هل تغيرت معايير الجمال عند العرب عموما، لدرجة أن أغلب الفنانات العربيات غيرن من ملامحهن الاصلية رغم أنهن لم يكن قبيحات الوجه بل اصبحن يتشابهن في شكل العيون والأنف والخدود والشفتين لا أحد يمكنه أن يفرق بين بعضهن أحيانا إلا بالأصوات؟... ومع تتبع غالبية المغربيات للقنوات الفضائية فهن تأثرن كثيرا بهذا التحول الذي طرأ على اغلب الفنانات وبعض المذيعات ومقدمات البرامج،ما جعل موضوع عمليات التجميل من أهم المواضيع التي تثير النقاش النسائي ليتحول من نقاش يخص الاخريات الى رغبة تعنيهن هن بشكل مباشر ،خاصة وأن المغرب عرف ميلاد العديد من المصحات والعيادات المختصة بوجود أكبر الأطباء وخيرة الأخصائيين الذين يستقبلون زبائنهم من كل البلدان إذ يشهد له أيضا بضعف تكلفة عمليات التجميل مقارنة مع بلدان دولية أخرى... المغرب قبلة للراغبين في عمليات التجميل... أزيد من 80 بالمئة هي نسبة النساء اللواتي يقبلن على زيارة الطبيب من أجل عمليات التجميل في المغرب، ويشكل الرجال 30 في المائة من نسبة الزبائن الذين يرغبون في إجراء عمليات التجميل أيضا حسب تصريح لجمعية مختصة... و رغم أن الامر يمر أحيانا في سرية تامة من طرف المرأة حيث أغلب النساء منهن لا يعجبهن الحديث عن الامر عكس النساء الشرقيات اللواتي يفتخرن ويتباهين بنوع العمليات التي أقدمن عليها وكذا التكاليف المالية مع ذكر البلد و اسم الطبيب الذي اشرف على تلك العملية ... ويعد اختيار العديد من الأجانب والأجنبيات للمغرب كقبلة للإجراء عمليات التجميل بسبب وجود أخصائيين وكفاءات عالية في المجال بالإضافة الى انخفاض أثمنة عمليات جراحات التجميل في المغرب مقارنة مع أوروبا و أمريكا وجودة العمليات والنتائج. فتجميل الأنف مثلا، لا يتجاوز سعره ال 25 ألفا، وتجميل الوجه «لليفتينغ» يتراوح بين 50 ألفا و80 ألف درهم، وزراعة الشعر بين 6000 و30 ألف درهم. ويرى البرفيسور أحمد بورة رئيس الجمعية المغربية لأطباء الجلد والتجميل بأن جودة المستوى الطبي للمغرب في هذا التخصص مقارنة ببلدان أوروبا والولايات المتحدة هي سبب توافد الراغبين في التجميل و بأن جراحة التجميل باتت تعرف ازدهارا كبيرا، والإقبال عليها يزداد يوما بعد آخر. فالهوس بالتجميل في تصاعد وكذلك العمليات، خصوصا وأن الأطباء المغاربة أبانوا عن قدرتهم وحنكتهم في هذا المجال الذي باتوا يتفوقون فيه. إذن يوما عن يوم تتصاعد النسبة والأرقام مرشحة للقفز، وعن أكثر عمليات التجميل التي يكثر الإقبال عليها، يؤكد د. بورا، بأن عمليات تقويم وتصغير الأنف، يليها تكبير الصدر والأرداف ثم شفط الدهون وزرع الشعر. أما عمليات إصلاح التشوهات سواء الخلقية أو المكتسبة فهي كثيرة وتجرى بنسب تكاد تكون ثابتة. وعلى الرغم من التنوع الكبير في مجال تداخلات الجراحة التجميلية إلا أن الجانب التجميلي التحسيني كان الغالب على الحالات التي يتعامل معها الاختصاص و جاء في مقدمتها: 1 . تجميل الأنف. 2 . شد الأجفان العلوية و السفلية و الوجه. 