في العام 2002 استضافت جامعة «البلمند» المفكّر محمد أركون، فدعت إلى لقاءات حوارية عديدة مع مفكّرين وجامعيين لبنانيين، ونظّمت حلقات نقاش مع أساتذتها وطلابها في إطار برنامج «الحضارات والثقافات». وقد ألقى خلال وجوده في الجامعة محاضرة عامة بعنوان «إعادة التفكير في الظاهرة الدينية بعد 11 شتنبر». لقد تحدث المفكّر الجزائري الكبير; أمام حشد من الأساتذة والطلاب الجامعيين والمثقفين والمهتمين بالشؤون الفكرية والثقافية في تلك الجامعة، مستهلا محاضرته بضرورة إعادة التفكير في الظاهرة الدينية بعد 11 شتنبر، حيث لا بد من استنتاج الكثير من الأفكار والبرامج الجديدة للبحث العلمي عن الأديان. ذلك أن الحروب بعامة كانت تبرّر استنادًا إلى معايير دينية، مقدّمًا مثلين: ما استند إليه الرئيس الفرنسي ميتران تمهيدًا لحرب الخليج، وما قدّمه الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش من تبرير تمهيدًا للحرب على أفغانستان بعد أحداث 11 شتنبر. وتابع قائلاً: «علينا إعادة النظر في المعجم الديني لنسأل أين الخلافات التي تجعلنا ندخل في حروب مع الغرب والعكس من دون إيجاد حل، أو اعتماد معجم آخر نتّفق حوله جميعًا لنفكر من جديد في ما نسميه بالقيم، ونوجد معجمًا ودراسات جديدة للكلام على الثقافات والحضارات، تستند إلى ما نعلّمه في الإنسانيات والتاريخ المقارن للأديان». هذه المحاضرة غير المنشورة من قبل، نقدمها هنا كاملة، عن يومية «النهار» اللبنانية. علما أن ثمة عددا من العروض والمحاضرات غير المنشورة للمفكر الراحل، ضمنها محاضرات بالمغرب، البلد العربي الذي ألقى به آخر محاضراته العلمية قبل وفاته بأسابيع قليلة.