وهبي يتهم جمعيات المحامين ب"الابتزاز" ويُكَذب تصريحات بشأن قانون المهنة    تأهيل طرق دواوير بإقليم سيدي إفني    منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تطلق بباريس مراجعة سياسات الاستثمار في المغرب    نتنياهو يقيل وزير الدفاع جالانت بسبب "أزمة ثقة"    مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية برسم سنة 2025 يندرج في إطار مواصلة تفعيل مخططاتها وبرامجها الهيكلية (لفتيت)    ذكرى استرجاع أقاليمنا الجنوبية    حكومة إسبانيا تعلن خطة مساعدات بعد فيضانات خلفت 219 قتيلا    الرباط.. إطلاق العديد من مشاريع التسريع المدني للانتقال الطاقي    وقفة تستنكر زيارة صحفيين لإسرائيل        وزير الشباب والثقافة والتواصل يحل بمدينة العيون    عندما طلب مجلس الأمن وقف «المسيرة « وأجاب الحسن الثاني : لقد أصبحت مسيرة الشعب    بنك المغرب يكشف حقيقة العثور على مبالغ مالية مزورة داخل إحدى وكالاته    الوداد يواجه طنجة قبل عصبة السيدات    "يوسي بن دافيد" من أصول مغربية يترأس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط    "الأطفال وكتابة الأشعار.. مخاض تجربة" إصدار جديد للشاعرة مريم كرودي    18 قتيلا و2583 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال الأسبوع المنصرم    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعاً بريدياً تذكارياً بمناسبة الذكرى العاشرة لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر    الأحمر يغلق تداولات بورصة الدار البيضاء    أخنوش: خصصنا في إطار مشروع قانون المالية 14 مليار درهم لدينامية قطاع التشغيل            مرحلة ما بعد حسم القضية..!    التجمع الوطني للأحرار يستعرض قضايا الصحراء المغربية ويشيد بزيارة الرئيس الفرنسي في اجتماع بالرباط    قرض ب400 مليون أورو لزيادة القدرة الاستيعابية لميناء طنجة المتوسط    جدل في البرلمان بين منيب والتوفيق حول الدعوة ل"الجهاد" في فلسطين    بن صغير يكشف أسباب اختياره للمغرب    تحقيقات جديدة تهز كرة القدم التشيلية    كَهنوت وعَلْموُوت    رئيس الحكومة يستعرض إنجازات المغرب في التجارة الخارجية    التساقطات ‬المطرية ‬أنعشت ‬الآمال ..‬ارتفاع ‬حقينة ‬السدود ‬ومؤشرات ‬على ‬موسم ‬فلاحي ‬جيد    "روائع الأطلس" يستكشف تقاليد المغرب في قطر    الاحتقان يخيم من جديد على قطاع الصحة.. وأطباء القطاع العام يلتحقون بالإضراب الوطني    مستشارو فيدرالية اليسار بالرباط ينبهون إلى التدبير الكارثي للنفايات الخضراء و الهامدة بالمدينة    "متفجرات مموهة" تثير استنفارًا أمنيا في بولندا    فن اللغا والسجية.. المهرجان الوطني للفيلم/ جوائز المهرجان/ عاشت السينما المغربية (فيديو)    الأرصاد الجوية تتوقع ارتفاع الحرارة خلال الأيام القادمة في المغرب    غير بعيد على الناظور.. حادث سير مروع يخلف عشرة جرحى    حقيقة انضمام نعية إلياس إلى الجزء الثالث من "بنات للا منانة    أولمبيك أسفي يوجه شكاية لمديرية التحكيم ضد كربوبي ويطالب بعدم تعيينها لمبارياته    القفطان المغربي يتألق خلال فعاليات الأسبوع العربي الأول في اليونسكو        وزيرة التضامن الجديدة: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي    آس الإسبانية تثني على أداء الدولي المغربي آدم أزنو مع بايرن ميوني    صاعقة برق تقتل لاعبا وتصيب آخرين أثناء مباراة كرة قدم في البيرو    دقيقة صمت خلال المباريات الأوروبية على ضحايا فيضانات فالنسيا    ترامب يعد الأمريكيين ب"قمم جديدة"    تصفيات "كان" 2025.. تحكيم مغربي المباراة نيجيريا ورواندا بقيادة سمير الكزاز    أطباء العيون مغاربة يبتكرون تقنية جراحية جديدة    الجينات سبب رئيسي لمرض النقرس (دراسة)        خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيومن رايش ووتش:المغرب: قيود مستمرة على جمعيات حقوقية

إن ادعاء الحكومة المغربية بأنها تطلب من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فقط الالتزام بالقانون والإجراءات المعمول بها، قد فشل في اختبار مباشر منذ وقت طويل. وتبدو مناورات المغرب الإدارية، والتحذيرات، والمنع في حق الجمعية المغربية لحقوق اٌلإنسان أنها مصممة لعرقلة وتقويض الجمعية.
سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
(قالت إن السلطات المغربية مستمرة في حملتها لتقويض جمعية حقوقية مستقلة ورائدة رغم حكمين قضائيين بأن السلطات حظرت تجمعاتها ظلما.
وتماديا في الحظر، منع مسؤولون محليون من وزارة الداخلية عدة فروع محلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان من التسجيل القانوني لمكاتبها التنفيذية المنتخبة حديثا. وحذرت السلطات أيضا الجمعية بأنها قد تسحب عنها صفة "جمعية ذات منفعة عامة" على أساس أن مواقفها وأنشطتها "تعبر في مضمونها عن توجه سياسي" وتهدف إلى المس ب "مصالح مؤسسات الدولة". في 15 فبراير ، اقتحمت الشرطة المقر المركزي للجمعية واعتقلت، وطردت في وقت لاحق من البلد، طاقم التلفزيون الفرنسي الذي كان في الداخل.
وأضافت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن ادعاء الحكومة المغربية بأنها تطلب من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فقط الالتزام بالقانون والإجراءات المعمول بها، قد فشل في اختبار مباشر منذ وقت طويل. وتبدو مناورات المغرب الإدارية، والتحذيرات، والمنع في حق الجمعية المغربية لحقوق اٌلإنسان أنها مصممة لعرقلة وتقويض الجمعية".
كما قضت المحكمة الإدارية في الرباط في 21 نونبر 2014، بأن حظرا على عقد اجتماع برعاية الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والذي كان مزمعا عقده في مكان عام، قد انتهك القانون المحلي. وأشارت إلى الحق في حرية التجمع الذي تكفله المعاهدات الدولية والدستور المغربي. وتوصّل حكم ثان عن نفس المحكمة في 16 يناير 2015، إلى استنتاج مماثل.
وقد حظرت السلطات عشرات الاجتماعات التي نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وغيرها من جمعيات حقوق الإنسان منذ يوليوز ، عندما ندد وزير الداخلية محمد حصاد بمنظمات حقوق الإنسان لم يسمها، متهما إياها بكونها تقدم مزاعم "لا أساس لها" عن انتهاكات قوات الأمن بشكل يمكن أن يضر بصورة المغرب وأمنه.
وقال موظفو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ل هيومن رايتس ووتش إن السلطات منعت أكثر من 60 اجتماعا في جميع أنحاء البلاد منذ يوليوز، عن طريق ضمان أن المكان غير متوفر عندما تسعى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى استعماله. وفي المناسبات النادرة التي تقدم فيها السلطات تبريرا كتابيا، فإنها تقول إن الجمعية فشلت في الالتزام بإجراءات التصريح التي يتطلبها القانون. وتضمنت التجمعات التي منعت اجتماعات داخلية، وأخرى مفتوحة للجمهور، بعضها كان سيعقد في المرافق المملوكة للقطاع الخاص وأخرى في المرافق العمومية.
ومنعت السلطات أيضا بعض التجمعات التي نظمتها جمعيات أخرى لحقوق الإنسان منتقدة وجمعيات حرية الإعلام، مثل العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وجمعية الحرية الآن، وجمعية عدالة، وكذلك ندوة حول حرية الإعلام برعاية مؤسسة فريدريش ناومان من ألمانيا. ولكن تصرفات الحكومة لمنع الأنشطة استهدفت في المقام الأول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تأسست في عام 1979 ولديها الآن 97 فرعا محليا في جميع أنحاء البلاد.
قانون 1958 المغربي الخاص بالتجمعات العامة، في صيغته المعدلة في عام 2002، لا يشترط على الجمعيات الحصول على ترخيص من السلطات لعقد اجتماعات عمومية، ولكن الفصل 3 من القانون يشترط على أنواع معينة من الجمعيات إخطار السلطات مسبقا بشأن الاجتماعات العمومية. ويعفي الفصل 3 على وجه التحديد من هذا التصريح "الاجتماعات التي تعقدها الجمعيات والهيئات المؤسسة بصفة قانونية التي تهدف بصفة خاصة إلى غاية ثقافية أو فنية أو رياضية وكذا الاجتماعات التي تعقدها الجمعيات والمؤسسات الإسعافية أو الخيرية".