3 . شد و تكبير و تصغير و رفع الثدي. 4 . شد البطن. 5 . شفط الدهون لتنسيق القوام. 6 . العمليات الجراحية التجميلية (الجلد والوجه والأنف والأذنين والشفتين والبطن ( 7 . زرع الشعر . 8 . طب التجميل «البوتوكس» 9 . استخدامات الليزر فى التجميل 10 . علاج الحروق و ترميمها. 11 . علاج التشوهات الولادية. المهمة الأساسية لجراح التجميل هى استعادة التناسق و التوازن لجزء من أجزاء الجسم عن طريق ظهور مقاييس الجمال لهذا الجزء، فجراح التجميل الماهر هو الذى يجرى الجراحة بدون مبالغة فى الإصلاح وبدون أن يلاحظ المحيطون بالمريض أية تغير... نساء يلجأن للقروض البنكية من أجل عمليات التجميل... لم يعد اللجوء الى الابناك من أجل قرض يقتصر فقط على اقتناء أثاث للمنزل أو شراء سيارة وغيرها من الأسباب التي تدفع كثيرين إلى ذلك، بل أصبح الإقبال عليه من أجل إجراء عملية تجميل للأنف أو تكبير الثديين أو نفخ الشفتين أو شفط الدهون . وأمام الرغبة الملحة في إحداث تغييرات على مستوى الوجه والجسد والتماهي مع عدد من النجمات اللواتي تملأ صورهن أغلفة المجلات، بعد استعانتهن بمشارط أخصائيي التجميل وحقن البوطوكس وكميات من السيليكون لحشو الأثداء والمؤخرات بها، باتت، أخيرا، كثير من النساء في المغرب يقبلن عليها بحثا عن مظهر خارجي يتماشى ومعايير الجمال المتعارف عليها. وفي الوقت الذي اقتصر إجراء عمليات التجميل في السابق على الفئة الميسورة في المغرب، أصبح عدد من المنتمين إلى الطبقة المتوسطة يقبلون على هذه الأنواع من العمليات، حتى وإن تطلب الأمر دفع تكلفة عملية تكبير الثديين على أقساط شهرية لأزيد من ثلاث سنوات. بالإضافة إلى ذلك، يقترح بعض أخصائيي جراحات التجميل تسهيلات في الأداء تشجيعا للراغبات في التغيير والتخلص من كل آثار الترهل أو كل ما يعتبرنه عيبا خلقيا في حاجة ملحة إلى التجميل أو التقويم نتيجة التعرض إلى حوادث معينة أدت إلى تشوهات. ومن أكثر العمليات التجميلية التي تلقى إقبال شريحة واسعة من النساء من شتى المراحل العمرية تكبير الثديين والمؤخرات، إذ تطلب الزبونات الحصول على نتائج محددة على غرار ما خضعت له عدد من النجمات اللواتي أجرين عمليات مختلفة ، ومثلما ترغب النساء في إحداث تغييرات على مستوى الأنف أو الفم أو الجفون، فإن بعض الرجال يقبلون على عمليات التجميل للتخلص من الجيوب المحيطة بالعينين وشد الوجه للظهور أكثر شبابا ومحاربة الصلع أخطاء طبية في عمليات التجميل قد تؤدي الى الموت أحيانا... خلفت وفاة الشابة المغربية وفاء العسلي ذات ال22 عاما موجة جدل واسعة،في صفوف الأقارب والأحباب إثر وفاتها عقب عمليات التجميل بعد أن راحت الفتاة الجميلة أصلا ضحية جرعة زائدة للتخدير داخل مصحة خاصة للتجميل في مدينة الدارالبيضاء،حيث كانت تخضع لإجراء عملية تعديل بسيطة في الأنف. و انتقد أخصائيون مغاربة في جراحة التجميل والتقويم تعاطي أطباء غير مختصين في هذا المجال الذي يتطلب كفاءة ودقة لا يتوفرون عليهما، ما