كشف المنظمون، في ندوة صحفية بالدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، أن المهرجان الذي تسهر على تنظيمه، منذ سنة 1993، مؤسسة "عائشة"، بشراكة مع المعهد الفرنسي، والعديد من المؤسسات العمومية والخاصة، سيسلط الضوء على سينما التحريك الألمانية، من خلال برمجة أفلام جديدة، وأخرى أنتجت خلال العقدين الأخيرين. وأوضح المدير الفني للمهرجان، محمد بيوض، أن الدورة 14 ستتميز بمشاركة سينمائيين من ألمانيا، منهم رايموند كروم، الذي سيقدم معرض لعب للخطوط والأشكال، ثم فيلموغرافيا استرجاعية لأشرطته، أما المخرج أندرياس هيكاد، فسيكتشف عشاق سينما التحريك عوالمه الفنية، من خلال "بطاقة بيضاء" و"ماستر كلاس". وسيعرض معهد سينما التحريك الألماني بانوراما الأفلام المنتجة خلال العقدين الأخيرين. وكشف بيوض أن الدورة 14 ستستضيف شخصية بارزة في سينما التحريك، ويتعلق الأمر بالمخرج الياباني الشهير إيساو تاكاهتا صاحب أفلام التحريك العالمية الشهيرة، المساهم في إنشاء استديوهات "غيبلي"، مشيرا إلى أن تاكاهتا سيعود إلى مكناس بعد أن افتتح "فيكام" سنة 2006، إذ سيقدم في افتتاح هذه الدورة العرض ما قبل الأول في المغرب لشريطه التحفة (حكاية الأميرة كاغويا). وأضاف بيوض أنه، بعد مشاركات متميزة لمخرجين عالميين أمثال ميشيل أوسلو، ألكسندر بيتروف، بيتر لورد، سيعيش جمهور المهرجان "لحظة معرفية استثنائية"، من خلال فقرة "ماستر كلاس" المخرج إيساو تاكاهتا، الذي سينشطه مؤرخ سينما التحريك إيلان نغيين. وبخصوص الحضور العربي والإفريقي لهذا المهرجان الرائد في إفريقيا والعالم العربي، أكد بيوض أن البعد العربي والإفريقي سيكون حاضرا، من خلال استضافة المخرج المصري أحمد نور وليلى التريكي، منتجة فيلم "موج"، الذي سيشاهده جمهور المهرجان، وهو وثائقي عن الشرارات الأولى للثورة المصرية في مدينة السويس، إضافة إلى مشاركة المخرج التونسي الطيب الجلولي، الذي سيكشف عن الصور الأولى لشريطه "كنزة وفستان الضوء" المقتبس من حكايات ألف ليلة وليلة. وأضاف أن المخرج الإيفواري أبيل كوامي سيقدم شريطه "سوندياتا كايتا" (استيقاظ الأسد)، الذي سيجول في شبكة المعاهد الفرنسية بالمغرب، ضمن سلسلة "فيكام" المغرب على اعتبار أن المهرجان أصبح محطة أساسية في البرمجة الثقافية لموسم فرنسا المغرب، للمعهد الفرنسي بالمغرب. وسيشهد المهرجان تنظيم مسابقتين دوليتين للفيلم القصير والفيلم الطويل، ستشرف عليهما لجنتا تحكيم مكونتان من متخصصين في سينما التحريك، بالإضافة إلى لجنة الشباب المكونة من تلاميذ مدينة مكناس. وفي إطار ترسيخ ثقافة الصورة عند الناشئة وتحفيز الهواة على دخول عالم الاحتراف، سيواصل المهرجان مواكبة الطاقات المغربية الفنية الشابة في مجال سينما التحريك، من خلال جائزة عائشة، التي تبلغ قيمتها المادية 50 ألف درهم، فضلا عن تنظيم خمس ورشات تكوينية سيستفيد منها أكثر من 80 طالبا ينتمون إلى معاهد عليا في الفن والسينما بالمغرب. وأبرز بيوض أن المهرجان سيواصل ترسيم أهدافه من خلال تقريب الجمهور المغربي من جديد سينما التحريك في العالم، ومواكبة وإبراز المواهب الشابة ومساعدتها على ولوج عوالم الصناعة السينمائية، وترسيخ مدينة مكناس كقبلة دولية لسينما التحريك، مشيرا إلى أن المهرجان أضحى موعدا سنويا قارا لدى الأطفال، كما صار موعدا، أيضا، للسينمائيين للمشاركة بأعمال فنية تراعي الحاجيات الفنية وأذواق الأطفال. ومن أجل إشعاع المهرجان، وتعميم ثقافة الصورة على الجميع، سيتواصل برنامج "فيكام" بتخصيص أسبوع لسينما التحريك المتنقلة بالبيضاء، وعبر شبكة المعاهد الفرنسية التي ستعتمد برمجة سينمائية متميزة.