انسل أول أمس الأحد بالمكتبة المتعددة الوسائط بالمعهد الفرنسي طيف شخصية كرتونية عربية لتتقاسم بحضورها اللحظات الفنية المتميزة لفعاليات على الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لسينما التحريك مكناس التي تتواصل فعالياتها بالعاصمة الإسماعيلية مكناس إلى الخامس والعشرين من الشهر الجاري. تنفض كنزة، هذه الشخصية اللا محدودة في المكان والزمان، غبار رفوف المكتبة المتعددة الوسائط بالمعهد الفرنسي وتتخلص من سكونها الأسطوري الذي عاشته أكثر من ألف ليلة بين دفتي كتب الأدب العربي حاملة جنسيات كل العالم لتختار لنفسها مكانا الى جانب لسان حالها المخرج التونسي الطيب جلولي. تتخذ كنزة لنفسها مكانا بين صحافيين المغاربة قدموا للتعرف على ملامحها وهي ما تزال في بدايات مشوارها تواصل المسير ورحلة ألف ميل رفقة مبدعها المخرج التونسي الطيب جلولي عضو لجنة تحكيم المهرجان أيضا، تصاحبه في هذا اللقاء شاردة تتلمس مقاسات توب فستانها الذهبي تبحث عن تمويل لإنهاء خياطته وترصيعه بخيط حرير من ضوء تصر ناظرها عبر العالم ويحولها إلى كنز لا ينضب. إن لاسم كنزة قصة، يقول المخرج التونسي الطيب جلولي، فقد تم اختياره، والأمر لن يكون صدفة، كونه أفرزته صناديق الاقتراع ربما لن يجازف أحدا بالقول انه أسلوب اختيار يعكس الانتعاشة الديمقراطية التي عرفتها تونس بعد ثورة في خضم ربيع عربي. إن كنزة، التي لن تكون إلا تلك المرأة حسنة النوايا، التي فرضت على مجموعة من مبدعي شريط التحريك المقبل «»كنزة وفستان الضوء» أن يدخلوا حلبة الانتخابات ليختاروا اسما من ذهب، أمر يؤكده المخرج التونسي الطيب جلولي ويقول « أفرزت مشاورات متعددة بين عدد من المبدعين المشاركين في بلورة فكرة الشريط التحريك عن اختيار بالانتخاب لاسم كنزة بعدما تم إقصاء مجموعة من الأسماء المقترحة». نجحت كنزة في الظفر بالاسم، وهو الأمر الذي أصبح حقيقة وخطوة أولى في رحلة الإلف ميل. لقد تحول أمر استكمال فستانها الذهبي إلى الشغل الشاغل للمخرج التونسي الطيب جلولي الذي لم يتردد في التعبير عن صعوبة إيجاد التمويل الكافي لإنهاء مقاسات الفستان واقتناء كل لوازمه لتحويلة من مشروع حلم الى واقع حقيقي، إن تكلفة «كنزة وفستان الضوء» تقارب مليون أورو لا يتوفر منها اليوم إلا النذر القليل الأمر الذي يفرض البحث عن مصادر متعددة للتمويل يقول الطيب جلولي. تنتظر «كنزة» أن يتحول «فستانها الضوئي» الى حقيقة فهي تؤمن كما المخرج التونسي الطيب جلولي وفريقه الفني والتقني أنها لن تكون في القادم من الأيام سوى إضافة إبداعية ذات قيمة معنوية لا تقدر بثمن لسينما التحريك في العالم بفضل قلم رصاص مبدعين يستثمرون الوقت وقدراتهم الرقمية ثلاثية الأبعاد لترصيع فستانها بجواهر فنية من ذهب. يساور الطيب جلولي «كنزة وفستان الضوء» حلم واحد هو أن ينهي انجاز الفيلم، كما أسر بذلك خلال لقاء صحفي جمعه مساء أول أمس بعدد من ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، بالموازاة مع استحضاره لمشاريع فنية موازية تتعلق بسلسلات تحريك تلفزيونية قيد التحقق هي الأخرى. ولدت كنزة قبل ثورة الياسمين، التي أطاحت بنظام زين العبدين بنعلي وكانت منطلقا لثوراث الربيع العربي عاشتها عدد من البلدان العربي فيما بعد وشكل فيها المغرب الاستثناء، ولدت وهي تصبو لمنحها فستانا ذهبيا أكثر إشراقة وغذ أفضل للمرأة التونسية خاصة ولكل النساء في كل زمان ومكان أيضا. ولم يرد المخرج التونسي الطيب جلولي أن يقحم الثورة التونسية، التي انتشر لهيبها في بلد الياسمين بعدما أضرم محمد بوعزيزي النار بجسده ردا على إدلاله من قبل شرطية، في