حذر مسؤول كبير في الاممالمتحدة امام مجلس الامن الدولي أول أمس من انه بقي القليل من الوقت لاخراج المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين من مأزقها الحالي وتجنب اندلاع ازمة جديدة في الشرق الاوسط. وقال اوسكار فرنانديز تارانكو مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية « نحن في مأزق. الطرفان لم يلتقيا منذ 15 سبتمبر .. ، لكن لدينا نافذة قصيرة الامد وحاسمة لتجاوز المأزق الحالي». واكد تارانكو ان « جهودا دبلوماسية مكثفة تقوم بها الولاياتالمتحدة ويدعمها كل اعضاء اللجنة الرباعية تجري لخلق الظروف المواتية لمواصلة المفاوضات». ويرى تارانكو ان «هذه الجهود اصبحت اكثر صعوبة مع الضوء الاخضر الذي اعطته الحكومة الاسرائيلية في 14 اكتوبر لاستدراج عروض لبناء 238 وحدة سكنية في مستوطنتي راموت وبيسغات زئيف في القدسالشرقية, في مخالفة للقانون الدولي وتناقض مباشر مع جهود اللجنة الرباعية» التي تضم كلا من الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. واستؤنفت المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في 02 سبتمبر في واشنطن برعاية الولاياتالمتحدة, لكنها علقت من قبل الفلسطينيين بعد قرار اسرائيل عدم تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة عشرة اشهر انتهت في 26 سبتمبر. وقال المسؤول في الاممالمتحدة « نحتاج الى تقدم في الاسابيع المقبلة. الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ما زال يعتقد انه اذا اغلق باب السلام مجددا فسيكون من الصعب جدا اعادة فتحه» . وتحدث عن احتمال عقد اجتماع قريبا بين الولاياتالمتحدة وشركائها الدبلوماسيين على مستوى عال لاحياء المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال تارانكو «لا بديل عن حل تفاوضي نتيجته قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار ومستقلة تعيش الى جانب دولة اسرائيل بسلام وامان» . من جهته, اعترف مراقب فلسطين الدائم في الاممالمتحدة رياض منصور ان « وقف كل النشاطات الاستيطاينة الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية بما في ذلك القدسالشرقية, امر اساسي لاستئناف عملية ذات مصداقية» واعترف سفير اسرائيل في الاممالمتحدة ميرون ريوفين بانه «لا يمكن تحقيق السلام الا عبر مفاوضات مباشرة وتفاهمات بين الطرفين» . واعتبر ان « الاستيطان يشكل واحدة من المسائل العديدة التي يجب حلها عبر المفاوضات» . واكد ريزوفين ان «التاريخ اثبت لنا ان الاستيطان ليس عقبة على طريق السلام» . وكانت الولاياتالمتحدة طلبت من اسرائيل تمديد تجميد الاستيطان. وقد اكدت ممثلتها في مجلس الامن الدولي بروك اندرسن من جديد « خيبة امل» الاميركيين بعد الاعلان عن استدراج العروض الجديد في القدسالشرقية. وقالت المندوبة الاميركية ان هذا «مخالف لجهودنا من اجل استئناف المفاوضات» . وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الخميس عن تفاؤله بنجاح الجهود الاميركية الرامية الى اقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان لتحريك مفاوضات السلام. الا انه كرر في الوقت نفسه رفضه طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتراف القيادة الفلسطينية باسرائيل كدولة للشعب اليهودي مقابل تجميد الاستيطان. من جهة اخرى قال تارانكو ان مراجعة للشهر الماضي تشير الى ان السلطة الفلسطينية تواصل تحقيق تقدم في برنامجها لبناء دولة وحققت بعض الانجازات في اصلاح المال العام والبنى التحتية والخدمات الاجتماعية. واضاف ان السلطة بذلت جهودا لضمان الامن في المناطق الخاضعة لها تنفيذا لالتزاماتها بنود خارطة الطريق التي اعدتها اللجنة الرباعية من اجل مكافحة «النشاط الارهابي» . وتابع انه « على الرغم من هذه الجهود شنت القوات الاسرائيلية +لاسباب امنية+ 353 عملية في الضفة الغربية خلال تلك الفترة قتل فيها ستة فلسطينيين بينهم ناشطان في حماس يعتقد انهما متورطان في قتل اربعة اسرائيليين في الخليل في غشت الماضي» . وبعد ان اشار الى ان « 157 فلسطينيا جرحوا و330 اعتقلوا» في عمليات التوغل, قال المسؤول نفسه ان «هذه العمليات تضعف الجهود لبناء تعاون امني حقيقي» . كما دعا اسرائيل الى « بذل مزيد من الجهود لمنع اعمال العنف التي يرتكبها المتطرفون ضد المدنيين الفلسطينيين تحت الاحتلال وفرض حكم القانون».