أقدم حوالي 100مهاجر سري (حراك) أغلبهم مغاربة، كانوا محتجزين في مركز ل«الإيواء» المؤقت بمدينة كالياري بجزيرة سردينيا بجنوب إيطاليا، ظهر أول أمس، على حركة عصيان قوية، واجهوا خلالها رجال الشرطة الذين كانوا يشرفون على حراستهم، حيث تمكن بعضهم من الهروب بعيدا عن المركز المسيج بالأسلاك، فيما احتل آخرون مطار جزيرة سردينيا الذي يبعد عن المركز بحوالي 150 مترا، كما تسلل أفراد منهم إلى برج المراقبة. وحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الإيطالية، فإن محاولة وصول بعض المهاجرين إلى إحدى الطائرات، أدى إلى هياج في صفوف رجال الشرطة، مما أدى إلى نشوب مناوشات سقط خلالها عدد من الجرحى في صفوف المهاجرين. وأوردت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، نقلا عن مصدر أمني، أن قوة من الشرطة تحركت فورا لملاحقة المهاجرين الفارين، حيث استطاعت إيقاف بعضهم قرب المركز، بينما ألقت شرطة الموانئ القبض على 4 آخرين بجوار مطار إيلماس بأطراف المدينة. وما زالت قوة من الشرطة تواصل تمشيط المناطق التي ربما يكون قد لجأ إليها الهاربون من المركز، بينما تواصل فرقة أمنية أخرى التحقيقات للوقوف على أسباب الحادث وكيفية وقوعه. وليست هذه المرة الأولى التي يقوم بها مهاجرون باحتجاجات بمركز كالياري، حيث سبق وأن عاش المركز اضطرابات قام خلالها المحتجزون بحرق أجنحة من المركز الذي كان في السابق ثكنة للجيش قبل تحويله إلى مكان للحجز المؤقت للمهاجرين الذين ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي ودول إفريقيا جنوب الصحراء. وكانت حكومة بيرلوسكوني قد رفعت، أمام تدفق المهاجرين السريين على إيطاليا، عدد مراكز اعتقال المهاجرين غير الشرعيين إلى 14 مركزا بعد أن كانت 3 فقط، في روماوميلانو وتورينو. وتنقسم هذه المراكز إلى ثلاثة أنواع: الأول لاستقبال المهاجرين السريين ويحمل اسم CPA، وعددها خمسة مراكز في جنوب البلاد بمدن «باري» و«كالتانيسيتا» و«فودجا» و«سيراكوزا» و«لامبيدوزا». والنوع الثاني هو مراكز CID وعددها أربعة تتواجد بمدن «ميلانو» و«كروتوني» و«فودجا» وتراباني»، وتتكفل بالمهاجرين غير الشرعيين طالبي اللجوء السياسي. أما النوع الثالث فأطلق عليه CPT وهي مراكز للإقامة المؤقتة، ويتم فيها تحديد هوية وجنسية المهاجر غير الشرعي تمهيدا لترحيله إلى بلده الأصلي. ووفقا لقانون الهجرة الجديد في إيطاليا، تم رفع مدة الحجز إلى 18 شهرا بدلا من شهرين في القانون القديم. وتصل نسبة النزلاء المغاربة، حسب إحصاءات رسمية إيطالية إلى 35 بالمائة، وهم الذين يشكلون طليعة النزلاء يليهم المهاجرون القادمون من أوربا الشرقية ثم باقي الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية. وغالبا ما تتكون تلك المراكز من طابقين، أرضي يضم مكتب القاضي ومكاتب الأمن وأخرى تابعة للصليب الأحمر، ثم طابق علوي يضم مكاتب لتجميع الوثائق ومخازن خاصة بالملابس وأغراضا أخرى. وخلف المبنى يقيم المعتقلون من المهاجرين السريين خلف قضبان حديدية عالية مسننة أو تنتهي بأسلاك شائكة.