اختتمت، مساء الأربعاء المنصرم بالمعهد الفرنسي بمكناس، فعاليات الدورة 13 للمهرجان الدولي لسينما التحريك، بتتويج فيلم التحريك الفرنسي "رسائل نسائية" لأوغوستو زانوفيلو بالجائزة الكبرى للمهرجان، التي شهدت تنافس 36 فيلما لسينما التحريك يمثلون 20 دولة. المخرج الفرنسي إيريك مونتشود رفقة الممثلة لطيفة أحرار منحت لجنة التحكيم، التي ترأسها الفرنسي سيرج برومبيرغ، وضمت في عضويتها لطيفة أحرار من المغرب، وغاستون كابوري من بوركينا فاصو، ودولفين نيكوليني من فرنسا، وريجينا بيسوا من البرتغال، جائزتها لفيلم "أودوغا" للمخرجة الروسية آنا بودانوفا، بينما نال فيلم التحري الكندي "جو دو لا نكونسيونت" للمخرج كريس لاندريث جائزة الجمهور. وفاز فيلم "لا بوتيت كاسرول داناطولي" للمخرج الفرنسي إيريك مونتشود بجائزة أحسن فيلم تحريك فرانكفوني قصير، وعادت الجائزة الخاصة بأحسن شريط مدرسي لفيلم "دو بلومز" للطالبة اليابانية أيازا كوجينوما. وتميزت فعاليات الدورة 13 للمهرجان، التي نظمت من 21 إلى 26 مارس الجاري، بعرض أفلام جديدة لرواد سينما التحريك في العالم لأول مرة بتقنية الأبعاد الثلاثة. وسلط المهرجان، الذي تسهر على تنظيمه، منذ سنة 1993 مؤسسة "عائشة"، بشراكة مع المعهد الفرنسي والعديد من المؤسسات العمومية والخاصة، الضوء على سينما التحريك الكندية، من خلال برمجة أفلام جديدة جرى عرضها لأول مرة بتقنية ثلاثية الأبعاد بمسرح المعهد الفرنسي. وأوضح المدير الفني للمهرجان، محمد بيوض، أن الدورة الثالثة عشرة كرمت شخصية بارزة في سينما التحريك الكندية الراحل نورمان ماك لارين بمناسبة الذكرى المائوية لميلاده، من خلال عرض فيلم قصير لهذا الاسم السينمائي اللامع في بداية كل حصة، فضلا عن برمجة ورشات تكوينية للتعريف والتحسيس بمختلف تقنيات التحريك التي اشتغل بها هذا الرائد السينمائي العالمي، مضيفا أن الوكالة الوطنية للأفلام بكندا، التي تعد من أكبر مختبرات الإبداع السينمائي في العالم، كانت حاضرة لتقديم إبداعات مهمة لمنتجين في سينما المؤلف للتحريك. وشهد برنامج المهرجان، الذي يعد الأول من نوعه في إفريقيا والمغرب العربي، حسب بيوض، تقديم المنتجة المنفذة بالوكالة الوطنية للأفلام بكندا، جولي روي، برنامجا من الأفلام مخصصة لمكانة المرأة في سينما التحريك، كما اقترحت الخزانة السينمائية الكندية والمخرج المتميز ستيفن ولشن، سفرا فنيا في أجواء سينما التحريك التجريبية الكندية. وأكد بيوض أن المهرجان، واصل في هذه الدورة ترسيم أهدافه، من خلال تقريب الجمهور المغربي من جديد سينما التحريك في العالم، ومواكبة وإبراز المواهب الشابة ومساعدتها على ولوج عوالم الصناعة السينمائية، وترسيخ مدينة مكناس كقبلة دولية لسينما التحريك. ويشجع المهرجان الوسط الاحترافي الدولي بتنظيمه للمرة الخامسة المسابقة الدولية لأفلام التحريك القصيرة، فضلا عن إطلاق الدورة الأولى من المسابقة الدولية لأفلام التحريك الطويلة. وأشار بيوض إلى أن المهرجان أضحى موعدا سنويا قارا لدى الأطفال، كما صار موعدا، أيضا، للسينمائيين للمشاركة بأعمال فنية تراعي الحاجيات الفنية وأذواق الأطفال. وفي إطار ترسيخ ثقافة الصورة عند الناشئة وتحفيز الهواة على دخول عالم الاحتراف، استضافت الدورة الثالثة عشرة من المهرجان "ماستر كلاس" أسطورة حية في سينما التحريك، ويتعلق الأمر بالمخرج في استديوهات ديزني الشهيرة، إيريك غولدبيرغ، الذي دعا الجهور في حفل الاختتام لسفر بالصوت والموسيقى في تاريخ سينما التحريك. كما استضاف المهرجان العديد من الفنانين والمهنيين، الذين شاركوا الجمهور متعة المشاهدة السينمائية.