بدأ الناخبون في البوسنة الادلاء بأصواتهم أمس الاحد في انتخابات ربما تقرر ما اذا كانت بلادهم المنقسمة على نفسها تقترب من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي خلال السنوات الاربع المقبلة ام ستغرق بشكل اكبر في الركود. وهناك اكثر من1 ،3 مليون ناخب مسجلين في القوائم يمكنهم المشاركة في اختيار اعضاء الرئاسة الصرب والكروات والمسلمين ونواب البرلمانات المركزية والاقليمية وبرلمانات المقاطعات بالاضافة الى انتخاب رئيس ونائب رئيس جديدين لجمهورية صرب البوسنة. ويفترض ان يختار الناخبون اعضاء الهيئة الرئاسية الجماعية المركزية للبلاد، التي ترشح لها الاعضاء المنتهية ولايتهم زيليكو كومسيتش (كرواتي) حارس سيلادجيتش (مسلم) ونيبويسا رادمانوفيتش (صربي). وسيختار الناخبون ايضا اعضاء البرلمان المركزي البالغ عددهم 42 نائبا وبرلماني كياني البلاد وهما جمهورية الصرب والاتحاد الكرواتي المسلم. وسينتخب صرب البوسنة رئيسا جديدا لجمهوريتهم ، وهو منصب ترشح له الرجل القوي في هذه الجمهورية رئيس الوزراء ميلوراد دوديك الذي هدد مرات عدة في الاشهر الاخيرة بالانفصال بكيانه. والبنية المؤسساتية للبوسنة انبثقت عن اتفاقات دايتون للسلام الموقعة في نونبر 1995 والتي انهت الحرب بين المجموعات. ومنذ الانتخابات السابقة التي جرت في عام 2006 زاد انعدام الثقة بين الزعماء الكروات والصرب والمسلمين واتسعت الانقسامات السياسية بين المنطقتين اللتين تشكلان البوسنة وهما اتحاد الكروات والمسلمين وجمهورية صرب البوسنة. وقالت أمينة سجديتش (59 عاما) التي كانت من أوائل من أدلوا بأصواتهم في سراييفو بعد أن فتحت مراكز الاقتراح الساعة السابعة صباحا « أشارك في التصويت لتغيير السياسيين الذين أوقعوا هذا البلد في حالة من الركود منذ أكثر من 15 عاما. ان الاوان ليرحلوا» . وتعتبر البوسنة التي شهدت حربا طاحنة في التسعينات, واحدة من افقر دول اوروبا. وتبلغ نسبة البطالة فيها 43 بالمئة ، بينما يعيش 26 بالمئة من البوسنيين تحت خط الفقر. وأجرت البوسنة خمسة انتخابات عامة منذ الحرب التي دارت رحاها من عام 1992 الى عام 1995 وسقط فيها نحو 100 الف قتيل غير أن الاصلاحات السياسية والاقتصادية كانت بالغة البطء وظلت البلاد في مؤخرة طابور دول البلقان الغربية الطامحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي. وحث فالنتين اينزكو المبعوث الدولي الذي يشرف على السلام بالبلاد المواطنين على المشاركة في التصويت. وقال الدبلوماسي النمساوي « أرجوكم أخرجوا وأدلوا بأصواتكم.. هذا بلدكم وتقرير مستقبله مسؤوليتكم الديمقراطية» . وقال سمير سينانوفيتش وهو عاطل من سراييفو « نريد فقط تغييرات اقتصادية ووضعا أفضل في البوسنة والهرسك». وينتهي التصويت الساعة السابعة مساء ، ومن المتوقع ظهور أول نتائج جزئية بعد ساعات من اغلاق مراكز الاقتراع.