على غرار الجولات السابقة من اللقاءات الرسمية وغير الرسمية حول النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، لم يقدم وفد البوليساريو أي تصور أو مقترحات جديدة للدفع بهذه المحادثات في أفق الإعلان عن جولة خامسة وحاسمة من مفاوضات مانهاست ، المتوقفة منذ مارس 2008 ، بل إن تصريحات أعضاء الوفد بعد انتهاء الجولة الرابعة من المحادثات غير الرسمية، تؤكد أن آخر ما يشغل بالهم هو الدفع إلى الأمام بالمفاوضات في أفق الحل السياسي التفاوضي . وعلى عكس ذلك، كانت المقترحات التي تقدم بها المغرب بناءة ، وهو الذي كان سباقا إلى تشجيع الأممالمتحدة على إطلاق هذه المفاوضات سنة 2007 ، بعد تقديم مشروع الحكم الذاتي . وقد تجلت المقترحات التي تقدم بها المغرب خلال الجولة الأخيرة من المحادثات غير الرسمية أيام 16 ، 17 و18 دجنبر في موضوع الثروات الطبيعية بالمنطقة ، وتمثيلية السكان وضرورة تحمل الأطراف المعنية ، الجزائر بالخصوص، مسؤوليتها لحل هذا النزاع المفتعل. وكما جاء في تصريح وزير الخارجية ، الطيب الفاسي الفهري، فإن الانكباب على مناقشة هذه القضايا من شأنه إخراج المفاوضات من مأزقها الحالي ، عبر المقاربة الجديدة التي يتبناها المبعوث الشخصي كريستوفر روس ، حيث قال الفاسي الفهري إن المغرب على كامل الاستعداد لإعطاء فرصة جديدة للتقدم عبر هذه الفرص والاساليب المبتكرة، مشيرا الى بعض الامثلة كالحديث عن موضوع الثروات الطبيعية الحقيقية في المنطقة حتى يتبين الموضوع وتنكشف ألاعيب وأضاليل البوليساريو الذي يسعى لإيهام الرأي العام الدولي بأن المغرب يستغل تلك الثروات، ثم ما هي الوسائل المتاحة في نطاق المفاوضات للاستماع إلى من يمثل الساكنة الصحراوية، خصوصا وأن البوليساريو لاتمثل سكان الصحراء بل فقط إخواننا المحتجزين في المخيمات فوق التراب الجزائري، علاوة على من باستطاعته المساعدة في المفاوضات في إطار التوصل إلى حل يضمن احترام السيادة المغربية». البوليساريو، ومن ورائها الجزائر ، تظل متمسكة بمخطط جيمس بيكر الذي تجاوزه المنتظم الدولي بما في ذلك مجلس الأمن ، وهي تخشى التعمق في مناقشة هذه القضايا ، لأن ذلك سيكشف أن عصب خطابها التضليلي لا يستند إلى قاعدة صلبة ، سواء تعلق الأمر بثروات الصحراء أو تمثيلية الصحراويين ، ثم ، وهنا الأهم ، أكذوبة حياد الجزائر. وستكون للمبعوث الشخصي ، فرصتان ، في يناير ومارس للوقوف على حقيقة نوايا الطرف الآخر ، قبل انعقاد اجتماع مجلس الأمن في أواخر أبريل لمناقشة الملف .