مع اقتراب عيد الأضحى الذي لم تعد تفصلنا عن موعده سوى أسبوعين، تتزايد انشغالات المغاربة، خاصة ذوي الدخل المحدود والفقراء والمعوزين حول كيفية تدبير الأضحية التي حولتها التقاليد والأعراف السائدة من سُنّة مؤكدة تجوز عند المقدرة إلى ضرورة حتمية. فأمام موجات الغلاء المتكرر الذي مس غالبية المواد الغذائية والخدمات الأساسية، لا يستبعد العديد من المواطنين، ارتفاع أثمنه الأضاحي بل إن بعضهم يشير إلى أنها لن تكون في متناول كل الفئات الاجتماعية. ورغم تطمينات بعض المعنيين الذين أكدوا أن سعر الأضحية سيكون ما بين 34 و38 درهما للكيلوغرام فيما يخص سلالات "تمحضيت" و"بني و كيل" التي تقبل عليها فئات واسعة من المغاربة من ذوي الدخل المحدود فيما أثمنه سلالة "السردي" فستتراوح ما بين 40 و46 درهما للكيلوغرام إلا أن المشكل عند المتضررين هو من سيحد من جشع الوسطاء أو ما يعرف ب"الشناقة" الذين يتناسلون بشكل مخيف مع اقتراب موعد عيد الأضحى، وهو ما يدفع بعض الكسابة إلى إخفاء مواشيهم الجاهزة للذبح، لا يعرضونها في الأسواق إلا في الأيام الأخيرة من موعد العيد، بدعوى أن الشناقة الذين يجنون إرباحا خيالية في الأيام القليلة الفاصلة عن موعد العيد والتي تتجاوز ما يحصل عليه الكسابة طوال السنة هم الذين يدفعونهم لفعل ذلك. ويحمل حماد العياشي (كسابة، بنواحي الصخيرات) المسؤولية للسلطات التي أرخت الحبل للشناقة الذين يتلاعبون بالأسعار "دون رقيب ولا حسيب". وقال محدثنا "لو أن السلطات المعنية تقوم بواجبها، وتتدخل لمنع هؤلاء الذين يمتصون جيوب المواطنين الضعفاء في مثل هذه المناسبات لتمكن كافة المغاربة من شراء أضاحيهم كل حسب إمكانياته، خاصة وان هذا العام يبشر بالخير"، فالأمطار الأخيرة يضيف وفرت الكلأ وشجعت بالتالي الكساب عموما على تجديد قطيعه بالبيع في مثل هذه المناسبة التي تتزامن أيضا مع موسم الحج الذي تكثر فيه الحفلات والولائم، وبالتالي فإن الكساب يغتنم فرصة العيد لتحسين دخله، خاصة في المناطق الرعوية، لبيع ماشيته بهدف الربح عكس ما يشاع انه يحتفظ بها، كما انه يغتنم الفرصة التي لا تتكرر إلا مرة في السنة لاسترجاع خسارته التي تكبدها طوال العام بعدما انخفاض مستوى استهلاك المغاربة للحوم الحمراء مقارنة مع السنوات الماضية بسبب الغلاء. ومن جهتها أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري أن الدراسة التي قامت بها بتنسيق مع المهنيين، بينت أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى المقبل كاف لسد الطلب من الأضاحي الذي يناهز هذه السنة5 ملايين رأس، منها 6 ر4 مليون رأس من الأغنام و400 ألف رأس من الماعز، موضحة أن العرض يقدر ب8 ر6 مليون رأس، من بينها3 ر4 مليون رأس من ذكور الأغنام و5 ر2 مليون رأس من الماعز وإناث الأغنام. وفيما يخص جودة الأضاحي، أكدت أنها "جيدة على العموم" رغم النتائج المتوسطة التي اتسم بها الموسم الفلاحي2007 -2008 والانعكاسات السلبية لارتفاع أثمان المواد العلفية في السوق العالمية. وبخصوص الحالة الصحية للقطيع، اعتبر المصدر ذاته" جيدة في جميع مناطق المملكة" قائلة إن مرض طاعون المجترات الصغيرة مؤخرا في بعض مناطق المملكة "لم يؤثر سلبا على الحالة الصحية للقطيع الوطني للأغنام والماعز"، وذلك بفضل القيام بحملة وطنية معممة لتلقيح الأغنام والماعز، وهي الحملة التي ماتزال مستمرة ومكنت من تلقيح أكثر من19 مليون رأس، مضيفة أن المصالح المختصة ستقوم بعمليات للمراقبة الصحية البيطرية بمختلف نقط البيع، وسيتم وضع مداومة بيطرية يوم عيد الأضحى.. وبالنسبة لأثمنة الأضاحي، أشار المصدر ذاته إلى أنها تخضع للعرض والطلب، وتختلف حسب الجودة والصنف وسن الأضحية وكذلك حسب المناطق ومكان البيع والفترة التي تفصلنا عن العيد.