تواصلت أشغال المؤتمر الوطني الثالث للفيدرالية الديمقراطية للشغل ببوزنيقة، وقد تميزت الجلسة الافتتاحية، مساء يوم الجمعة الماضي، بحضور وازن لمختلف التشكيلات السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية. كما حضر هذه الجلسة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وقيادة الاتحاد الاشتراكي، يتقدمهم الكاتب الأول عبد الواحد الراضي، وبنسعيد أيت إيدر، التهامي نعمان من قادة المقاومة، محمد بنحمو، بالإضافة الى العديد من الوجوه الوطنية، ومن قادة المقاومة وجيش التحرير. كما حضر مولى المهدي العلوي، ومؤسسو هذه المركزية النقابية، ومن الجانب الرسمي، حضر الوزراء والكتاب العامون للعديد من المؤسسات الذين لهم علاقة بالملف الاجتماعي، من بينهم سعد العلمي وزير تحديث القطاعات العامة وجمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني. الجلسة الافتتاحية التي سيرها عبد الحميد فاتحي، نائب الكاتب العام للفيدرالية، تطرق خلالها هذا الاخير الى القضية الوطنية، وما يحاك ضدها من دسائس من طرف خصوم المغرب ووحدته، سواء من طرف الجزائر أو من طرف الاعلام الإسباني المتطرف، مؤكداً أن المغرب بكل فئاته يقف اليوم ودائماً وقفة الوطن، مشدداً على أن المغرب لن يفرط في شبر من أرضه أو حفنة من ترابها من طنجة إلى الكويرة، كما ندد وشجب القرار المجحف الذي عبر عنه البرلمان الأوربي في حق قضتينا الوطنية. الجلسة الافتتاحية، عرفت رفع شعارات من طرف المؤتمرين، الذين نددوا بالمواقف المعادية للوحدة الترابية، وعلى رأسها الجزائر، وزعيم الحزب اليميني الإسباني أزنار. كما كانت المطالب الاجتماعية حاضرة بقوة في هذه الشعارات، حيث طالب المؤتمرون بالاستجابة للمطالب العادلة للطبقة العاملة. مطالب النقابة الديمقراطية للعدل، هي الأخرى كانت حاضرة في الشعارات التي رفعت في الجلسة الافتتاحية، إذ تم تجديد المطالبة بالاستجابة لمطالب هذه الفئة، وعلى رأسها إخراج نظام أساسي محفز. «المهدي بنبركة، عمر بنجلون، محمد عابد الجابري، عبد الكبير الخطيبي، محمد أركون هذا الجزائري الذي اختار أن يكون مغربياً، يقول فاتحي، وشهداء الوحدة الترابية، وكذلك إبراهام السرفاتي، وإدموند عمران لمليح، اللذين تصديا للصهيونية، وناصرا القضية الفلسطينية، كلها أسماء افتقدها المغرب والطبقة العاملة، حيث تم الترحم عليهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم. وقد تم عرض شريط مصور يؤرخ لمسار ونضالات الفيدرالية ويعرض بالتفاصيل، صوتا وصورة، مراحل التأسيس وتراكمات هذه المنظمة التي كانت بديلا حقيقيا في الساحة والجسم النقابي المغربي، واستطاعت أن تتمثل بفريق وازن ومهم شكل قوة اقتراحية وصوتاً مدافعاً عن الطبقة العاملة بمجلس المستشارين. التقريران الأدبي والمالي، حظيا بمناقشة مستفيضة من طرف المؤتمرات والمؤتمرين، حيث تواصل النقاش فيهما لوقت طويل. إذ تمت مناقشتهما طيلة يوم السبت، وقد تم التصويت عليهما مباشرة بعد ردود المكتب المركزي على كل الملاحظات التي أثيرت، كما تم تقديم التوضيحات اللازمة عن الأسئلة والتساؤلات التي أثارها المتدخلون المؤتمرون، لتتم المصادقة عليهما بالأغلبية المطلقة في الساعة الثالثة صباحاً من يوم أمس الأحد. بعدها تم تشكيل رئاسة المؤتمر التي تضم في عضويتها عبد المجيد بوبكري، عبد العزيز الرغيوي، عبد العزيز كدار، عائشة لبلق، توفيق مجدولين، عبد الرحيم لعبايد. كما تم الاتفاق على عبد العزيز الرغيوي ناطقا رسميا باسم المؤتمر. وتواصلت يوم أمس الأحد، أشغال المؤتمر من خلال اللجان الثلاث المكونة، حيث توقفت الأشغال في الساعة الحادية عشرة والنصف، ليجوب المؤتمرون والمؤتمرات ساحة مركز الشباب ببوزنيقة، احتجاجاً على المواقف المعادية ضد المصالح الوطنية للمغرب، وضداً على انزلاقات الاعلام الإسباني، ومعاداة الجزائر للوحدة الترابية، وكذلك ضد موقف البرلمان الأوربي. وتأتي هذه التظاهرة، دفاعاً عن وحدة البلاد واستجابة للنداء الوطني، وكتعبير عن المشاركة في المسيرة التي انطلقت بالدار البيضاء صباح يوم أمس الأحد.