في سابقة عجيبة وغريبة، فضل أعضاء المكتب المسير لدار الطالب بأربعاء العونات إقليم سيدي بنور، عقد جمعه العام الانتخابي يوم الأحد 28 نونبر 2010، وهو اليوم الذي تم فيه تنظيم مسيرة الدفاع على مغربية الصحراء والتنديد بالاعلام الاسباني وبمواقف الحزب الشعبي الاسباني العدائية تجاه قضايانا المصيرية. إن اختيار تاريخ الجمع العام الانتخابي لدار الطالب بأربعاء العونات، لم يكن اختيارا اعتباطيا، إذا علمنا أن جل وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية كانت تعبئ عبر وصلاتها الاشهارية ومقالاتها التحليلية المواطنين للمشاركة بكثافة في المسيرة الوطنية المنظمة بمدينة الدارالبيضاء، فهل مسيرو دار الطالب لا يقرؤون الصحف ولا يشاهدون التلفاز أم أن الأمر لا يعنيهم، وأين كان ممثلوا السلطات المحلية الذين غابوا أصلا عن الجمع العام في شخص قائد المنطقة. إن الإصرار على عقد جمع عام انتخابي يوم المسيرة الوطنية، هو نابع عن إرادة إقصائية وتحكمية في مقاليد تسيير شؤون جمعية دار الطاب بأربعاء العونات، لعلم هؤلاء أن العديد من المنافسين لن يتمكنوا من الحضور لسبب بسيط أنهم سيفضلون تلبية نداء الواجب الوطني. وهكذا فضل منظموا الجمع العام المفبرك وبحضور بضعة أشخاص أغلبهم غير منخرطين تمرير نفس التركيبة وبالتالي إعادة انتاج نفس الأسماء المعلومة القادمة من المدن فقط لها الغرض، وبسرعة البرق وأمام أناس لا يحسنون سوى التصفيقات، يتم تمرير التقريرين الأدبي والمالي بنوع من الارتجالية المعهود ليتم اغتصاب مبدأ الديمقراطية، ولتظل حليمة على عادتها القديمة. وهكذا وبقدرة قادر وجد ساكنة العونات أمامهم مكتبا مسيرا رأسه في مدينة المحمدية وبطنه في الدارالبيضاء ومؤخرته في مدينة مراكش وأطرافه في خرسان، ولإضفاء طابع الشرعية عليه عقد أعضاؤه اجتماعا لهم يوم السبت 25 دجنبر 2010 لدر الرماد على العيون ووضع العربة أمام الحصان. إن مسيري الأمس واليوم لدار الطالب بأربعاء العونات هم نسخة طبقا للاصل مع فارق بسيط لمسيري دار الطالبة التي لازالت الأشغال لم تنته بها بعد ومتوقفة منذ مدة طويلة ولازالت أبوابها موصدة ومغلقة في وجه المستفيدات من خدماتها اللواتي يقطعن مسافات طويلة ذهابا وإيابا، بين بيوتهم ومدارسهم ومع ذلك نجد مكتبها لمسير على الأوراق فقط يتسلم مساعدات ومنحة سنوية من طرف مؤسسة التعاون الوطني ، وكأن الدار بها نزيلات والادارة تباشر مهامها اليومية وتشرف على تسيير شؤونها. إن المثير في هذه الأمور هو أن رئيس جمعية دار الطالب هو نفس الشخص الذي يشغل منصب أمين مال دار الطالبة وأمين مال دار الطالب هو رئيس جمعية دار الطالبة التي لازالت في طور البناء والقصة طويلة جدا... إن توزيع هذه الأدوار يتم مع كامل الأسف بشكل كاريكاتوري في مسرحية بئيسة تثير نوعا من الشفقة على مخرجيها. ليظل السؤال مطروحا على ممثلي السلطات المحلية بالإقليم حول مصداقية وقانونية هذا الجمع العام الانتخابي الذي غاب عنه جزء كبير من المتعاطفين مع دار الطالب فضلوا المشاركة في مسيرة وطنية من أجل القضية الوطنية