الدوري الذي يوقظني من شرفة مأواي، أخلف الموعد هذا الصباح. والأوركيديات التي تعهدتها، ذبلت على حين غرة في عز الربيع. وطيوري المائية الحدباء، غادرت سمال أوقيانوس، كان بحار يصارعه بشراع بئيس، لما انقدفت في خضم سفريات بلا تأشيرة مرور، وصوب أحلام بدون نهايات. وحين حاوصت سمو السماء، دوى صدى الموج الغضوب على مكنسر الجلاميد، ليسكرني برهبة، تركتني شبحا أحاكي صورة الردى داخل مدفن منسي، أروض فيه ما استطعت عشيرة الحروف، فيترصدني الانهيار. وعندما يجن على ليلي، أبحر، وأنا على شاكلة محارة منخورة، وحدي داخل قبيلة الكلمات، فيستحيل عشق القريض في حلكة ليل عربي، أصر فيه على المعنى والرنْح يطاردني فأقرأ اللامعنى. ترهقني غصة السؤال. أتحسس اللاجدوى. يحيرني المآل، فأضمر مكرها صرخات تقفُّري. أنام على تساؤل يؤرقني، لأصحو على آخر يدوخني، فينز الجنون مدرارا، مثل سخونة محموم يجففني. وفي عز النهار، أنتظر المزيد، والأفق كظيم، لا يحمل لحن قيتارة، أو عبق ورد.