في ظل الغموض الذي يلف وضعية مسجد الشهداء بالدارالبيضاء، وبعد أن طال إغلاقه ب «هدف الإصلاح والترميم» لأزيد من سنة وثلاثة أشهر، ولتسليط الضوء على آخر التطورات، كان لنا اتصال بالمقاول المكلف بورش الإصلاح، الذي أشار في حديثه إلى أنه «بعد عقد لقاءات واجتماعات بمقر وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالرباط مع المسؤولين بمديرية المساجد، بشأن مآل مسجد الشهداء ، الذي لاتزال أبوابه مغلقة في وجه المصلين ، وذلك بحثا عن حل مناسب، يسهل مأمورية مقاولتنا من أجل استئناف الأشغال وإنهاء ما تبقى منها في أقرب وقت، ظلت الوزارة متشبثة بموقفها المتمثل في تغريم مقاولتنا بسبب التأخير»! هذا ويقدرالمبلغ الذي تطالب الوزارةُ المقاولةَ بأدائه كذعيرة عن «التأخير في الإنجاز» ب500.000,00 درهم (خمسون مليون سنتيم)، وبهذا الخصوص يقول المقاول: «قدمت عدة شروحات بشأن العراقيل التي اعترضت طريقنا، من ضمنها عدم وجود بعض المواد الخاصة بالإصلاحات، المنتفية بالسوق المغربية، حيث سبق أن طلبت من مسؤولي الوزارة تغيير النوع المطلوب، بعدما وجدت نوعاً يشبهه بالمغرب، لكن الوزارة أصرت على عدم تغييره ، وهو ما ساهم في حصول التأخير في إنجاز الاصلاحات والترميمات المطلوبة، الأمرالذي حتّم علينا انتظار التوصل بهذه «المادة» من خارج أرض الوطن». في السياق ذاته، أشارالمتحدث إلى عدم توصله بالسيولة المالية ، «كما هو معمول به قانونياً في مجال الصفقات الخاصة بأوراش الإصلاحات بين الأطراف المعنية»، موضحا عدم توصل المقاولة بأي مبلغ «إلا بعد مرور ثمانية أشهر». وأمام هذه الوضعية المقلقة، وفي ظل «عدم تواجد لغة الحوار يقول المقاول، في تصريحه للجريدة بحر الأسبوع الماضي في اتصال هاتفي قررت ترك كلمة الفصل للعدالة من خلال الملف المعروض على المحكمة...». هي، إذن، وضعية ملتبسة لا تدعو إلى التفاؤل، كيف لا والأمر يتعلق بمصير بيت من بيوت الله الذي مازالت أبوابه مغلقة في وجه أبناء حي جمال، التيسير 2، حي عز الدين، أولاد هرس، مراد، إقامات الفال... وكل مرتادي هذا المسجد من سكان الدارالبيضاء ، لدرجة أصبحت صلاة الجنائز تصلى على الجثامين بعيداً ثم يؤتى بها لمقبرة الشهداء قصد الدفن، في مشهد لا يليق ، يقول أحد أبناء المنطقة المجاورة للمسجد ، متسائلا عن أسباب هذا «البلوكاج» الذي يحول دون إتمام الأشغال المطلوبة ، والذي يطرح العديد من الأسئلة ، بالنظر إلى أنه يتزامن مع إعطاء تعليمات ملكية سامية لمسؤولي الأوقاف ، مركزيا ومحليا ، بهدف إيلاء العناية اللازمة للمساجد بما يحفظ لها قدسيتها وحرمتها، و توفير كل سبل الإطمئنان والسكينة بالنسبة لقاصديها من ضيوف «الرحمان» ، تعلق الأمر بإقامة الصلوات الخمس اليومية، أو صلاة التروايح ذات النفحات الاستثنائية خلال شهر رمضان الأبرك، والتي طالما شكل مسجد الشهداء، في السنوات الماضية، أثناءها، مقصدا لآلاف المصلين من مختلف أحياء العاصمة الاقتصادية ومن الضواحي . هذا وختم محدثنا من أبناء المنطقة القريبة من المسجد، كلامه بالأمنية التالية: «نتمنى من العلي القدير أن تنقشع هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن، وأن نستفيق مجددا على صوت المؤذن يرتفع عاليا للدعوة إلى «الصلاة والفلاح»، فقد اشتقنا له كثيرا».