أمام موجة الغلاء التي ألهبت جيوبهم بعدما مست مختلف المواد الغذائية والخدمات الأساسية خاصة في رمضان ، الذي تزامن هذه السنة أيضا مع متطلبات الدخول المدرسي فضلا عن مصاريف العيد، الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام معدودة. ففاتورة المواد الاستهلاكية الأساسية في رمضان أصبحت ثقيلة، وقائمة الأدوات المدرسية التي يحملها الأبناء هذه الأيام جعلت أوليائهم من ذوي الدخل المحدود، والعاطلين في موقف لا يحسدون عليه ، الأمر الذي دفع بالعديد من الأسر العاجزة عن استكمال قائمة الأدوات المدرسية لأبنائها الاستعانة بالسلف إن وجدوا من يستدين لهم أو بيع الأدوات المنزلية ومجوهرات الزوجات إن توفرت لتوفير مستلزمات تمدرس فلذات أكبادهم. وقد عبر العديد من أولياء أمورالتلاميذ عن استيائهم من عدم تحقيق طلب أبنائهم وتكملة القائمة الطويلة التي يفرضها الأساتذة خاصة مع البرنامج الجديد والذي ترافقه مصاريف أكثر من ذي قبل . وقال (ع .ب) أب لستة أطفال في طور التمدرس ، ويقطن بأحد أحياء الرباط ، إنه لا يحتمل فشله في توفير ما يحتاجه من الأدوات المدرسية بعدما عجز عن تدبير المصاريف بالاستدانة من الأقارب والمعارف، مضيفا انه كان يأمل أن يحظى ولو واحد من أبنائه بالاستفادة من " برنامج مليون محفظة" إلا انه تساءل محدثنا وعلامات الأسى بادية على وجهه عن المعايير التي تم اعتمادها في توزيع المليون محفظة، حيث لم تأت بالأهداف المتوخاة منها بعدما استفاد منها أبناء الأسر الميسورة بحكم حصرها في مناطق ومدارس معينة دون أخرى ، موضحا أن جل المدارس استفادت بنسبة مائة بالمائة من تلاميذها الذين تختلف حالتهم الاجتماعية من فقير إلى ميسور، داعيا الوزارة المعنية إلى الإسراع بتقييم العملية من حيث سلبياتها لتدارك الأخطاء التي شابتها حتى تتمكن جميع الأسر المحتاجة فقط من الاستفادة منها مستقبلا. في حين يقول (محمد.أ) مع غلاء المعيشة وعدم توفر المال الكافي لتلبية متطلبات الحياة اليومية أجدني أبذل المستحيل من أجل توفير لقمة العيش خاصة مع مصاريف الدخول المدرسي وشهر رمضان المعظم حيث بات من المستحيل التوفيق بين مصاريف البيت و إلزامية توفير مآزر وثياب وأدوات مدرسية لأبنائي فاضطر في نهاية المطاف إلى الاستدانة، بعدما بعدت كل ما يمكن أن يعينني من الأثاث على تدبير المصاريف . وفي السياق ذاته نرى أن البعض الآخر قد سلك أنجع السبل وأخفها تكلفة وفصل اقتناء بعض مستلزمات الدخول المدرسي لأطفاله المتمدرسين من "البال " من قبل الألبسة والمحافظ المدرسية المستعملة. وفيما زالت تتعالى أصوات المعوزين عبر ربوع المملكة بالاحتجاج من إقصاء أبنائهم من الاستفادة من برنامج " توزيع مليون محفظة" ، قامت جمعية" بروال للتنمية الاجتماعية الثقافية والبيئية" وجمعية "إغزار اوريري للتنمية الاجتماعية الشاملة" أول أمس بالناضور بتوزيع المحافظ والمقررات والوزرات المدرسية على تلاميذ مدرسة فرعية بروال التابعة لمجموعة مدارس ايت سيدال، في انتظار أن تتدارك الجهات المعنية أخطاء العملية حتى تتمكن جميع الأسر الفقيرة فقط من الاستفادة منها مستقبلا . [email protected]