تمت بطلب من عائلة النزيل، وقد تم استقبال 216 حالة نتيجة لاضطرابات سلوكية وذلك بنسبة 43 في المئة، 187 حالة بفعل العنف بنسبة 37 في المئة، و68 حالة بغاية التخلص من الإدمان بنسبة 13.5 في المئة، بينما 32 حالة كانت من أجل العزوف عن التكفل بالمريض بنسبة 6 في المئة، مشددا على أن الدراسة التي أجريت قد تم الوقوف من خلالها على عدم استفادة 70 في المئة من النزلاء من أي علاج أثناء الإقامة، كما أن 24 في المئة من المرضى لا يحظون بأية زيارة عائلية، و23 في المئة هم في حالة صحية سيئة، بينما 19 في المئة تظهر عليهم علامات سوء المعاملة، موضحا أن الغرفة الواحدة تضم 4 نزلاء في المعدل، علما بأن كل نزيل يؤدي ما يعادل 789 درهما شهريا كمصاريف للإيواء، لتناهز بذلك تكلفة الإيواء التي يدفعها النزلاء حوالي 8 ملايين درهم سنويا، مما يجعل من المريض العقلي محركا للاقتصاد المحلي! وشدد الوردي على أن النزلاء بالضريح يعيشون انتهاكا صارخا للحقوق الإنسانية للمرضى النفسيين، مقترحا إنشاء مركز طبي اجتماعي في أفق سنتين، مع تأهيل وتنظيم خدمات الإيواء العائلي خلال الفترة ما بين 3 و 5 سنوات، والعمل على تطوير العرض العلاجي في مجال الصحة النفسية في أفق 5 سنوات فما فوق. من جهة أخرى كشفت ذات الدراسة على أن المحتضنين في الضريح يبلغ عددهم 55 شخصا، معظمهم ينحدرون من محيط «بويا عمر» والمدن المجاورة له، 28 من قلعة السراغنة، 7 من سطات، 4 من الجديدة، والآخرون توزعوا ما بين أسفي، الشماعية، مراكش، بني ملال، الدارالبيضاء وغيرها، كما تبين أن معدل استقرار المحتضنين هو 18 سنة، في حين أن أقدم محتضن هو متواجد منذ 36 سنة، وأحدثهم منذ 4 سنوات.