أجرى جلالة الملك مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية ، أنجيلا ميركيل ، وذلك على هامش قمة أهداف الألفية للتنمية المنعقدة بنيويورك . وشكلت قضايا مثل مشروع الحكم الذاتي بأقاليمنا الجنوبية وتطوير العلاقات الثنائية ، والعمل الذي يقوم به المغرب في إنجاز أهداف الألفية للتنمية ، والقضية الفلسطينية ، أهم محاور هذه المباحثات . وفي هذا الإطار أجرى جلالة الملك محمد السادس ، يوم الاثنين مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون بمقر المنظمة بنيويورك. وبهذه المناسبة نوه بان كي مون بالنتائج الطيبة والتقدم الملموس الذي حققه المغرب في إنجاز أهداف الألفية للتنمية. كما أشاد الأمين العام الأممي بالإصلاحات الحثيثة التي أطلقها جلالة الملك، مبرزا « ريادة جلالة الملك في القضايا التي تحظى بالأولوية لدى الأممالمتحدة» و» وساطات جلالته الموفقة بخصوص العديد من النزاعات في العالم» . كما سجل تقديره الكبير للمساهمة الهامة للمملكة في بلورة قيم ومثل الأممالمتحدة في مجال استتباب وتعزيز السلم ، وتشجيع التعاون متعدد الأطراف. وجدد جلالة الملك من جانبه دعم المغرب الثابت لجهود الأمين العام من أجل تعزيز عمل المنظمة، وتنويع أجندتها وانخراطها القوي في تدبير مختلف القضايا في شموليتها. وبخصوص قضية الصحراء المغربية ، جدد جلالة الملك التزام المغرب بالتعاون مع الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي. وفي هذا السياق، ذكر جلالة الملك بالجهود الملموسة التي بذلتها المملكة من أجل إخراج الملف من المأزق ، ولاسيما من خلال تقديم المبادرة الجريئة والجوهرية للحكم الذاتي سنة2007 . وأشار جلالة الملك إلى أن هذه المبادرة تقطع مع المساعي المتجاوزة وخاصة تلك المتعلقة باستفتاء ذي خيارات متعددة ، والذي برهنت الوقائع على عدم قابليته للتطبيق والذي يشكل ، علاوة على ذلك ، مصدرا للتوتر وعدم الاستقرار. وأضاف جلالة الملك أن المفاوضات السياسية يجب أن تتواصل على قاعدة حسن النية والتحلي بالواقعية وروح التوافق، بعيدا عن أية مزايدات أو توظيف مغرض لقضايا هامشية ، تفضلها الأطراف الأخرى المتمسكة بالجمود والعرقلة. وأكد جلالة الملك والأمين العام للأمم المتحدة ، من جهة أخرى، على أهمية اتخاذ مبادرة جماعية توافقية ودون إقصاء من أجل مواجهة الوضع الأمني المقلق بمنطقة الساحل والصحراء. وفي ما يتعلق بالشرق الأوسط، شدد جلالة الملك وبان كي مون على أن المفاوضات المباشرة الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن تحظى بدعم كافة الفاعلين، بما يتيح التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على جميع المستويات وعاصمتها القدسالشرقية. وفي هذا السياق، شدد جلالة الملك، بوصفه رئيسا للجنة القدس، على أهمية الحفاظ على الطابع الثقافي والديني لهذه المدينة المقدسة. وبمقر إقامة جلالته بنيويورك ، استقبل جلالة الملك يوم الإثنين رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي. وبهذه المناسبة أشاد قائدا البلدين بالفرصة التي يوفرها عقد الحوار من مستوى عال للأمم المتحدة، بمقر المنظمة ، من أجل تقييم التقدم الذي تم إحرازه في مجال تنفيذ أهداف الألفية للتنمية ، التي تم اعتمادها سنة2000 ، وتحديد الوسائل التي ينبغي تعبئتها لتحقيق تنمية مستدامة ومتناسقة على المستوى العالمي في أفق2015 . ونوه الرئيس الفرنسي بالجهود المبذولة والنتائح الهامة ، التي حققتها المملكة المغربية في هذا المجال ، تحت قيادة جلالة الملك. ومن جانبه ، أبرز جلالة الملك أهمية التعاون الدولي ، خاصة بالنسبة للبلدان الإفريقية . كما أشاد جلالة الملك والرئيس الفرنسي بالمستوى الممتاز للعلاقات المغربية الفرنسية، وبما تكتسيه من أهمية وحيوية في جميع الميادين ، وهو ما يشكل نموذجا لشراكة أورو متوسطية مثمرة ومتعددة الأبعاد . وتناولت المباحثات خلال هذا اللقاء علاقات المغرب مع الاتحاد الأوربي في إطار « الوضع المتقدم» وقضية الشرق الأوسط على ضوء المفاوضات المباشرة الإسرائيلية الفلسطينية، والوضع بالمغرب العربي وبالعديد من المناطق الإفريقية. وبهذا الخصوص ، جدد الرئيس ساركوزي دعم فرنسا للجهود التي يبذلها المغرب وبالخصوص المبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي، في إطار الأممالمتحدة، للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية . وأضاف الرئيس ساركوزي أن تسوية هذه القضية ستشكل عاملا حاسما في بروز مغرب عربي موحد ومندمج وفاعل أساسي في استتباب الأمن والاستقرار الإقليميين. كما أجرى جلالة الملك ، يوم الاثنين بمقر الأممالمتحدة بنيويورك مباحثات مع مستشارة الجمهورية الفدرالية الألمانية السيدة أنجيلا ميركل. وخلال هذا اللقاء أعرب جلالة الملك، عن ارتياحه للروابط التاريخية القائمة بين المملكة المغربية والجمهورية الفدرالية الألمانية ، وعبر جلالته للمستشارة الألمانية عن إرادة المغرب لتعزيز إطار التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين. كما عبر جلالته عن تقدير المملكة لانخراط ألمانيا في مواكبة جهود التنمية بالمغرب، خاصة في القطاعات ذات الأولوية كالماء والبيئة ومكافحة آثار التقلبات المناخية والتنمية الاقتصادية المستدامة وقطاع الطاقات المتجددة. واستعرض جلالة الملك والمستشارة الألمانية القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأبديا ارتياحهما لتطابق مواقف البلدين على مستوى الهيئات والملتقيات الدولية. كما تطرق جلالة الملك خلال مباحثاته مع المستشارة الألمانية إلى مسلسل السلام بالشرق الأوسط. وأشادت السيدة ميركل بهذا الخصوص ، بالدور الوازن لجلالة الملك من أجل تحقيق السلام بالمنطقة. من ناحية أخرى، ثمنت المستشارة الألمانية دينامية الإصلاحات السياسية والانفتاح الاقتصادي الذي تشهده المملكة تحت قيادة جلالة الملك، مذكرة بأن المغرب سيظل شريكا متميزا بالضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي. وأشادت ميركل بالمناسبة ، بالجهود الدؤوبة التي ما فتئ المغرب يبذلها من أجل تعزيز علاقاته المتميزة مع الاتحاد الأوروبي. وأعربت المسؤولة الألمانية عن التزام حكومتها بتقديم دعمها الكامل لتعزيز الشراكة بين المغرب وأوروبا، خاصة في إطار الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي. ونوهت ميركل من جهة أخرى، بالانخراط القوي والحيوي للمغرب في جهود إقامة الاتحاد من أجل المتوسط، معربة عن اقتناعها بأن هذا الاتحاد يتوفر على كل المؤهلات الاستراتيجية والعملية لبناء نظام إقليمي متجدد كفيل بخلق دينامية تشاركية طموحة.