حين أعلن احمد لحليمي، المندوب السامي للتخطيط، عن عدد سكان المغرب الذي وصل إلى 33.848.242 نسمة، تفاجأ البعض بهذا العدد، وتناثرت التعليقات على شبكات التواصل والانتقادات المشوبة بنوع من السخرية، معتبرة أن عدد المغاربة أكثر بكثير مما جاء في إحصاء السكان والسكنى لسنة 2014 الذي قامت به المندوبية السامية للتخطيط. لكن أحمد لحليمي مساء أمس في لقاء صحفي، عقد من أجل تقديم النتائج الأولية للإحصاء العام للسكان، قال «لا يجب التشكيك في نتائج هذا الإحصاء، كما أن تاريخ الإحصاء بالمغرب لم يعرف أي نوع من التشكيك في العدد، كما أن تطور سكان المغرب ينبني على معطيات ديموغرافية دقيقة وعلمية، كانخفاض نسبة الزواج بالمغرب، وبالتالي انخفاض عدد الأسر، فضلا عن عدم تكاثر الولادات لدى الأسر». وكشف لحليمي في نفس اللقاء أن عدد السكان القانونيين للمملكة قد بلغ في فاتح شتنبر 2014 ، 33.848.242 نسمة، منهم 33.762.036 مغربي ومغربية و 86.206 أجانب، فيما بلغ عدد الأسر 7.313.806 أسرة. و أضاف أنه بالمقارنة مع الإحصاء العام للسكنى والسكان لسنة 2004 ، فإن عدد السكان بالمملكة قد عرف زيادة بلغت 3 ملايين و 957 ألف نسمة وهو ما يعادل 13.2 في المائة، ويؤشر على معدل نمو ديموغرافي سنوي بلغ، خلال هذه الحقبة ، 1.25 في المائة مقابل 1.38 في المائة ما بين 1994 و 2004. وبخصوص التوزيع حسب الإقامة، فقد انتقل عدد السكان بالوسط الحضري من 16 مليونا و 464 ألفا إلى 20 مليونا و 432 ألف نسمة خلال الفترة ما بين 2004 و 2014، مسجلا بذلك معدل نمو ديمغرافي سنوي قدره 2.2 في المائة مقابل 2.1 خلال العشرية السابقة. ويعزى هذا الارتفاع في ساكنة الحضري، حسب معطيات الإحصاء، إلى النمو الديمغرافي الطبيعي من جهة والهجرة من المجال القروي من جهة أخرى، بالإضافة إلى خلق مراكز حضرية جديدة وكذلك توسع المدارات الحضرية للمدن، مما انعكس على انخفاض في ساكنة الوسط القروي التي عرف عددها الإجمالي تراجعا طفيفا مقارنة مع إحصاء 2004 حيث بلغت 13 مليونا و 415 نسمة في حين بلغت سنة 2004 ما عدده 13 مليونا و 427 ألف نسمة. من جهته أوضح مدير الإحصاء في نفس اللقاء الصحفي، انه بالنظر للتقسيم الجهوي الجديد إلى 12 جهة، فإن 70.2 في المائة من ساكنة المغرب تتمركز بخمس جهات تتجاوز ساكنة كل واحدة منها ثلاثة ملايين نسمة. وحسب وزنها الديمغرافي تأتي جهة الدارالبيضاء الكبرى سطات في المرتبة الأولى بعدد بلغ 6 ملايين و 862 ألف نسمة وبنسبة 20.3 في المائة، تليها جهة الرباطسلاالقنيطرة بعدد بلغ 4 ملايين و 581 ألف نسمة وبنسبة 13.5 في المائة، ثم جهة مراكش أسفي بعدد بلغ 4 ملايين و 521 ألف نسمة وبنسبة 13.4 في المائة، ثم جهة فاسمكناس التي وصل عددها إلى 4 ملايين و 237 ألف نسمة وبنسبة 12.5، بالإضافة جهة طنجةتطوانالحسيمة بعدد بلغ 3 ملايين و 557 ألف نسمة وبنسبة 10.5 في المائة، بينما تتوزع الأعداد الباقية على مختلف جهات المملكة بنسبة متفاوتة تتراوح ما بين 7.9 بجهة سوس ماسة و 0.4 في المائة بجهة الداخلة وادي الذهب. ويذكر أن هذا الإحصاء قد أشرف عليه به 73.398 مشاركا من أصل منهم 1.382 مشرفا جماعيا و 18.391 مراقبا و53.376 باحثا، في الوقت الذي كان قد ترشح لهذه العملية 173.000 مرشح.