التوابل («العطرية«» عموماً) تلازم وبشكل أساسي، ترتيبات عيد الأضحى الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام، بحيث لا يمكن الحديث عن عيد الأضحى بدون استحضار «عطرية» العيد.. وإذا كانت «العطرية» لها أهمية غذائية وصحية في تدبير أضحية العيد وغيرها، فإن حلول مثل هذه المناسبة، التي يكون فيها الإقبال بشكل استثنائي على التوابل من طرف المغاربة بمختلف شرائحهم، يطرح الأسئلة حول هذه المادة الغذائية التي ترتفع نسبة الإقبال عليها خلال عيد الأضحى وشهر رمضان إلى أكثر من 50%؟ مصادر عليمة أوضحت لنا في هذا السياق، أن 70% تقريبا من مادة «الكامون» التي تشهد إقبالاً كبيراً، يتم استيرادها من الخارج، فيما تصل النسبة تضيف إلى 100% فيما يتعلق بمادة «البزار»، لكن المهم هنا هو أن بعض اللوبيات التي تهيمن على جانب من جوانب التجارة في التوابل، تقوم بخلط كميات هامة من »الكمون« ب «المعدنوس» أو «القزبر»، كما أنها تعمل على خلط مادة «البزار» ب «لَمْحَمصَة»، والقيام بذات العملية بخصوص مادة «التحميرة» التي يضاف إليها الدقيق (الفورص). وأفادت المصادر، بأن اللافت في «تخليط» «التحميرة» هو أن المعنيين بهذا النوع من الغش يقومون في سعي منهم، لإكمال التحضير النهائي «للوجبة»، بإضافة صباغة الزرابي أو ما شابه بهدف تمكين «التحميرة» من لونها «الأصلي»، أي اللون الأحمر. وذكرت المصادر في الاتجاه ذاته، أن التدقيق في أسعار مادة «التحميرة» على الأقل، هنا وهناك في الدارالبيضاء وغيرها يثير أكثر من علامة استفهام، مشيراً إلى أن هناك «تحميرة» يحدد سعرها في حدود 34 درهما، وأخرى يتراوح ثمنها بين 12 و 16 درهما. وأضافت مصادر ذات صلة، أن «التحميرة» ذات السعر الأخير هي التي تخضع لعملية الغش عبر خلطها بالدقيق والصباغة.. وذكرت بأن سوق التوابل بالمغرب، يعرف رواجاً خلال عيد الأضحى يقدر بملايير السنتيمات، وأن مختلف التوابل يتم استيرادها تقريباً من الخارج، بيد أن تغيير طبيعة ونوعية وجودة كميات مهمة منها، هي من «صُنع مغربي».. وتساءلت في هذا الإطار عن دور سلطات المراقبة في تطويق الغش في التوابل الذي قد يكون لبعضه أضرار على صحة المواطن!؟