لم يكتب للمركب الثقافي بحي الأمل بالادريسية أن يعرف إتمام الأشغال به رغم مرور أربع عشرة سنة على بداية الأشغال به، حيث يعتبر عميد المشاريع البطيئة بالدارالبيضاء، و يشهد على تعاقب خمسة عمال على مسؤولية عمالة الفداء وخمسة رؤساء بجماعة الادريسية. يرجع تاريخه لسنة 1996، حينما قام مجلس الادريسية آنذاك بطلب قرض من صندوق التجهيز الجماعي بلغت قيمته 32 مليون درهم، ولسوء الحظ، فإن الاجراءات المسطرية عرفت اختلالات كثيرة مما جعل الأشغال كل مرة تتوقف. وقد أدرجت نقطة المركب في عدة دورات لمجلس الادريسية 97/92، وحين مناقشتها كان يتغيب كل من له صلة بالمركب كالمقاول والمهندس والتقنيين. وقد حلت لجنة مركزية ووقفت على عدة اختلالات وطمس الملف، نظراً لكون عدة أطراف مسؤولة متورطة بشكل أو آخر، وطلب من المقاول إخلاء المركب واستؤنفت الأشغال من طرف ثلاث شركات التي فازت بالصفقات الثلاث لإتمام المشروع، واعتقد المستشارون آنذاك أن المركب سيدشن عند بداية مجلس المقاطعة 2003، إلا أن الجميع فوجيء أن مجلس جماعة الدارالبيضاء برمج اعتمادات إضافية لإتمام المركب رغم أن الصفقات الثلاث لإتمام المشروع أبرمت في فترة مجلس جماعة الادريسية. وقد فازت بها ثلاث شركات بقيمة 843 مليون سنتيم ، وهي صفقة الكهرباء الهاتف، عملية الكشف 198218640 سنتيما .وحصلت عليها شركة (ر...)، أما شركة (ز) فحصلت على صفقة التكييف الوقاية الترصيص الصرف الصحي رصد لها مبلغ مالي قدر ب 300827760 سنتيماً ، ثم شركة (س ) التي فازت بصفقة تصفية الأشغال التي رصد لها مبلغ 343,661550 سنتيماً (سبقت الإشارة إلى ذلك في أعداد سالفة) . وقد لاحظ كل المتتبعين للشأن المحلي أن جل العمال الذين تعاقبوا على مسؤولية عمالة الفداء، لم تشغلهم حالة المركب الثقافي، وما يعرفه من بطء في الإنجاز، ولا جمعيات المجتمع المدني حركت ساكناً! فهل من أذن صاغية لإخراج هذا المشروع من نومه العميق؟ كما يطرح السؤال: أين ذهبت اعتمادات الصفقات الثلاث؟