خلافا للوعود التي سبق أن أُعطيت من قبل مسؤول الشركة المكلفة بورش أشغال إصلاح مسجد الشهداء بالدارالبيضاء ، والتي نقلتها الجريدة في بداية شهر ماي الجاري ، والقاضية بفتح المسجد في وجه المصلين خلال الأسبوع الأول من يونيو القادم ، يتبين بالنظر للإيقاع البطيء لسير الأشغال الخاصة بترميم وإصلاح مختلف مرافق المسجد ، أن الموعد المتحدث عنه من الصعب احترامه بالجودة والإتقان المطلوبين ، يقول بعض أبناء المنطقة في اتصالهم بالجريدة ، مضيفين أن الباعث على هذا التشاؤم ، هو توقف الأشغال منذ أكثر من عشرة أيام... وضعٌ أفاض «كأس الصبر» لدى ساكنة حي جمال/الحي المحمدي، وكل مرتادي ورواد هذا المسجد الذي يعرف حضورا مكثفا للمصلين، خصوصا أثناء صلاتي الظهر والعصر عقب تشييع الجنائز، التي تدفن بمقبرة الشهداء، حيث أصبح هناك عائق وتأخير في عملية الدفن، بسبب عدم جاهزية المسجد لإقامة صلاة الجنازة بشكلها المعتاد . وقد صرح للجريدة ممثلو سكان حي جمال القريب من المسجد ، بأنهم بصدد التفكير «في إمكانية تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسبب هذا التماطل غير المقبول، وعدم التعاطي بالجدية اللازمة مع شؤون بيت من بيوت الله، حيث غياب المراقبة الصارمة لأشغال الورش، و القيام بزيارات للمسجد للوقوف على مستوى تقدم الإصلاحات وتقييم نوعيتها من طرف لجنة مديرية المساجد»، ، مشيرين إلى أن هذه الأخيرة «لاتجيب عن اتصالاتنا بها في أكثر من مناسبة، بعدما حولتنا إحدى الكاتبات أو الموظفات بالوزارة الوصية لمديرية المساجد... لكن دون جدوى»! وازداد غضب السكان / المصلين «بفعل اقتراب شهر رمضان الفضيل، دون أن تظهر بوادر الإطمئنان من خلال التعثرات التي تواكب أشغال الورش، حيث أن مجرد زيارة خاطفة للمكان تجعل المرء يقف على حقيقة مُرّة مفادها غياب الصرامة في تتبع أشغال الإصلاحات التي تخص مسجدا، شكل منذ سنوات، قِبْلة لمئات المصلين من ساكنة أحياء جمال، عزالدين ومراد وأولاد هرس وشارع الفوارات... وغيرهم من الذين تعودوا على أداء صلاة الجمعة في رحابه، إلى جانب صلاة التراويح خلال رمضان المبارك ». وفي السياق ذاته تساءل بعض ممثلي السكان عن الخطوات التي قام بها المجلس العلمي لعين السبع الحي المحمدي، بحكم النفوذ الترابي ، من أجل تحريك الأشغال ودفع الشركة المكلفة بها إلى الإسراع بعمليات الإنجاز تفاديا لأي تأخيرقد تكون له انعكاسات سلبية ! ووفق تصريحات المصادر ذاتها ، فإنه أصبح من المستعجل تدخل ممثلي الأوقاف بالمنطقة لدى الوزارة الوصية بالرباط لإتمام الإصلاحات في أقرب وقت ، مشيرين إلى «أن هذا التلكؤ يسير في الاتجاه المعاكس للتوجيهات السامية لجلالة الملك ، الذي أوصى، في أكثر من مناسبة، بضرورة إيلاء العناية اللائقة بمكانة وقدسية بيوت الله ، و الاهتمام بكل الفئات المنتمية للحقل الديني، كالقيمين الدينيين، والأئمة، والعمل على تحسين أوضاعهم الاجتماعية، حتى يتمكنوا من مواجهة مصاريف الحياة اليومية الباهظة، بعيدا عن كل مظاهر العُسر والحاجة ، وكل ما يخدش مكانتهم «الاعتبارية» في أذهان باقي المواطنين».