1926 ولد بمدينة الجديدة. "" 1986 انتقل للعيش بمدينة كرِست، في جنوب شرق فرنسا. 1970 درس الأدب المغاربي بجامعة لافال. 1961 انضم إلى اتحاد كتاب المغرب. 1973 جائزة إفريقيا المتوسطية على مجموع أعماله. 1981 جائزة الصداقة الفرنسية – العربية. 1982 جائزة «مونديللو» الإيطالية على ترجمته لكتاب مولد الفجر في إيطاليا. 1926 ولد بمدينة الجديدة. "" 1986 انتقل للعيش بمدينة كرِست، في جنوب شرق فرنسا. 1970 درس الأدب المغاربي بجامعة لافال. 1961 انضم إلى اتحاد كتاب المغرب. 1973 جائزة إفريقيا المتوسطية على مجموع أعماله. 1981 جائزة الصداقة الفرنسية – العربية. 1982 جائزة «مونديللو» الإيطالية على ترجمته لكتاب مولد الفجر في إيطاليا. 1926 ولد بمدينة الجديدة. "" 1986 انتقل للعيش بمدينة كرِست، في جنوب شرق فرنسا. 1970 درس الأدب المغاربي بجامعة لافال. 1961 انضم إلى اتحاد كتاب المغرب. 1973 جائزة إفريقيا المتوسطية على مجموع أعماله. 1981 جائزة الصداقة الفرنسية – العربية. 1982 جائزة «مونديللو» الإيطالية على ترجمته لكتاب مولد الفجر في إيطاليا. عندما سئل المفكر المغربي عبد الله العروي ذات مرة عن ازدواجية اللغة في الأدب، ولماذا يكتب بعض الأدباء المغاربة باللغة الفرنسية، أجاب بعبارات قليلة لكنها حكيمة قائلا: "المهم ألا نفكر فرنسيا". وادريس الشرايبي كان واحدا من هؤلاء الكتاب الذين رغم تشبثهم باللغة الفرنسية ظلوا لصيقين إلى حد الزهد بالهوية المغربية الأصيلة. معتبراً أنّ الكاتب عندما يلجأ إلى الإبداع باللغة الفرنسية، غير مدعو بالضرورة إلى تبنّي حمولتها التاريخية والقومية والإيديولوجية. في مثل هذا الشهر فاتح أبريل 2008، رحل عن عالمنا الكاتب والروائي المغربي الشهير إدريس الشرايبي، عن عمر يناهز الواحدة والثمانين بأحد مستشفيات باريس. وذلك بمدينة لادروم بالجنوب الغربي لفرنسا. من "الماضي البسيط" وبلغة موليير كانت بداية إدريس الشرايبي سنة 1954، عندما ألف أول رواية له، فاقترن اسمه بها خاصة وأنها أثارت عند صدورها نقاشا كبيرا نظرا للأفكار التي تناولتها والتي اعتبرت هجوما على الثقافة التقليدية المغربية. ولد إدريس الشرايبي بمدينة الجديدة سنة 1926، تابع تعليمه بثانوية ليوطي بالدارالبيضاء، ثم رحل سنة 1945 إلى فرنسا لمتابعة دراسته العليا في الكيمياء، حيث حصل على دبلوم مهندس في الكيمياء سنة 1950. ترك إدريس الشرايبي كل التركيبات الكيماوية جانبا، ودخل عالم الكتابة والتأليف وأصبح أحد أشهر رواد الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية، إلى جانب اشتغاله بالميدان الصحفي. انضم الشرايبي إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1961، وحصل على عدة جوائز نذكر منها: جائزة إفريقيا المتوسطية على مجموع مؤلفاته سنة 1973، جائزة الصداقة الفرنكوعربية سنة 1981 وجائزة "مونديلو" عن ترجمته لكتاب "مولد الفجر في إيطاليا". ألف إدريس الشرايبي الذي توفي أبريل 2007 ، عدة مؤلفات تتنوع بين الرواية والقصة القصيرة، وقد كان له أسلوب متميز في كتابة القصص البوليسية وفي انتقاده لأوضاع المجتمع، وقد ترجمت أغلب أعماله إلى عدة لغات