تسبب في وفاة وفاء وهي في عز الشباب. واستنكر أطباء الجمعية المغربية لجراحة التجميل ما تعرض له بعض طالبي الرشاقة والتجميل خاصة النساء منهم، من مضاعفات صحية ونفسية تكون خطيرة أحيانا بسبب أخطاء مهنية ارتكبها أطباء غير مختصين في الجراحة التجميلية والتقويمية « . ويتردد بعض ضحايا عمليات الجراحة التجميلية والتقويمية بالمغرب في رفع قضايا على أطبائهم بدافع الإحراج الذي يشعرون به ، أو بسبب طابع السرية أحيانا عند البعض الآخر، فيما يصر آخرون على رفع قضايا أمام المحاكم لجبر الضرر النفسي والمادي الذي لحقهم جراء اتباعهم خيط «الأمل» في الحصول على جسد جديد وجميل. وتعد حالة وفاء عسلي، الضحية الثانية لعمليات الجراحة التجميلية بالمغرب، والتي شابتها أخطاء جسيمة أودت بحياتها بسبب حقنة تخدير زائدة قُبيل الشروع في العملية الجراحية، لتُضاف إلى شابة أخرى تدعى كريمة لم تحقق أمنيتها في شفط الدهون ببطنها، وتوفيت في عيادة مختصة في الأمراض الجلدية والتناسلية، وليس في عيادة مختصة في الجراحة التجميلية والتقويمية. وفي حالتي وفاء وكريمة، قررت أسرتاهما مقاضاة الأطباء المشرفين على تلك العمليات التجميلية أمام المحاكم رغم نفي هؤلاء للمسؤولية ومحاولة تحميلها لعوامل أخرى، من قبيل تناول الضحية لأدوية معينة قبل إجراء العملية مما يعرضها لمخاطر محدقة بحياتها. وهناك حالات كثيرة أخرى لضحايا عمليات تجميل خاطئة لم تصل إلى حد الوفاة، ولكن تعرضت لتشوهات أو لندوب غائرة في المناطق التي خضعت للجراحة، خاصة في مناطق البطن والصدر والأرداف والوجه خاصة الشفتين والأنف وجفون العينين. وفي هذه الحالات، يتردد بعض طالبي التجميل في متابعة الطبيب المشرف بسبب خشيتهم من الوقوع في الحرج أمام المجتمع ومحيطهم القريب، أو بسبب طابع الكتمان الذي أجروا فيه عملية التجميل. وقد سبق أن ندد أخصائي التجميل بسلوكيات بعض العيادات التي تتجرأ على إجراء بعض عمليات التجميل من قبيل شفط الدهون أو تغيير شكل الأنف والشفتين، بنهج أسلوب إغراء الزبائن، خاصة النساء، من خلال عرض صور فنانات جميلات عليهن قصد اختيار نموذج الرشاقة والأنوثة الفياضة. وبدوره حذر الدكتور فهد بنسليمان، أخصائي في جراحة التجميل وعضو الجمعية المغربية لجراحة التجميل، من وقوع بعض الراغبين في الجمال والتقويم الجسدي ضحية النصب والاحتيال من لدن أطباء دخلاء على المهنة وعيادات لا تشتغل ضمن هذا الاختصاص. وشدد بنسليمان على ضرورة أن يأخذ المريض حذره وأن يسأل عن الأخصائي الذي يمتلك تجربة ولديه تمرس مهني في ميدان الجراحة التجميلية، مردفا أن هناك من الأطباء من يدعي أنه اختصاصي في هذا الباب لكنه لا يتوفر على الكفاءة اللازمة لممارسة جراحة التجميل. وأوضح الأخصائي بأن الجراحة التجميلية صارت محط جذب لمحتالين من الأطباء غير المؤهلين أو المتخصصين يشتغلون بأدوات رخيصة الثمن تأتي من الصين، الأمر الذي قد يخلق تداعيات وتأثيرات غير متوقعة على صحة المريض وجسده ونفسيته.