أكدت مصادر قريبة من تطورات «قضية» مسجد الشهداء بالدارالبيضاء، التي دخلت ردهات المحاكم قبل حوالي شهرين، أن اجتماعات عقدت بين مسؤولي مديرية المساجد التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط ، في الأيام الأخيرة ، والمقاول الذي أوكلت له مهمة إنجاز ورش الاصلاح والترميم، من أجل الوصول إلى صيغة «توافقية» تعبّد الطريق أمام حل نهائي لاستئناف الأشغال المتعثرة، على أمل إعادة فتح المسجد في وجه المصلين بعد أن حرموا من الصلاة به منذ إغلاق أبوابه في 26 أكتوبر 2013. هذا وقد حضر وزير الأوقاف ، قبل أسبوعين، لتشييع جنازة، بعدما تمت الصلاة عليها بمسجد التيسير2، وعاين آثارالأشغال المتوقفة وأبواب المسجد المغلقة، كما أوضحت المصادر ذاتها أنه تمت مراسلة رئيس الحكومة، قبل أسبوعين، «من أجل أن يتدخل لدى الوزارة الوصية لإنهاء المشكل القائم بين المقاول والمديرية المكلفة بالمساجد ، وذلك حتى لا يُحرم مئات المصلين والمصليات ، من أبناء المنطقة المجاورة وغيرهم، من صلاة تراويح شهررمضان المقبل ، إن شاء الله ، بين رحابه». وفي السياق ذاته، عبر للجريدة العديد من قاطني أحياء الجوار، ممن اعتادوا إحياء ليالي الشهر الفضيل بهذا المسجد ( جمال، التيسير2 ، إقامة الفال ، عز الدين، مراد، أولاد هرس، لمياء، المسيرة وعادل...)، عن أملهم الكبير في أن يوضع حدّ لهذا الملف الذي طال أكثر مما ينبغي ، وأن تستأنف أشغال الترميم في أقرب وقت، تفاديا لتكرار التعثر الذي لازم الأعمال غير المنتهية، مشيرين ، في الوقت ذاته ، إلى «أنه إذا ما استمر الوضع على ماهو عليه من ضبابية وعدم التحرك بالجدية التي تقتضيها «خدمة بيت الله» ، فإن السكان بصدد التفكير في إمكانية تنظيم وقفة احتجاجية ، خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك تعبيرا عن التذمر من هذا الاغلاق غير المقبول، علما بأن المقاول صرح للجريدة في اتصال هاتفي ، بأن إتمام الأشغال لن يستغرق أكثر من شهر إذا ما تم الوصول إلى حل. مع الإشارة إلى أن وضعية «الشهداء» الراهنة لا تنسجم والتوجيهات الملكية بشأن إيلاء العناية اللازمة للمساجد وإصلاح ما ينبغي إصلاحه دون تباطؤ أو تأخير، وذلك حِفظا لقدسيتها وتهييئا لأجواء السكينة والطمأنينة لقاصديها من «ضيوف الرحمان».