تعقد النساء الاتحاديات اليوم مؤتمرهن الوطني السادس بالرباط والذي سيستمر إلى غاية يوم الأحد (19دجنبر) في ظل أوضاع سياسية عامة تتصدرها تطوارت الوحدة الترابية التي تتطلب من القطاع الحضور الفاعل واليقظ ،أيضا في ظل وضع نسائي مغربي عام تراجع موقعه في المشهد السياسي والمدني وأصاب مطالبه الجمود لعدم تجددها وإعادة صياغتها بالنظر إلى التحولات التي تشهدها البلاد، مما يطرح على نساء الاتحاد سؤال العودة إلى الواجهة بنفس القوة التي انبثق منها القطاع من رحم النضال السياسي الاتحادي الذي نحت مطالبه من خلال رؤية شمولية بأن تطوير المجتمع رهين بتطور المرأة ، وليقود القطاع مسيرة نساء المغرب ويعلن مطالبهن في وثيقة 1975التي تعتبر ثورة حقيقية جريئة ،شجاعة تعكس ريادة النساء الاتحاديات في النهوض بوضع المرأة المغربية في عز المضايقات والمحاكمات والقمع السياسي ، وهي الوثيقة التي تعد بمثابة أم المطالب والمرجع الأساس لكل التنظيمات والحركات والجمعيات و القاطرة التي قادت نضالات النساء. لكن بعد الانطلاقة القوية، لم يعد اليوم في صلب التطورات الكبرى التي شهدتها الساحة النسائية المغربية، مما يطرح معه السؤال وبقوة حول الأسباب التي جعلته يبتعد عن دور الريادة التي رسمها وشما على أجساد مناضلات ضحين بحياتهن من أجل أن تخرج نساء المغرب لدائرة الفعل جنبا لجنب مع الرجل بكرامة ودون تمييز . هل فعلا ،كما يقول المتتبعون للشأن السياسي ببلادنا، استكانت القطاعات النسائىة للأحزاب الوطنية وأصبحت مجرد رقم في معادلات سياسية حزبية، وتخلت عن دور المقترح والُمبادِر والفاعل داخل القطاع من أجل نزع مكتسبات أظهرت الاستحقاقات الماضية أنها لم تكن في مستوى انتظاراتهن، وهل أصبحت أنشطة القطاع مناسباتية تطفو فقط في الانتخابات؟ لماذا يغيب التنظيم النسائى عن التواصل بينه وبين المجتمع؟ ولماذا لم تعط لآلية الكوطا كتمييز إيجابي دلالة كافية، بما يؤثر في برامج الأجهزة الحزبية ويجعل القضية النسائية شأنا حزبيا. النساء الاتحاديات اليوم مطالبات في مؤتمرهن بنقد ذاتي جرئ، من أجل النهوض بقطاع يعد من أهم القطاعات في بلادنا، مثقلات بالالتزام بشرارات البداية المتوهجة نضالا وشرفا من خلال أرواح مناضلات اتحاديات عديدات أعطين شعبا بكامله أول درس في الشموخ والكرامة .