عالمية. روايته الشهيرة Passé simple الصادرة لدى "دار غاليمار" عام 1954 ، أثارت زوابع كثيرة في فترة صعبة كان المغاربة يستعدّون خلالها للاستقلال ولطرد الاستعمار الفرنسي من بلادهم، إذ جاءت ضد الأفكار الجامدة والتقاليد المغربية المتجاوزة. اتهم المثقفون و"الوطنيون" المغاربة إدريس الشرايبي، حينذاك، بالخيانة، فيما تلقتها الأوساط الفرنسية بحفاوة لا تخلو من حذر كالذي يكنّه دائما ربان سفينة ما لراكب جديد ينحدر من شمال إفريقيا. إلا أن هذه الرواية ستجد بالتدريج مكانها في الازدحام الأدبي الفرنسي لتصنف كواحدة من الروايات المهمة في القرن الماضي. وضع الشرايبي قدمه في فرنسا عام 1946 لدراسة الكيمياء، ورغم تميزه في هذه الشعبة وتخرجه مهندساً كيميائياً، كان يرى أنها تبعده عن الروحيات، لذا غيّر طريقه بشكل فجائي ليشتغل في مهن لا علاقة لها بالكيمياء أو الهندسة، فكان مرة حمالاً ومرة حارسا ليليا وأخرى عاملا بسيطا، بل أمضى أيضا فترة في تدريس اللغة العربية. ربما المجال الوحيد الأقرب إلى الأدب الذي اشتغل به الشرايبي هو الصحافة والإعلام، حيث عمل منتجا في مكتب الإذاعة والتلفزيون الفرنسيين، وقام بتسيير برنامج Les dramatiques في قناة France culture مدة ثلاثين عاماً. ودرّس الأدب المغاربي عام 1970 في جامعة لافال بكندا. الكاتب الغزير بعد "الماضي البسيط" أصدر الشرايبي، غالبا عن "دار غاليمار"، عددا من الأعمال المهمة جعلته يتخذ موقعه كرائد بلا منازع للأدب المغربي المكتوب بالفرنسية: "الحمار" 1956، "من كل الآفاق" 1958، "الحشد" 1961، "انتقال مفتوح" 1962، "صديق سيأتي لرؤيتك" 1967، "الحضارة أمي" 1972، "موت في كندا" 1975، "تحقيق في البلاد" 1981، "أم الربيع" 1982، "رجل الكتاب" 1984، "مولد في الفجر" 1986، "المفتش علي" 1995، "المفتش علي وC.I.A" 1996، "قرأ، نظر، سمع" 1998، "العالم جانبا - سيرة ذاتية" 2001، "الرجل الذي جاء من الماضي" 2004، إضافة إلى رواية جديدة لم يتمكن من إنهائها، مستوحاة من الأحداث المؤلمة التي عاشها لبنان إبان الاعتداء الإسرائيلي، وتحديدا مجزرة قانا. قبل أشهر من وفاته، كان الشرايبي يشهد احتفالا أقيم من أجله في مدينة الجديدة، مسقطه، عبّر فيه عن سعادته وتأثره بالحفاوة التي تتسم بالبساطة و"غياب لغة الخشب وحضور المسحة الإنسانية المنبعثة من الإنسان تجاه أخيه الإنسان"، وأضاف مفسرا سبب سعادته: "لقد جئت لأعانق مجددا جذوري العميقة والأمكنة التي ولدت فيها وأمضيت طفولتي، والمحيط الأطلسي والعصافير التي ربما هي نفسها التي كانت قبل ثمانين سنة"، فيما سجل عبد الكبير الخطيبي خلال ذلك اللقاء أن رجوع الشرايبي من حين إلى آخر إلى الجديدة يعكس ارتباطا وجدانيا بالتاريخ والذاكرة، وتوقف أيضا عند التداخل الثقافي المثري للكاتب وبعض سمات أعماله السردية كالشخوص المفعمة بالحركية والجمل المتسمة بالسرعة والإيقاع. لم يكن على الإطلاق يسعى إلى الجوائز والمهرجانات والأمجاد المتوهمة بقدر ما كان يسعى إلى الأدب، إلى دفئه الذي يعتبر لكاتب في حجمه ومزاجه العزاء الوحيد والملاذ الذي يحمي العقل والروح من صقيع الحياة. كان الشرايبي يردد جملة أثيرة: "أنا كاتب شبح"، لذلك عاش بعيدا عن ضجيج المثقفين لكنه كان يقيم بالضرورة في عمق الثقافة، وإن ابتعد في أواخر حياته عن كل الأعمال والحياة الأدبية المشتركة معتزلاً ومتفرغاً للأدب في جزيرة ديو الفرنسية. عميد الأدباء، كان يقيم في مدينة كرِست الصغيرة، في جنوب شرق فرنسا، حيث يعيش منذ عام 1986 مع زوجته الأسكتلندية شينة ومع خمسة من أبناءه وبناته العشرة. الحيوي، الذي لا يقيم للتقاليد اعتبارًا، وذو النزعة المولعة بالإستفزاز والتحدي شكل مع زميله الطاهر بن جلون ثنائيا عربيا ممن يكتبون إبداعاتهم باللغة الفرنسية، حيث ذاعت شهرتهما في الأوساط الأدبية والثقافية على نحو واسع• "لقد كان معلِّمًا لنا جميعًا..." بهذا صرح الطاهر بن جلون للوكالة المغرب العربي للأنباء، مضيفًا: "لقد مهد إدريس الشرايبي الطريق، بتصميمٍ وشجاعةٍ، لعدة أجيالٍ من الكُتَّاب المغاربة"، وكان أكثر اتقانًا من أيِّ كاتبٍ آخر في وضع المرآة أمام المجتمع المغربي. الروائي العضوي لم يفارق إدريس الشرايبي حب التجربة، ابتداءً من الكيمياء التي استبدلها بعد التخرج بالأدب والصحافة حتى آخر أيامه (كتب إلى جانب ذلك على مدى ثلاثين عامًا تمثيليات إذاعيةً لإذاعةِ فرانس كولتور). وجعل موضوع نزاع الثقافات موضوعه الرئيس، وتناول الجدل بين الشرق والغرب، وبين التقليد والحداثة، وذلك في تركيبات متغيِّرة من كتاب إلى آخر. حيث عرض في رواية "الماضي البسيط" عام 1954 ، موضوع صراع الأجيال في الأدب المغاربي الناشئ في ذلك الحين، وفي عام 1955 ساهم في توطيد رواية المهجر عبر رواية "التيوس" Les Boucs التي تُظهِر بلا هوادة ظروف معيشة العمال المغاربيين البائسة، العمال المهاجرون إلى "البلد الأم" الفرنسية والمقيمين فيها، وفي عام 1972 غدا مع رواية "الحضارة، أمي!" La Civilisation, ma mère! طليعيَّ الحركة النسوية المغربية، وفي عاميّ 1967 و 1975 ، كتب روايتي "سيأتي صديق لرؤيتك" Un ami viendra vous voir و "موت في كندا" Mort au Canada وهي روايات تتناول العلاقات. علاقاتٌ لم يعد المغرب إطارًا مرجعيًا فيها، فكانت الأولى من نوعها على الإطلاق في تاريخ الأدب المغاربي آنئذ، كما أنها لا زالت نادرةً حتى اليوم. أخيرا وليس آخرًا، رسخ إدريس الشرايبي من خلال سلسلة "المفتش علي" ذاك النوع الأدبي المابعد استعماري، حيث لعب في السلسلة البوليسية على وتر الكليشيهات الغربية إزاء الشرق. وقد عرَفَ القُرَّاءُ شخصيةَ "علي" عبر "تحقيقات في الريف"، 1981 Une enquête au pays. ومثَّلَ علي شخصيّةً مغربيّةً غير أصيلة، عظيمة الولع بالمفاتن، وأخ لبيبه كارفالو Pepe Carvalho فاقد للمسلك السياسي الصحيح. وطور الشرايبي شخصية علي لتغدو أكثر الشخصيات المحببة لديه، والتي تقوم بأبحاثها في النقاط الجيواستراتيجية المشتعلة على الكرة الأرضية، فجاءت في انكلترا في رواية "المفتش علي في كلية الثالوث المقدس"، 1996 Inspektor Ali in Trinity College ، وفي الولاياتالمتحدة في "المفتش علي والاستخبارات المركزية الأمريكية"، 1997 L’Inspecteur Ali et la CIA، ووصل حتى إلى أفغانستان في "الإنسان القادم من الماضي"، 2004 L’Homme qui venait