في نهاية شهر شتنبر المنصرم ، صدر بلاغ للديوان الملكي ، مضمونه أن جلالة الملك محمد السادس، أمر بتشكيل لجنة دائمة تنكب على حالة المساجد المغلقة عبر تراب المملكة ، وذلك من أجل تحقيق جملة من الأهداف ، من بينها «اتخاذ التدابير اللازمة لبرمجة إعادة بناء أو إصلاح أو ترميم المساجد المغلقة وفتحها حسب الأولويات وداخل آجال معقولة...» . قرار ملكي أدخل السرور في قلوب سكان العديد من المناطق، التي تحتضن هذه العيّنة من المساجد المغلقة منذ مدة ، لهذا السبب أو ذاك ، من ضمنهم سكان أحياء جمال ، عز الدين ، التيسير II، أولاد هرس ... بالدارالبيضاء ، ومعهم المئات من مرتادي مسجد الشهداء ، الذي مرت سنة على إغلاقه ، بعد أن كانت أبوابه قد افتُتحت لأول مرة منذ ما يقرب من 34 سنة، عقب بنائه من طرف أحد المحسنين، وذلك من أجل إخضاعه للإصلاح، حيث كانت مصالح مديرية المساجد بوزارة الأوقاف بالرباط قد تكفلت بالعملية التي حددت مدتها، في البدء ، في أربعة أشهر! في سياق هذا المستجد الإيجابي ، إذن ، اتصل بنا عدد من أبناء الأحياء المجاورة سبق أن نقلنا صرخاتهم في مقالات سالفة ملتمسين أن تشمل «دائرة اهتمام» اللجنة المحدثة مسجد الشهداء في أفق احتضانه لضيوف الرحمان ، من جديد ، في أقرب المواعيد . هذا وتجدر الإشارة إلى أن أشغال الإصلاح والترميم تميزت بالمُراوحة بين التعثر والتوقف، مرّة قيل إن السبب هو عدم وجود بعض المواد المطلوبة داخل السوق المغربية، وبإلحاح الوزارة على نفس المادة، تم الانتظار لمدة ثلاثة أشهر، ومرة أخرى أُثير موضوع عدم توصل المقاول بمستحقاته الواجبة والقانونية، تماشيا مع ما هو متعارف عليه في عمليات العروض والطلبات الخاصة بمثل هذه الأوراش، تعلق الأمر بالجماعات المحلية أو العمالات أو باقي الإدارات، وبعد مرور ثمانية أشهر، تمت الاستجابة للمقاول الذي حصل على أول دفعة، بعدما صرف من ماله الخاص، حسب تصريح سابق للجريدة شهر يونيو الماضي مبلغ 200 مليون سنتيم .... استُؤنفت الأشغال خلال شهر رمضان، وأعطيت وعود بإمكانية افتتاح المسجد في موعد قريب، «ترجمه» السكان في العشر الأواخر من الشهر الفضيل ، لكن بعد مرور أيام فوجئ الجميع بتوقف الأشغال، التي كانت أصلا تسير سير السلحفاة ، ومنذ ذلك الحين ظلت عجلة العمل متوقفة عن الدوران ! تمت مراسلة الجهات المعنية التابعة للوزارة الوصية ، محليا ومركزيا ، قصد إيجاد حلول عملية وإنهاء فترة الانتظار التي طالت أكثر من اللازم ، وسُجل حضور لجنة من الوزارة إلى عين المكان، حيث طلب المقاول إعطاءه الإشارة بإتمام الأشغال في ظرف لا يتعدى الشهر، فوعدوه بالرد خلال الأيام الموالية...! لكن مرت أسابيع ومازال الانتظار سيد الموقف، ومازال السكان المجاورون يترقبون سماع الخبر «السار» بإعادة فتح المسجد! ومازالت الجنائز تشيّع، حيث يتم البحث عن أقرب مسجد لأداء صلاة الجنازة، قبل أن تُوارى جثامين المودعين لهذه الدنيا الفانية، الثرى بمقبرة الشهداء !؟ تُرى هل ، فعلا ، أضحى قريبا موعدُ إنهاءِ «مسلسل الانتظار هذا» ؟ يتساءل عدد من المصلين .