قام والي جهة تادلة أزيلال مرفوقا بالعديد من المتدخلين والمعنيين من سلطات وجمعيات، بزيارة تفقدية إلى منطقة ايت حمو عبد السلام قيادة تاكزيرت دائرة القصيبة إقليمبني ملال، هذه المنطقة التي دمرتها فيضانات مارس 2010 ، خلفت خسائر كبيرة في الأرواح بلغت سبعة قتلى ثلاثة منهم من عائلة واحدة ،إضافة إلى تدمير 16 منزلا، منها 7 دمرتها الفيضانات تدميرا شاملا. إضافة إلى كون هذه الفيضانات المهولة كانت قد أجهزت على إحدى القناطر والسواقي وقنوات مياه الشرب، وقد كانت الجلاميد التي حطها السيل من أعالي منطقة شقوندة كافية لتحويل منطقة أيت حمو عبد السلام إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس، وحظي هذا الحدث المؤلم بتغطية إعلامية مفصلة من طرف جريدة الاتحاد الاشتراكي شهر مارس الماضي. كما تم إنجاز ملف من طرف الجريدة تم الاستماع من خلاله إلى عدة شهادات لعائلات الضحايا وبعض الناجين وأهاليهم والذين أجمعوا على ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ هذه المنطقة من ضياع محقق. كما تم نقل الأجواء العامة لهذه الفاجعة وملابساتها وتداعياتها السلبية على المنطقة وعلى الساكنة، تحركت على إثرها السلطات والعديد من الجمعيات آنذاك لتقديم المساعدات العاجلة والمؤقتة للمنكوبين وإغاثة العائلات التي بقيت بدون مأوى وتمكينها من بعض المساعدات الطفيفة وبعض الأغطية وإيوائها بمنازل لم تدمر. كما قامت السلطات آنذاك بعملية إحصاء لتحديد الخسائر في المنازل والبهائم والدواب والممتلكات ووضع خطة عمل للقيام بما يلزم لفائدة هؤلاء السكان. وقد شكلت زيارة الوالي والوفد المرافق له بتاريخ الجمعة 15 اكتوبر 2010 ، مناسبة للاستماع للعديد من التدخلات للجمعيات التي أكدت على ضرورة الإسراع بعملية الإعمار وتمكين الضحايا من المساعدات اللازمة لعودة الحياة لهذه المنطقة والتي كانت قبل نكبة الفيضانات منطقة متميزة بالخضرة وغنية بفلاحتها ورمزيتها الطبيعية والإنسانية الكبيرتين. ومن جهته أكد والي الجهة أن الطموح أقوى من تقديم المساعدات وإعادة بناء المنازل، ويتمثل في تحويل المنطقة إلى قرية نموذجية بكل المواصفات والمقاييس لما تزخر به من مؤهلات بشرية وطبيعية هامة تجعلها من القرى الرائدة بالإقليم وقادرة على الاستمرار في التنمية المستدامة وإنعاش فلاحتها وسياحتها وتطوير مواردها المائية والغابوية وجعلها أداة مساهمة في النهوض بالتنمية المحلية بالمنطقة. وهكذا فقد تعهدت جمعية المنعشين العقاريين ببني ملال ببناء 16 مسكنا بمواصفات متميزة وبمرافق تراعي الطبيعة الفلاحية للمستفيدين، حيث سيشمل هذا البناء بناء مساكن واسطبلات وفضاءات خضراء وحوضا مائيا بكل مسكن. كما تكلفت من جهتها ولاية جهة تادلة أزيلال ببناء مركب ثقافي وإنجاز مشروع البنية التحتية بشكل متكامل إضافة إلى بناء القنطرة التي تهدمت، وقد أكد الوالي أن الدراسة القائمة تروم بالأساس فتح المسالك والطرقات لفك العزلة عن المنطقة وجعلها منطقة جذابة ومنطقة نماء. فهل ستتحول «النكبة» إلى رافعة تنموية؟