وقال عبد الخالق بن زكري، مسؤول العلاقات الدولية في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ل هيومن رايتس ووتش، كمسألة سياسة، لا المكتب المركزي في الرباط ولا فروعها المحلية أخطروا السلطات مسبقا بشأن أنشطتها العمومية أو الداخلية، لأن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تعتبر أنها جمعية معفية من شرط الفصل 3 من القانون، وهو التفسير الذي أيدته الآن المحكمة الإدارية في الرباط. وقال إنه في حالات نادرة يقوم فرع محلي بتصريح مسبقا لدى السلطات بشأن اجتماع معين، وفي معظم الحالات تتفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببساطة على استخدام الفضاءات مع مديري الأماكن.
وقال بن زكري إن هذا الترتيب نجح عموما دون مشاكل حتى يوليوز عندما بدأت السلطات بالتدخل لمنع معظم الأنشطة التي تنظمها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المقررة في أماكن خارج مكاتبها. ومنذ ذلك الحين واصلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عموما عدم التصريح مسبقا لدى الحكومة بشأن الأنشطة المزمع تنظيمها.
ونفت السلطات المغربية أنها منعت اجتماعات لجمعيات حقوق الإنسان. وردت الحكومة على بيان صحفي ل " هيومن رايتس ووتش" بتاريخ 7 فبراير ينتقد حظر تجمعات حقوق الإنسان، عن طريق الإشارة إلى العدد الكبير من التجمعات العمومية التي نظمتها جمعيات دون وقوع حوادث. وكتب المحجوب الهيبة، مندوب المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان التابعة للحكومة المغربية، في 14 نوفمبر ، إن السلطات تعمل "في احترام تام لمقتضيات القانون الجاري به العمل، ويمكنها أن تمنع اجتماعات أو تجمعات في حالات استثنائية جدا عندما يكون هناك عدم احترام لشكليات التصريح المنصوص عليها في القانون".
وقالت مجدولين حليمي، عن مكتب الحريات العامة التابع لوزارة الداخلية، ل هيومن رايتس ووتش في اجتماع عقد في الرباط في 30 يناير إن "المغرب يتوفر على 118000 جمعية، 5150 منها تعمل في مجال حقوق الإنسان". وخلال عام 2014، نظمت هذه الجمعيات 1391448 نشاطا دون أية عقبات، مضيفة أنه "فقط 60 نشاطا منع، 52 منها بسبب عدم توفر القاعة، لأنها تحت التجديد، أو شيء من هذا القبيل، و 8 لأنها لم تتبع الإجراءات".
وقال الهيبة في رسالة إلى هيومن رايتس ووتش بتاريخ 19 يناير إن قانون التجمعات العمومية يشترط تصريحا مسبقا من قبل المنظمين. ولكن رده لم يقر بأن الفصل 3 من القانون يعفي بعض الجمعيات من شرط التصريح المسبق، وأنه في الآونة الأخيرة قضت المحكمة الإدارية في الرباط بأن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هي مثل هذه الجمعيات.
وقالت سارة ليا ويتسن: "إن التباهي بآلاف الأنشطة التي استطاعت جمعيات مغربية تنظيمها، لا يمكن أن يحجب جهود الحكومة المتضافرة لعرقلة واحدة من الجمعيات الأكثر انتقادا والأكثر انتشارا في المغرب، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان".
* تفاصيل قضايا المحاكم والقيود المفروضة على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وغيرها من الجمعيات.
قضايا المحاكم التي تدعم حرية التجمع:
قال بن زكري ل هيومن رايتس ووتش عادة ما اتبع منع تجمعات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان منذ 2014 واحدا من ثلاثة أنماط. في بعض الحالات، يوافق مديرو الفضاءات في البداية على تأجير قاعة لتستعملها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ولكنهم في وقت لاحق يلغون الاتفاق دون أي تفسير مكتوب. وفي حالات أخرى، يبلغ المسيرون منظمي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنهم لا يستطيعون استخدام القاعة من دون الحصول أولا على موافقة رسمية، على الرغم من عدم وجود أساس قانوني لمثل هذه الموافقة، التي لم تكن، في أي حال، ستصدر سريعا. نمط ثالث يشمل الحالات التي حجز فيها منظمو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قاعة لكنهم يجدون أبوابها مغلقة بأقفال لحظة وصولهم أو يجدون الشرطة في استقبالهم، والذين يمنعونهم من الدخول.
