أغزل أشعار الغربة جرحا..و نزيفا.. آمل أن أبحر فيه إلى جزر النسيانِ و أسمع في وهج رحيلي موجا يعصف في أعماق الذكرى.. صدأت من هول نياب جوارحها تخدش صمت جوارحها.. و سحابا.. يتطاير حول جوانبه مثل فراش الليل جنون.. يتدفّق أحلاما حمقاء من عالم يأس منتحر بحبال العمرِ و أرضا تحبل عذراء بقبور البسمة في صحراء السر و في عبث الأحزانِ ! (2) أرنو أياما لي يندسّ بها سمّ الآلامِ لأشربها نخب النصر المزعوم و نخب سراب الأوهامِ إذا قمت أُحطمها ألفيت الساقي سيّافا في ثوب كفون بيضاء بلعاب كؤوس حمراء و حواليه ذئاب ترغو في أتربة سوداء تدنو كاظمة من ريبي فتلوّنه بدم الغدر و طيف شجون الإرغامِ (3) أشتاق إليها تلك الأحلام الشّفّافة في عمر صِبايْ أحضنها.. إن هبّت يوما طيف حنين يستلقي في روض طفولة زهر أو مرّت خاطرة بشرود الفكر تعيد منايْ.. و أناديها و أناجيها بذرة شِعر و غصون شموخ رغم الزمن القتّار و رغم أعادي الأشعار برغم رياح العصف تهب - بلا جدوى - كي تتعثّر نحو الآمال.. خُطايْ !! واهمة.. تعزف في غير النايْ !