لم يجد رئيس اللجنة الجزائرية ل «ترقية» حقوق الإنسان فاروق قسنطيني من موضوع يحجب به الانتهاكات الواسعة التي تعرفها بلاده سوى المغرب. ولم تجد صحافة جارتنا في التقريرالسنوي لهذه الهيأة سوى بلادنا لتصب عليها المزيد من الحقد والضغينة . قال قسنطيني في تقريره إن المغرب يغرق الجزائر بالمخدرات كوسيلة حرب فتاكة، وفي ندوته الصحفية اعتبر أحداث العيون «إبادة» ، واستفاض في ترداد المصطلحات التي دأبت دبلوماسية الجزائر ووسائل الاعلام التابعة لها في تأثيث خطابها كلما سنحت أو افتعلت الفرصة للحديث عن المغرب. قسنطيني نسي أن الجزائر تعد اليوم ورشا كبيرا لانتهاكات حقوق الانسان، فهناك آلاف المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم بعد، معتقلون لاتتوفر لهم أدنى حقوق، وحركات احتجاجية في كل مدينة لأن بلد المليون برميل بترول يوميا لم يوفر لهم الشغل والسكن . وهناك رصاص يطلق كل يوم ليردي العشرات قتلى وجرحى، وهناك عمليات ضخمة لاختلاس للمال العام تقدر بالملايير، وتهريب للعملة الصعبة تحت غطاءات عدة ... قسنطيني بهروبه من الواقع المر لبلاده أصبح رئيس لجنة لتغطية واقع حقوق الانسان وليس ل«ترقيتها»، ولم يجد سوى المغرب لتبرير هذا الوضع.