وفقا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، منحت السلطات إخطارا كتابيا فقط في عدد قليل من أكثر من 60 تجمعاً التي تستشهد به الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. في واحدة، أخطر باشا مدينة إمزورن، وهو مسؤول محلي تابع لوزارة الداخلية المحلية، الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأن الندوة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تسعى إلى تنظيمها في مقر البلدية في 1 نوفمبر قد تم منعها ل "أسباب أمنية" غير محددة. وفي حالة أخرى، كتب رئيس المجلس البلدي لبلدة المضيق، بالقرب من مدينة الفنيدق، إلى رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأنه لا يمكنهم استخدام المركز الثقافي يوم 28 مارس لأنهم فشلوا في تقديم تصريح سليم للسلطات المحلية حول الأنشطة التي يعتزمون تنظيمها عندما كانوا هناك.
أعطى المنع المكتوب الموقع من قبل والي الرباط - سلا- زمور- زعير لندوة عمومية حول الإعلام والديمقراطية، المقرر إجراؤها في 27-28 سبتمبر في المكتبة الوطنية بالرباط، للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الدليل الذي تحتاج إليه لرفع دعوى ضد الوالي أمام المحكمة الإدارية الابتدائية في الرباط. ودفعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأن الوالي منع ظلما الاجتماع على أساس أن المنظمين لم يتبعوا الإجراءات القانونية المنصوص عليها في قانون التجمعات العمومية.
وفي قضية منفصلة أمام المحكمة نفسها، قدمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان طلبا بالتعويض عن الإخلال بالعقد ضد وزارة الشباب والرياضة لأن المنشأة التي تديرها، مركز الاستقبال بوهلال في الرباط، أغلق في يوم من شهر سبتمبر الذي حجزته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وقال مدير المركز للمفوض القضائي الذي عينته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن السلطات المحلية هي التي منعت المدعية من الوصول إلى المركز، وفقا لما أشارت إليه المحكمة.
في 21 نوفمبر ، قضت المحكمة الإدارية الابتدائية في الرباط في القضية المرفوعة ضد الوالي، برفض كل حجج الدولة الرئيسية، والتي تركزت على عدم امتثال الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المزعوم لإجراءات التصريح المنصوص عليها في المادة 3 من قانون التجمعات العمومية.
وقضت المحكمة بأن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هي جمعية "ثقافية"، وبالتالي فهي معفاة من شرط التصريح المسبق لدى السلطات بشأن ندوتها حول الإعلام والديمقراطية؛ وأن هذا الإعفاء يطبق بغض النظر عما إذا تم تنظيم النشاط في مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أو في أي مكان آخر. وقضت المحكمة أيضا بأن النشاط المذكور يتفق مع أهداف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على النحو المنصوص عليه في قانونها الأساسي. وأمرت المحكمة الدولة بدفع 100000 درهم (10500 دولار أمريكي) للجمعية كتعويض عن "الضرر المعنوي".
في القضية الثانية ضد وزارة الشباب والرياضة، أكدت المحكمة الإدارية في الرباط في 16 يناير نفس هذه النقاط الثلاث، وخلصت إلى أن "ومن مهام الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التعريف بحقوق الإنسان وإشاعتها والتربية عليها. لذا فإن لها الحق في تنظيم هذا النشاط حيثما شاءت شريطة عدم المساس بالأمن العام، والذي لا دليل على تهديده أو المساس به في حال تنظيم دورة تكوينية بمركز الاستقبال بوهلال".
وأمرت المحكمة الدولة بدفع 50000 درهم (5250 دولار أمريكي) للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تعويضا عن "الضرر المعنوي".
يشير الحكم في القضية الأولى إلى حماية حرية التجمع في دستور المغرب، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (المادة 20)، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المادة 21)، والذي يعتبر المغرب طرفا فيه.
واستأنفت الدولة كلا الحكمين لدى محكمة الاستئناف الإدارية، حيث لاتزال كلتا الحالتين عالقتين.
* الجمعيات الأخرى
التي مُنعت من الاجتماع
منعت السلطات تجمعات نظمتها جمعيات حقوقية أخرى غير الجمعية المغربية بحقوق الإنسان، قبل و بعد أحكام القضاء الإداري على حد سواء.
على سبيل المثال، ووفقا لجمعية عدالة، وهي جمعية تعمل على المحاكمات العادلة واستقلال القضاء، فقد منعتها السلطات من تنظيم يوم دراسي، بالتعاون مع مؤسسة هنريش بول الألمانية، في 12 ديسمبر في فندق إيبيس في الرباط. وكان عنوان الندوة "الانترنت بين احترام الخصوصية وحرية التعبير في العصر الرقمي". وعندما حاول المنظمون نقل النشاط إلى معهد غوته، وهو مرفق تابع للسفارة الألمانية، ضغطت السلطات المغربية بنجاح على السفارة الألمانية كي لا تسمح به، محيلة على أسباب أمنية، حسب قول جمعية عدالة في بيان بتاريخ 15 ديسمبر الأول، مما دفع المنظمين إلى نقل النشاط إلى مقر جمعية عدالة المتواضع.
