أعلنت الجزائر أن احتياطها من العملة الصعبة بلغ رقما قياسيا لم يعرفه هذا البلد المغاربي من قبل، إنه 150 مليار دولار. مصدر هذا الكم الهائل من العملة صادرات المحروقات ، البترول والغاز. لكن بالرغم من هذه الخيرات الطبيعية التي حبا الله بها هذا البلد ، هناك مشاكل اجتماعية واقتصادية تستفحل سنة بعد سنة ويتضح ذلك من خلال الجلسات القطاعية التي يعقدها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع مسؤولي جهازه التنفيذي، وايضا يتضح ذلك من خلال الحياة اليومية للشعب الجزائري الشقيق الذي تحاصر البطالة شبابه والارهاب مدنه وقراه، والفقر مساحات واسعة من شرائحه الاجتماعية، والفساد والرشوة في مؤسسات قطاعه العام. 150 مليار دولار ، ونظام بوتفليقة يبحث عن صفقات الاسلحة يكدسها في ثكناته وكأنه يستعد لحرب عالمية جديدة. 150 مليار دولار والعشرات من الشباب يحاولون عبور البحر الابيض المتوسط في قوارب الموت هربا من واقع مرير يبدو لهم وكأنه بدون أفق . 150 مليار دولار وعملة وطنية تعيش على وقع التضخم، وشرق البلاد وغربها وجنوبها يحترفون التهريب. يبدو أن النظام الجزائري لم يعد له من هم في حياة شعبه سوى معاداة المغرب في وحدته الترابية وصرف المال العام لتنظيم ندوات «دولية» لمساندة اطروحة الانفصال وتحمل تكاليف ابواق البوليساريو والمساندين له في الخارج . وتلك هي نموذج التنمية التي يبشر بها الخطاب الرسمي للجزائر.