اعلنت حركة حماس أمس تأجيل اللقاء الذي كان مقررا يومه الاربعاء في دمشق مع حركة فتح لمتابعة البحث في ملف المصالحة الفلسطينية، محملة فتح مسؤولية هذا التأخير. واكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس من دمشق ان حركة فتح « اعتذرت عن حضور لقاء المصالحة في دمشق» غدا الاربعاء. واضاف الرشق « بالرغم من استهجاننا لموقف حركة فتح, الا اننا وحرصا منا على انجاز المصالحة وسد كل الذرائع فاننا سنتواصل مع الاخوة في فتح لترتيب موعد بديل من اجل عقد اللقاء في اسرع وقت ممكن» . وفي غزة قال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس ان حركة فتح « طلبت نقل اللقاء من دمشق». معتبرا أن « هذا غير مبرر وغير مقنع . نحن نستهجن موقف فتح المصر على هذا التغيير للمكان وهذا عكس ما اتفقنا عليه في لقاء دمشق الاخير ونحن ابلغنا فتح ان اللقاء هو في نفس المكان في دمشق» . واعتبر برهوم ان هذا الموقف «يعكس عدم جدية فتح وتراجعها عما اتفقنا عليه في اللقاء الاخير عن تحديد الزمان والمكان وهو ال20 من هذا الشهر واللقاء يكون في دمشق» . وفي رام الله اعلنت مصادر في فتح ان الحركة طلبت من حماس نقل اللقاء من دمشق الى بيروت «او اي مكان اخر» الا ان حماس التي يتخذ مكتبها السياسي من العاصمة السورية مقرا له, رفضت هذا الطلب. وحسب انباء صحافية فان طلب فتح نقل اللقاء من دمشق جاء بعد تلاسن جرى بين الرئيس عباس والرئيس السوري بشار الاسد حول جدوى المفاوضات مع اسرائيل اثناء القمة العربية التي استضافتها مدينة سرت الليبية في التاسع من الشهر الجاري. وكان وفدان رفيعي المستوى من حماس وفتح اتفقا خلال لقاء في دمشق جمعهما اواخر الشهر الماضي على عقد لقاء ثان في 20 اكتوبر في اطار خطوات التحرك نحو المصالحة الفلسطينية. وترأس الوفدين يومها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وكانت مصر تقوم بدور الوسيط بين الحركتين المتنازعتين منذ ان سيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو 2007 الا انها ارجأت الى اجل غير مسمى توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بعدما رفضت حماس توقيعه في الموعد الذي كانت القاهرة حددته وهو 15 اكتوبر 2009 . وتوترت العلاقات بين القاهرة وحماس منذ ذلك الحين, ووصلت الامور الى حدود الازمة بعدما باشرت مصر بناء سور فولاذي تحت الارض على طول الحدود بينها وبين قطاع غزة لمنع تهريب البضائع بواسطة الانفاق الى القطاع الفلسطيني.