مشروعه الفني «كنزة والفستان الذهبي، وقال وهو يرد على أسئلة يومية «الاتحاد الاشتراكي» إن «الشريط لن يستحضر الثورة التونسية لكونه مشروع رأى النور قبل اندلاع شرارتها الأولى» قبل أن يستطرد «لم أود الركوب على الأحداث التي عاشتها تونس قبل سنوات كما أنني لم أجد ضرورة لأقحم الثورة في متواليات أحداث الشريط أو أحدث تغيير في تركيبة السيناريو الأصلي». تستمتع «كنزة» لحديث مبدعها المخرج الطيب جلولي وهو يتحدث عن الاكراهات المادية والبشرية التي تأخر تحول فستانها الذهبي الى واقع وتشد بيدها على المجهود الذي يبذله وفريقه الفني والتقني من أجل ان يحقق حلمها في فرض ذاتها، إشارة منه أنه وهو يستحضر واقع كل نساء العالم والتونسيات، يروم من خلال «كنزة وفستانها الذهبي» أن يساهم إلى جانب تكريمهن في إبراز كفاحهن كما نساء العالم من أجل المساواة وضد العنف. لقد حول المخرج التونسي الطيب جلولي، شخصية «كنزة» المستوحاة من قصص «ألف ليلة وليلة» بالفعل كما أوضح، إلى سند لمقاربة موضوعة المرأة في كل ربوع العالم والتونسية خاصة. تعود «كنزة» إلى رفوف بالمكتبة المتعددة الوسائط بالمعهد الفرنسي لتستقر بين دفتي الإبداع العربي «ألف ليلة وليلة» وفي خلدها يترد صدى كلمات المخرج التونسي الطيب جلولي تترد في القاعة «إنني أريد أن أجعل من شريط التحريك «كنزة وفستانها الضوئي» قصة عالمية عابرة للقارات تشبه كل نساء في العالم وتتحدث كل ألسنتهن، في قالب إبداعي فني ثلاثي الأبعاد». ينسل طيف «كنزة» ومبدعها الخرج الطيب جلولي لتترك لعدد من الشباب المكان، ضمن فقرة «شاي منعنع» للقاء رجل قمة في التواضع والإبداع والحسن الفني والإنساني في الآن ذاته، المخرج الياباني إيساو تاكاهتا مبدع شريط حكاية «الأميرة كاغويا» وصاحب «مطر الذكريات» (دراما رومانسية) و « قبر اليراعات» (دراما حربية) و «جيراني من عائلة يامادا» (كوميديا)، لقاء شكل بالنسبة للحضور مناسبة لفتح نقاش تضمن أسئلة وانتقادات واستفسارات حول أعمال إيساو تاكاهتا التي ترشحت أعماله إيساو للعديد من الجوائز العالمية، وفازت بعدد منها في كبرى المهرجانات الدولية المخصصة للرسوم المتحركة أو غير المتحركة.» ويعتبر إيساو تاكاهاتا أحد أهم أستاذة سينما الرسوم المتحركة في اليابان، وهو في الثامنة والسبعين من عمره وفي رصيده العديد من الأفلام والمسلسلات على امتداد مسيرته الإبداعية، التي بدأها في مطلع الستينات بمسلسل رسوم متحركة تلفزيوني، واستمر إلى أن بلغ رصيده من الأفلام والمسلسلات، التي كثيرًا ما يكتب سيناريوهاتها بنفسه، ما يقارب أربعة وعشرين عملا. لقد سبقت «جلسة شاي مع المخرج الياباني إيساو تاكاهاتا، التي ميزت فعاليات اليوم الثالث من المهرجان الدولي لسينما التحريك مكناس، تنظيم «نزهة المهرجان»، «، في يوم ماطر، في اتجاه «فندق الحناء» داخل أسوار المدينة القديمة رفقة المخرج البرازيلي ألي أبرو، واحد من أبرز المخرجين العالميين الذين اشتغلوا في صناعة سينما التحريك، نزهة مكنته بالإضافة إلى اكتشاف مدينة مكناس القديمة أن يحول فضاءاتها بعينه المبدعة إلى مصدر الهام له قد تكون بعض من تجسيداته معالم إبداعه السينمائي المقبل. فقد كان المخرخ البرازيلي ألي أبرو رفقة محمد بيوض المدير الفني للمهرجان الدولي لسينما التحريك مكناس على موعد مع عدد من الأطفال لتقديم فيلمه السينمائي التحريكي «الطفل والعالم»، الذي أنجزته رفقة حوالي مائة مبدع من ضمنهم رسامون وموسيقيون وتطلب منه حوالي ثلاث سنوات من العمل المتواصل والذؤوب. وللإشارة يعرف المهرجان الدولي لسينما التحريك مكناس، الذي يعتبر الأول من نوعه على الصعيد الوطني