du passé، ويمتدح الشرايبي نفسه وروايته الأخيرة بقوله: "إنها رواية كوميدية رائعة تتناول العالم الإسلامي الراهن وتلك الحرب الزائفة التي ينخرط فيها ضد الغرب". وداعا أيها المفتش الكاتب الذي وصف نفسه دائمًا وبسرور ب"الكاتب الشَبَحْ" „écrivain fantôme“ مشيرًا إلى تاريخ ميلاده، الخامس عشر من يوليوز 1926 على أنه واهم بالفعل. وإذا شئنا الحديث بكلمات المفتش علي، جاء في إحدى أحاديث الكاتبة الألمانية ريغينا كايل-ساغافه، " فقد انسحب نهائيًا من قبضة المُشرِّح "المفتش الذكي". بيد أنَّ الكثير يشير إلى أنَّ الشبح لن يتركنا بهدوء بهذه السرعة". كانت جنازة الشرايبي استفتاء جديدا على أهمية الرجل التي اكتسبها من مسار أدبي زاهر، وعلاقاته الإنسانية الدافئة بكل الغاوين لالكتابة وعشاق الكلمة الحرة. وجاءت برقية التعزية التي بعتها الملك إلى أفراد أسرة الأديب والكاتب الراحل إدريس الشرايبي تكريسا لهذه الأهمية، حيث أكد الملك محمد السادس في هذه البرقية أن ادريس الشرايبي يعتبر "أحد رواد الفن الروائي في الأدب المغربي والمجيدين فيه، بلغة موليير، مما جعل إبداعه يندرج ضمن روائع الأدب العالمي، ليحظى بتقدير وإعجاب الأسرة الأدبية داخل الوطن وخارجه، ولدى كل من عرفوه عن كثب أو عن طريق إسهاماته الأدبية". اختار الكاتب المغربي الكبير إدريس الشرايبي أن تكون مدينة الدارالبيضاء مرقده الأخير، فقد أعلنت زوجته شينة الشرايبي، الأسكتلندية الجنسية، لوكالة الأنباء المغربية وفي حفل تكريمه، أن الشرايبي أوصى بمواراة جثمانه بالدارالبيضاء قرب والده" موضحة أنه "و في بلده الأصلي. الماضي البسيط رائعة الشرايبي التي أحرجت الوطنيين المغاربة رغم غزارة الإنتاج الذي طبع المسار الأدبي للكاتب المغربي ، إلا أن إدريس الشرايبي الذي قضى معظم حياته في الكتابة والسفر، اشتهر على الخصوص بروايته "الماضي البسيط". تطرح الرواية العديد من الأسئلة حول علاقة الأدب بالمجتمع ومدى خصوصية هذه العلاقة إن وجدت، وآثارها على المجتمع في تحولاته المختلفة وعلى الأدب في حد ذاته، حسبما يقول نورالدين محقق بجريدة "الحياة" اللندنية. صدرت الرواية في طبعتها الأولى عن دار دونوي الفرنسية سنة 1954 ، أي قبل سنتين من استقلال المغرب، وبما أنها انتقدت المجتمع المغربي آنذاك، باعتباره مجتمعاً تقليدياً تمنح فيه السلطة للرجل على المرأة وللأب على أبنائه بشكل كبير، من خلال وصف الكاتب لعائلة الحاج فردي التي قام بتشريح بنياتها في شكل مفصل ودقيق، إلى حد أن الرواية اعتبرت _بحسب النقاد _سيرة ذاتية للكاتب نفسه، أو على أقل تقدير تمتح من سيرته الذاتية الشيء الكثير، فإن الرواية لاقت معارضة شديدة من الوطنيين آنذاك، وتم انتقاد ما ورد فيها من أفكار عدم مراعاة الكاتب الوضع العام الذي كان يعيشه المغرب وقتئد. استطاعت الرواية - وفقا لنفس المصدر- أن تفرض نفسها بقوة ليس فقط على الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية فحسب، بل الفرنكوفوني والعالمي أيضاً، كما جعلت من كاتبها_ وهي روايته الأولى_ أحد مشاهير الكتابة الفرنكوفونية من جهة وأباً للكتابة المغربية باللغة الفرنسية من جهة أخرى.