في خلوة كفلوات بني يعرب ؛ مشرد أمشي بلا ظلال. أجوف مثل فراغات الأصفار. مفلس كأوكار الأطيار في غرة الخريف. مشرد أمشي. أرنو إلى الأفق اللصيق بالسماء. لا أزهار تفتقت منذ أزمان، والمنافي تتبدى مديدة. لا لحن شجن دوى من قيتارة، أو من كمان. لا أشعار، لا فراشات، في خارطة القفار، إلا طيف ليلى، يساورني كهزار الربيع الذي ولى. تستبد بي السؤالات. تعضني بأنياب ذئب ساغب كأنني على تلة الأكروبول. مشرد أمشي بدون جوابات تسليني. تائها من وجد ليلى على مدار السنة. ضليلا حتى خاصمت الفصول، فخاصمتني، ولم أنتصر عدا للخريف، حيث الأشباح في جوف الليل، تتخفى بسدوف مشققة كحقول ظمآى تطاردني، أنا الأعزل، في أدران حرب خاسرة. أحن إلى الياسمين، ولمضجع يضمني، لكن الأرض أمامي عارية إلا من عوسج، ومن شمس البراري، وطيف ليلى، وشعارات بائرة، مثل تفاحات مهترئة، لإخوة من هنا، كانوا قد عبروا، ورفاق من هناك، كانوا قد مروا، وما فضل غير السراب فصلا، وما تبقى غير أشباح، بالتاريخ قد كفروا، وأشباح، من القوم قد فروا.