والإفريقي والعربي ، حضور تجارب سينمائية عالمية لفيلم التحريك كما يواصل الاحتفاء بالتجربة الألمانية التي ستكون حاضرة خلال هذه الدورة من خلال عرض مجموعة من أفلام التحريك. وتعتبر سينما التحريك الألمانية من السينمات المبدعة و المتألقة على المستوى الأوروبي و العالمي أيضا، إذ يستضيف المهرجان سينمائيين معروفين راكموا تجارب عديدة على هذا المستوى، منهم السينمائي رايمون كروم الذي انجز معرض » لعب للخطوط و الأشكال« مع فيلموغرافيا استرجاعية لأشرطتهن وكذا المخرج اندرياس هيكاد الذي كان لجمهور المهرجان فرصة الاطلاع على بعض إبداعاته المتميزة من خلال بطاقة بيضاء مع ما ستركلاس كما كان لهم لقاءات فيلمية بانورامية المنتجة خلال العقدين الأخيرين. هذا، وقد تميز الحفل الافتتاحي لفعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان، بمنح جائزة «عائشة» الكبرى في محطتها التاسعة للشاب آدم بالعروشية طالب بمعهد الفنون الجميلة بتطوان، وهي جائزة تمنح لأحسن مشروع فيلم تحريك وتخصص لمواكبة الطاقات المغربية الفنية الشابة في هذا المجال . وضمت لجنة تحكيم هذه الجائزة كلا من جون بول كومين (فرنسا) والمخرج أبيل كوامي (الكوت ديفوار) والمخرج محمد عاشور (المغرب، كما أرخت تداعيات الهجوم الإرهابي الذي شهده متحف باردو بالعاصمة تونس خلال الأسبوع الماضي بظلالها على الدورة الرابعة عشرة لفعاليات المهرجان الدولي لسينما التحريك .فبحضور المخرج التونسي الطيب الجلولي، استحضر المدير العام للمعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب برنارد كوميلان هذا الاعتداء المسلح، منددا بقتل السياح الأجانب ببلد ثورة الياسمين، ومعلنا بتضامنه مع الشعب التونسي وعائلات ضحايا هذا الهجوم الذي أوقع 22 قتيلا وعدد من المصابين. ولم يفت أحد منظمي هذه المناسبة السينمائية الدولية محمد بيوض المدير الفني للمهرجان الدولي لسينما التحريك مكناس أيضا استحضار روح مصطفى ألاسان أب السينما النيجرية، صاحب أول فيلم في تاريخ السينما النيجيرية «أوري» وأيضا أول فيلم تحريك إفريقي «موت كاندجي» الذي غادر إلى دار البقاء الأسبوع الماضي عن سن يناهز 73 سنة. ولم تمنع لحظات الحزن هاته التي طفت مرحليا على فقرات فعاليات المهرجان الدولي لسينما التحريك مكناس، التي تميزت بكلمة ألان ميو، مدير المعهد الفرنسي بمكناس شدد فيها على أهمية هذه اللحظة الفنية ومساهمتها في الإشعاع الثقافي والفني بكل أشكاله الإبداعية بالمغرب، من أن تسود في قاعة العروض بالمعهد الفرنسي بالعاصمة الإسماعيلية الفرجة حملها معه بين يديه المخرج الياباني الشهير إيساو تاكاهتا، مبدع العديد من أفلام التحريك العالمية الشهيرة وأحد المؤسسين لاستوديوهات » غيبلي« المتخصصة، على شكل أميرة صغيرة. فقد انطلقت فقرات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لسينما التحريك (فيكام) الذي تنظمه (مؤسسة عائشة) بشراكة مع المعهد الفرنسي بمكناس، بعرض شريط حكاية «الأميرة كاغويا» لرجل قمة في التواضع والإبداع والحسن الفني والإنساني في الآن ذاته يزور العاصمة الإسماعيلية للمرة الثانية بعد مشاركته الأولى في الدورة التاسعة لهذا المهرجان، المخرج الياباني إيساو تاكاهتا. و استمتع جمهور هذا المهرجان، الذي يشكل نافذة لهواة سينما التحريك للانفتاح على العالم والتعرف على التجارب السينمائية الرائدة في هذا المجال، بحكاية «الأميرة كاغويا «، وهي حكاية رمزية يابانية من أقدم الحكايات الشعبية في الأدب الياباني التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي، وتستند في متواليات أحداثها إلى «حكاية قاطع الخيزران».