اضطر منظمو ندوة، الحضور فيها بدعوة، حول حرية الإعلام في شمال أفريقيا برعاية مؤسسة فريدريش ناومان من ألمانيا، و التي كان المقرر عقدها في 24-25 يناير في فندق صومعة حسان في الرباط، إلى نقله في اللحظة الأخيرة إلى مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وقال أحد المنظمين، المعطي منجيب، ل هيومن رايتس ووتش إن الفندق - الذي يستضيف بانتظام ندوات ترعاها منظمات غير حكومية - وافق على استئجار قاعة بشرط أن يتوصل المنظمون بترخيص مكتوب من الولاية ، وهو الترخيص الذي لا يشترطه القانون والذي رفضت الولاية توفيره.
* القيود الحكومية الأخرى ضد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
قال بن زكري إن السلطات المحلية دخلت في مناورات إدارية لعرقلة الامتثال للقانون بالنسبة ل 16 فرعا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. ويطالب الفصل 5 من قانون بالجمعيات لعام 1958 الجمعيات بإخبار الإدارة المحلية كتابيا بالتغييرات في المكاتب التنفيذية المحلية أو قانونها الأساسي، وفي مقابل ذلك يتم إصدار وصل إيداع لها. ويؤدي عدم التوفر على مثل هذا الوصل إلى عقبات مثل الاستبعاد من الأنشطة والمنح التي ترعاها البلدية.
وقال بن زكري ل هيومن رايتس ووتش إن مسؤولين في 10 مدن رفضوا تسلم وثائق تجديد الفروع المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و 6 آخرين تسلموا الوثائق لكنهم رفضوا إصدار وصل إيداع يثبت أن الفروع قد امتثلت لهذا الشرط.
وهددت ولاية الرباط - سلا - زمور- زعير أيضا بسحب صفة "المنفعة العامة" عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والذي من شأنه أن يحرمها من بعض المزايا المالية والحق في المشاركة في الإجراءات القانونية ك "طرف مدني" بموجب الفصل 7 من القانون الجنائي.
وفي رسالة مؤرخة في 17 دجنبر أخطر الوالي، وهو مسؤول في وزارة الداخلية، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأنه قد يسحب صفة المنفعة عن الجمعية على أساس أن الجمعية تتخذ مواقف وتتصرف بطريقة انحرفت عن أهداف حقوق الإنسان المنصوص عليها في قانونها الأساسي، وأنها تعمل بدلا من ذلك كأنها "كيان سياسي يعارض مؤسسات الدولة الدستورية". ونشرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان رسالة الوالي على العموم.
واتهمت رسالة الوالي الجمعية ب "نشر اتهامات لا أساس لها"، والمس ب "مصالح مؤسسات الدولة"، و"الوحدة الترابية" للمغرب ، محيلة على مطالب المملكة حول الصحراء بهدف "زعزعة النظام العام". وطالبت الرسالة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالتمسك بالأهداف المنصوص عليها في قانونها الأساسي في غضون ثلاثة أشهر أو المخاطرة بفقدان صفة "المنفعة العامة"، وفقا للفصل 9 من قانون الجمعيات كما تم تعديله في 2005.
انقضت فترة الثلاثة أشهر مؤخرا، من دون أن تسمع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المزيد من الإدارة في الرباط حول هذه المسألة.
في 15 فبراير، اقتحمت الشرطة المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الرباط، بدون إظهار أي أمر وضربوا ربيعة البوزيدي على الأرض، وهي عضوة اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عندما رفضت تسليمهم مفاتيح المقر، وفق قول البوزيدي ل هيومن رايتس ووتش. ضبطت الشرطة اثنين من الصحفيين في تلفزيون فرنسي واللذين كانا في المقر مع معداتهما. وصادرت السلطات معدات الصحفيين وطردتهما من البلاد في اليوم التالي قائلة إنهما يفتقران إلى إذن بالتصوير في المغرب. وقال الصحفيان، اللذان كانا يستعدان لتصوير فيلم وثائقي لقناة فرنسا 3 إنهما تقدما إلى السلطات المغربية بطلب الحصول على إذن مسبقا ولكنهما لم يحصلا على أي رد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.