1 شخصيا لا أجد أي فرق بين هويتي في الواقع وهويتي على الفايسبوك. فأنا مغربي عربي مسلم أينما كنت، سواء في المغرب أو خارجه، في الواقع أو في هذا العالم الذي نسميه ظلما وعدوانا بالافتراضي. فأنا كامل الإرادة والإدراك والوعي أينما كنت.. لست وجها هنا وقناعا هنالك أو العكس. لأنه في نهاية المطاف لا نعامل ولا نحاكم إلا على ذلك الوجه الذي نظهر به... وهنا تظهر مسؤوليتنا كاملة فيما نأتيه أو ما نمتنع عنه من أفعال. صحيح أن الأنترنيت بصفة عامة والفايسبوك على وجه الخصوص يتيح لمستعمليه مكنات متعددة وعوالم شاسعة غير محدودة، لكن السؤال الأهم الذي يتعين علينا أن نجيب عنه، هو هل مجرد استعمال وسيلة حديثة و متطورة من هذا النوع، كفيل بأن يمسخ هويتنا ويسلخنا عن جلدنا؟ 2 أولا أنا لست مهووسا بالنشر بالمواقع الإليكترونية. ولا أتنقل كنحلة من هذه الزهرة إلى تلك. ولا ألوم أحدا إن هو فعل... فقط أعتبر المسألة، مسألة رغبة ووقت وهدف. منذ أن بدأت النشر إليكترونيا سنة 2005 في موقع» دروب» وأنا أنشر هناك، اللهم إلاتلك الحوارات أو الملفات التي شاركت فيها، وتم نشرها من الآخرين بمواقع مختلفة.. وبكل صراحة ليس لدي من الوقت والجهد ما أضيعه في البحث عني بين مواقع لا عد ولا حصر لها .. أما بالنسبة للفايسبوك فأنا دخلته تلبية لطلب بعض الأصدقاء، وأيضا رغبة مني في التواصل الجميل مع أشباهي بكل مكان... وحتى الآن فأنا حديث العهد بهذا الفايسبوك... وكعادتي لا آخذ من الشيء إلا ما أنا في حاجة إليه... والذكاء فيما أعتقد هو أن تعرف كيف تتأقلم مع الأوضاع الجديدة التي تفرضها عليك الحياة وأن تظل سيد إرادتك. لذلك سأكون غبيا إن أنا أهدرت مكنة تحقق لي الحضور والمشاركة. 3 وأنا أسألكم ما الذي يتحقق للآخرين الذين هم من جنسيات مختلفة ولهم صفحاتهم بكل مكان بالأنترنيت؟ أعتقد أننا اليوم لسنا في المستوى الذي يسمح لنا بالتخندق والمواجهة، فالأمر يتجاوزنا بكثير... لكن الحائط الذي لا نستطيع تجاوزه لسنا مجبرين أن نظل ننطح رؤوسنا معه... فحكمة الماء تقتضي الدفع بحسب القوة في الاتجاه الأنسب للجريان. وأعتقد أن انخراط نخبتنا من المثقفين، والشعراء والكتاب والصحفيين والمفكرين في الأنترنيت عموما والفاسبوك على وجه الخصوص للتعبير على مستوى عال من الذكاء والقدرة على التأقلم ومسايرة منهم للعصر الذي يحيون فيه. 4 يقول فقهاء القانون:« ما يمكن توقعه يجب درؤه» وهذا القول معناه، أنه ما دام بإمكاننا أن نتوقع أن تضيع منا أفكارنا وإنتاجاتنا وإبداعاتنا وعلاقاتنا بين الفينة والأخرى، أو أن توظف ضدنا، فما الذي يمنعنا من اتخاذ ما يلزم من احتياطات لتفادي حدوث مثل هذا الأمر. فبمثل التخوف الذي جاء في سؤالكم تتم التخطيطات للمستقبل...بمعنى أننا مسؤولون عما نفعل ، وعلى كل واحد منا أن يعي هذه المسؤولية ويقدرها حق قدرها... فقطار هذا الزمان سريع ولا ينتظر أحدا. (*) روائي مغربي